تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رفع الستائر عن حديث دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعليه غدائر]

ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[21 - 07 - 10, 01:38 ص]ـ

[رفع الستائر عن حديث دخول النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعليه غدائر]

الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فمن المسائل المجمع عليها أن السنة النبوية مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، حيث قرن تعالى طاعته بطاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, قال سبحانه (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء: 80) وقال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59) وقال سبحانه (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر: 7) وقال سبحانه في آية الامتحان (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران: 31).

وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من مخالفة أمره وانتهاج غير سنته فقال:" ... فمن رغب عن سنتي فليس مني." (1) وقال عليه الصلاة والسلام:" .. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" (2) وقال أيضا عليه الصلاة والسلام:" لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري، مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه." (3)

ولقد عرّف سلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم السنة وبيّنوا حدّها فقال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: "يطلق لفظ السُنّة على: ما جاء منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم على الخصوص، مما لم يُنص عليه في الكتاب العزيز، بل إنما نص عليه من جهته عليه الصلاة والسلام، كان بياناً لما في الكتاب أوْ لا.

ويطلق أيضاً في: مقابلة البدعة، فيقال: " فلانٌ على سُنة "، إذا عمل على وِفقِ ما عمل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، كان ذلك مما نُصَّ عليه في الكتاب أوْ لا، ويقال: " فلان على بدعة، إذا عمل على خلاف ذلك، وكأنّ هذا الإطلاق إنما اعْتُبِرَ فيه عمل صاحب الشريعة، فأُطلق عليه لفظ السُنة من تلك الجهة، وإنْ كان العمل بمقتضى الكتاب.

ويطلق أيضا لفظ السُنّة على: ما عمل عليه الصحابة، وُجِدَ ذلك في الكتاب أو السنة أو لم يوجد؛ لكونهِ اتباعاً لسُنّةٍ ثبتتْ عندهم لم تُنقل إلينا، أو اجتهاداً مجتمعاً عليه منهم أو مِنْ خلفائهم؛ فإنّ إجماعهم إجماع، وعمل خلفائهم راجعٌ أيضاً إلى حقيقة الإجماع، مِنْ جهةِ حَمْلِ الناس عليه، حسبما اقتضاه النظر المصلحي عندهم، فيدخل تحت هذا الإطلاق: المصالح المرسلة، والاستحسان، كما فعلوا في حَدِّ الخمر، وتضمين الصُنَّاع، وجمع المصحف، وحمل الناس على القراءة بحرفٍ واحدٍ من الحروف السبعة، وتدوين الدواوين، وما أشبه ذلك.

ويدل على هذا الإطلاق: قوله عليه الصلاة والسلام:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديّين".

وإذا جُمِعَ ما تقدم تَحَصّلَ منه في الإطلاق أربعة أوجه:

[1] قوله عليه الصلاة والسلام.

[2] وفعله.

[3] وإقراره.

وكل ذلك إما مُتَلَقَّى بالوحي أو بالاجتهاد بناءً على صحةِ الاجتهاد في حقه، وهذه ثلاثة.

[4] ما جاء عن الصحابة أو الخلفاء "وهو وإنْ كان ينقسم إلى: القول، والفعل، والإقرار، ولكنْ عُدَّ وجهاً واحداً؛ إذْ لم يتفصَّل الأمر فيما جاء عن الصحابة، تفصيلَ ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم." (4) انتهى.

وقد خلّط الكثير في مفهوم السنة، وانعدمت معرفته بالتفرقة بينها و بين أمور العادات التي تواطأ الناس عليها ظانّا أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه و سلم حتى الأمور الجبلّية هو تشريع للأمة، وما هذا إلا لقلة العلم ونقص النظر واتباع الهوى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير