تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحكام الوضوء - مقالات من مجلة التوحيد]

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 11:33 م]ـ

أحكام الوضوء

(ربيع الثاني 1431هـ)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

فسوف نبدأبعون الله تعالىمن أول هذا العدد بالحديث عن الوضوء، وما يتعلق به من أحكام، فهو مقدمة للصلاة، والإسلام يولي عناية كبيرة بطهارة الظاهر والباطن، وقد امتدح الله تعالى المتطهرين فقال جل وعلا " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ".

أولاً التعريف

في اللغة الوُضُوء في اللغة بضم الواو هو اسم للفعل، وأما بفتح الواو فيُطلق على الماء الذي يُتوضأ به، وهو مشتق من الوضاءة، أي الحسن والنظافة [لسان العرب]

في الاصطلاح هو طهارة مائية تتعلق بأعضاء مخصوصة على وجه مخصوص [حاشية العدوي على شرح الخرشي]

ثانيًا مشروعيته الوضوء مشروع بالكتاب والسنة والإجماع

فمن الكتاب قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " [المائدة].

ومن السنة ما ثبت من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: «لا تُقبل صلاة بغير طهور» مسلم.

الإجماع نقل أكثر أهل العلم الإجماع على مشروعية الوضوء [انظر الدر المختار، والتاج والإكليل، وشرح منتهى الإرادات]

مسألة هل الوضوء من الشرائع القديمة؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوضوء من الشرائع القديمة، وأنه كان في تلك الشرائع، وأنه ليس مختصًّا بأمة محمد، واحتجوا بما ثبت عند البخاري في صحيحه في قصة إبراهيم عليه السلام لما مر على الجبار ومعه سارة، وفيها «أنها لما دخلت على الجبار توضأت وصلَّت ودعت الله عز وجل» البخاري، ومسلم.

وكذلك ما ورد في قصة جريج الراهب حين اتُّهِمَ بالزنا، وفيها «أنه توضأ وصلى، ثم قال للغلام من أبوك؟ فقال الراعي» البخاري، ومسلم

وقالوا: إن الذي اختصت بها الأمة هو الكيفية المخصوصة، أو أثر الوضوء وهو بياض محله يوم القيامة المسمى بالغرة والتحجيل [الموسوعة الفقهية الكويتية].

ثالثًا فضل الوضوء

للوضوء فضل عظيم، بيَّنه رسول الله في عدة أحاديث نذكر منها:

الوضوء شطر الإيمان

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله «الطهور شطر الإيمان» مسلم

الوضوء مكفِّر للذنوب

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه في وصفه لوضوء النبي أنه توضأ ثم قال «إني رأيت رسول الله توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ هكذا غُفر له ما تقدم من ذنبه» مسلم

وعنه أيضًا رضي الله عنه قال قال رسول الله «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه حتى تخرج من تحت أظفاره» مسلم

الوضوء علامة أهل الإيمان يوم القيامة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل» البخاري، ومسلم

الوضوء مفتاح الجنة

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي قال «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ، أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» وفي رواية أخرى «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» مسلم

رابعًا حكم الوضوء

يختلف حكم الوضوء بحسب الأحوال على ما يلي

الوجوب هناك عبادات يجب لها الوضوء وهي

أ الصلاة فقد اتفق أهل العلم على أن الوضوء واجب على المُحْدِث إذا أراد القيام للصلاة فرضًا كان أو نفلاً؛ لقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " الآية؛ ولأن الوضوء شرط لصحة الصلاة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ» البخاري

وذهب جمهور الفقهاء إلى أن الوضوء فرض لسجدة التلاوة؛ باعتبار أنه يُشترط لسجدة التلاوة ما يُشترط للصلاة

ب الطواف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير