تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حق الحيوان في الإسلام]

ـ[سلطان العميرة]ــــــــ[18 - 07 - 10, 04:06 م]ـ

تمهيد: حق الحيوان بين الشريعة والأنظمة.

إن كمال هذا الدين ورعايته لكافة الموجودات أمر يجعل هذا الدين هو الصالح لكل زمان ومكان , وقد جاء الشرع لرعاية الحقوق و كفلها , ولم يفرق بين المخلوقات ولا بين الأجناس ولا بين الأنواع ,بل جاء راعيا وحاميا لكافة الحقوق , وقد أثبت الشرع للحيوان حقا وجاء هذا الحق في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة بينت ما للحيوان من حقوق و من رعاية وحسن تعامل.

وقد جاء التشريع الغربي متأخرا في رعاية حق الحيوان , و ذلك مما يدل بلا شك على قصوره , حيث كان أول تجمع لرعاية الحيوان في عام 1824م ,حيث تأسست في إنجلترا جمعية للرفق بالحيوان، ثم انتشر هذا التقليد بعد ذلك في كثير من أقطار الأرض، فقامت هنا وهناك جمعيات تهدف إلى الرفق بالحيوان عند المصاحبة، والإحسان إليه في المعاملة، والتلطف معه في السلوك. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1))

لكن هذا الرعاية التي يقوم عليها الفكر الغربي أو التشريع الغربي في الرفق بالحيوان قائمة على منطلق المبدأ الإنساني , الذي يفتقر إلى الدافع التعبدي الذي يتميز به التشريع الإسلامي ,ولذا يمكن القول بأن الدافع لرعاية الحيوان في التشريع الإسلامي هو عبادة قبل أن يكون مجردة إحساس إنساني ومشاعر.

وهذا الدافع الذي يتميز به التشريع الإسلامي يجعل الفرد في مراقبة تامة لتصرفاته خشية الوقوع في أي فعل يلحق الأذى أو يمس بحق الحيوان , بخلاف الفكر الغربي الذي قد تنعدم الرعاية أو القيام بحق الحيوان عند انعدام الرقابة.

الفصل الأول: الحيوان في الإسلام

المبحث الأول نظرة الإسلام للحيوان:

ينظر الإسلام للحيوان على أنه مخلوق له صله وارتباط بهذا الكون وارتباط وثيق بأعظم المخلوقات على هذه الأرض ألا وهو الإنسان , حيث جاء القرآن والسنة مبيننا أن الحيوان جعل مسخرا للإنسان , وذلك من خلال استعماله كوسيلة نقل , وجعله مصدر من مصادر اللباس والطعام , يقول الله جل وعلا {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)} النحل

يمتن تعالى على عباده بما خلق لهم من الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، كما فصلها في سورة الأنعام إلى ثمانية أزواج، وبما جعل لهم فيها من المصالح والمنافع، من أصوافها وأوبارها وأشعارها يلبسون ويفترشون، ومن ألبانها يشربون، ويأكلون من أولادها، وما لهم فيها من الجمال وهو الزينة. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2))

وقد استخلص أهل العلم ما يمكن للإنسان أن ينتفع به من الحيوانات عموما ومن بهيمة الأنعام خصوصا وهي:

أولا: الدفء وذلك مما ينسج من أصوافها وأشعارها ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)), وذلك كما في قوله ((لكم فيها دفء)).

ثانيا: المنافع و ما المراد بالمنافع في الآية نقل عن ابن عباس أنه قال: المنافع نسل كل دابة, وقال مجاهد المنافع: الركوب والحمل والالبان واللحوم والسمن. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)), و قال ابن جرير المنافع: ما ينتفعون به من الأطعمة والأشربة. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5))

ثالثا: الأكل كما في قوله ((ومنها تأكلون)) الأكل منب هيمة الأنعام هو الأصل الذي يعتمده الناس في معايشهم.

وأما الأكل من غيرها من الدجاج والبط وصيد البر والبحر فكغير المعتدّ به وكالجاري مجرى التفكه، و قد يقال أن طعمتكم منها، لأنكم تحرثون بالبقر فالحبّ والثمار التي تأكلونها منها وتكتسبون بإكراء الإبل وتبيعون نتاجها وألبانها وجلودها. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير