تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد من دروس كتاب الصيام (شرح زاد المستقنع القديم) للشيخ محمد الشنقطي حفظه الله]

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[23 - 07 - 10, 04:34 ص]ـ

قوله: (بنية مخصوصة): النية تطلق بمعنيين:

المعنى الأول: نية التعبد والتقرب لله- U- بإخلاص العمل، وهذا هو الذي يسميه العلماء (الإخلاص) فإذا قال العلماء: الإخلاص أرادو بذلك خلوص النية بمعنى أن لايقصد غير الله- U- والعلماء-رحمة الله عليهم- لما قالوا: بنية مخصوصة ليس مرادهم قضية الإخلاص؛ لأن التعبد والتقرب معلوم بداهة فلما قلت تعريف الصيام في الشرع فهمنا أن المراد بذلك التعبد، ولذلك لايقصدون هذا المعنى الخاص وإنما يقصدون بقولهم (بنية مخصوصة) أن تبين هل تنوي الفريضة أو تنوي النافلة؟ وإذا كانت نيتك بهذا الصيام الفريضة فما هي هذه الفريضة؟ أهي صيام رمضان؟ أو كفارة قتل؟ أو كفارة ظهار؟ أو كفارة جماع؟ أو صيام نذر واجب؟ ثم إذا كانت النية نافلة فما هي هذه النافلة؟ أهي عاشوراء؟ أو عرفة؟ أو الاثنين والخميس؟ ... وهكذا فُهِمَ مرادهم بقولهم: بنية مخصوصة أي تعيين المراد من هذا الصوم في الشرع؛ لأنك لما قلت: تعريف الصيام في الشرع، أو الصيام شرعاً فالمراد بذلك في حدود الشريعة، فالشريعة تقصد من هذا الصوم إما شيئاً مطلقاً أو تقصد به شيئاً مقيداً، والمطلق كالنافلة المطلقة، فالتقرب إلى الله- U- بصيام النافلة المطلقة كصيام يوم وإفطار يوم، والنافلة المقيدة كعاشوراء والاثنين والخميس والثلاث الأيام البيض من كل شهر.

والفريضة إما أن تكون فريضة محدوة كصيام رمضان وإما فريضة يلزم الإنسان نفسه بها كالنذر، وإما أن تكون داخلة عليه بسبب الإخلال كصيام الكفارات والنذور ونحوها.

يقول العلماء: الصيام إمساك مخصوص لما قالوا إمساك مخصوص على هذا الوجه المخصوص الذي هو النية المخصوصة بالفريضة والنافلة خرج الإمساك عن الطعام لمعنى الصحة كأن يصوم الإنسان ويمتنع من الأكل والشرب لتقوية بدنه أو تخفيف وزنه أو نحو ذلك من النوايا الدنيوية فهذا ليس بصيام شرعي، فمن قصد من صيامه أن تقوى نفسه أو يستجم بدنه فإنه غير متقرب لله- U- ؛ لكن لو نوى أن يصوم يوماً ويفطر يوماً ثم كانت نية الدنيا وهي صلاح بدنه وذهاب الأمراض عن جسده جعلها تبعاً لم يضر؛ لأن نية الدنيا إذا وقعت تبعاً لا تضر كما لو قصد الإنسان عبادة كطلب العلم يقصد منه طلب العلم ثم بعد طلبه للعلم تكون هناك حوافر مادية أو تكون هناك رواتب فهذه لا تؤثر إذا كانت تبعاً؛ لأن الله- I- يقول: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُم} فقال العلماء: إذا دخلت النية تبعاً لاتؤثر، فالمقصود أن حقيقة الصيام في الشرع هي مخصوصة بهذا الوجه

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[23 - 07 - 10, 04:36 ص]ـ

((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به)) قال العلماء قوله: ((فإنه لي)) أي أنه يقع خالصاً لوجه الله-عزوجل-، وسر الإنسان في قوته إذا تغلب على نفسه فإذا أردت أن ترى الإنسان القوي الذي يستطيع أن ينال الطاعة بيسر وسهولة بعد توفيق الله-عز وجل- فانظر إلى من قهر هواه، وأصبحت نفسه تحت أمره ولم يصبح تحت أمر نفسه، وقد أشار الله-تعالى- إلى ذلك بقوله: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} فإذا أصبحت النفس تحت أمرك وتحت نهيك فقد ملكت كثيراً من الخير وأصبحت نفسك مستجيبة لطاعة الله؛ لأنك تأمرها وتنهاها فتأتمر وتنتهى لكن المصيبة إذا كان الأمر على العكس فكأن الصيام حينما يصوم الإنسان تصبح نفسه تحته؛ لأن النفس تريد شهوة الأكل وشهوة الشرب وشهوة الفرج ومع ذلك يكبحها ويمنعها فيقوى سلطان الإنسان على نفسه وهذا يقع في كثير من العبادات فالإنسان يشتهي - مثلاً - النوم فتجده في غاية من نومه وراحته واستجمامه يأتيه أمر الله أن يقوم إلى صلاة الفجر فيقوم ويقهر نفسه فإذا قهر نفسه استجابت نفسه لما بعد ذلك من الأوامر في سائر يومه، ثم بعد ذلك لذة الأكل والشرب تأتيه فريضة الله-عز وجل- بالامتناع عن طعامه وشرابه فيصوم، ثم تأتيه شهوة المال فيأتيه أمر الله بإخراج الزكاة فيخرجها ثم شهوة الأهل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير