تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأولاد والأوطان فيأتيه أمر الله بالخروج عنهم والتغرب عنهم في الحج إلى بيت الله الحرام فإذا انتزع الإنسان نفسه من الهوى وأصبحت نفسه تحت أمره ونهيه استطاع أن يأمرها فتأتمر وينهاها فتنزجر، ولذلك الناس على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: منهم من أصبح هواه تحت أمره كما أشار الله إلى هذا الصنف - وهم السعداء - في قوله-تعالى-: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى @ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.

والقسم الثاني: قسم هواه غالب عليه، وقد أشار الله-عزوجل- إلى هذا القسم بقوله: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} فهذا-نسأل الله السلامة والعافية- لا يبالي الله به في أي أودية الدنيا هلك، ولذلك تجد بعض أهل الشهوات تقول له: - يا أخي - هذا حرام وهذا لايجوز فيقول: أنا اعلم أنه حرام وأنه لايجوز؛ ولكن لا أستطيع أن أتركه، ومعنى أنه لايستطيع أن يتركه معناه أنه قد بلغ مرتبة من المراتب التي لايستطيع فيها أن يأمر نفسه فتستجيب له فأصبح هواه هو الذي يأمره وشهوته هي التي تحكمه -نسأل الله السلامة والعافية-.

وأما القسم الثالث: فهم الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً فهؤلاء إلى أمر الله-عزوجل- إن شاء عذبهم فبعدله، وإن شاء عفا عنهم فبمحض فضله فهؤلاء هم الذين تارة يغلبون الهوى، وتارة يغلبهم الهوى،وهم الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، إن غلبوا الهوى كانوا على الصلاح، وإن غلبهم الهوى كانوا على الطلاح، ولذلك لا يأمن الواحد منهم أن تأتيه منيته على هواه، أو تأتيه منيته على طاعة ربه، ولذلك مثل هؤلاء على خطر إن لم يتداركهم الله-عزوجل- برحمته، فالمقصود أن الصيام يربي في النفس القدرة على الهوى وقهر الهوى حتى تكون النفس مستجيبة، قال العلماء: من امتنع عن الطعام والشراب والجماع مع أن الله أحل له من مال حلال أن يطعم وأن يشرب وأن يجامع أهله وزوجته فإنه إذا منع نفسه عن هذا الحلال أقدر من أن يمنع نفسه بتوفيق الله عن الحرام فإذا كان يمكث هذه المدة ثلاثين يوماً أو تسعاً وعشرين يوماً وهو لايقترب من طعامه ولا شرابه ولاشهوة فرجه فإنه قادر بإذن الله-عزوجل- إذا دعته نفسه إلى الحرام أن يمتنع عن المأكل الحرام والمشرب الحرام، وكذلك فعل الحرام من الشهوات التي لم يأذن الله_عزوجل- بها.

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[02 - 08 - 10, 11:25 م]ـ

أنه سبيل لأعظم وأحب الأشياء إليه وهو تقواه فقال-تعالى-: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أي جعلناه سبباً للتقوى، وما خرج الإنسان بزاد من الدنيا أحب إلى الله- U- من تقواه كما قال-سبحانه-: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} فإذا كان الصوم يزيد من التقوى فمعناه أنه يزيد من أمرين وهما تحصيل فرائض الله والانكفاف والامتناع عن محارم الله عز وجل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير