تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تقطع له الأترج وتطعمه إياه بالعسل

فقلت لها: ماذا؟ قالت: هذا ابن أم مكتوم الذي عاتب الله فيه نبيه.

وعرفه العرب منذ القدم وتغنى به الشعراء في شتى العصور،

ومنهم (ابن الرومي) الذي قال فيه في معرض الحديث عن أحد ممدوحيه:

كل الخلال التي فيكم محاسنكمتشابهت منكم الأخلاق والخلق

كأنكم شجر الأترج طاب معكمحملاً ونوراً وطاب العودُ والوَرق

وكان يزرع في فلسطين حيث اعتبر نبتة طبية عظيمة الفائدة.

موطنه:

ويعتقد أن موطن الأترج الأصلي جنوب وشرق آسيا

ثم انتقلت زراعته إلى منطقة البحر المتوسط وهو ينمو بكثرة في المملكة المغربية

بقرب المياه وهو أقل الموالح تحملاً للبرودة.

أسماء الأترج:

للأترج أسماء عديدة فيسمى في اللغة الفصحى: (أترج) و (أُتْرجة)

و (أُتْرنجة) و (مُتْكْ) وهو اللفظ الذي ذكر في سورة يوسف

ويعرف في الشام باسم (كُبّاد) بالضم أو (كَبّاد) بالفتح و (تُرُنج)،

وكذا في الإمارات ولكن الغالبية تسميها (شِخاخ) أو (إِشْخاخ)،

وفي مصر والعراق (أُترج) كما يسمى (تفاح العجم) و (تفاح ماهي)

و (ليمون اليهود) لأنهم يحملونه في أعيادهم.

وعند عامة الفلسطينيين والسوريين يسمى (بومَلي) أو (بومَلة)

ويسمى في لبنان (موملي)

ويسمى في اليونانية (ناليطيوس) أي ترياق السموم.

اسمه العلمي الليمون الفردوسي ,

والاسم العلمي للأترج (بالإنجليزية) [ CITRON APAM’S Apple ].

الراجح في نبات الأترج:

يبدو والله أعلم أن (الأترج) جنس شجر من الفصيلة البرتقالية،

يبلغ طول شجرته من 3 - 5 أمتار أوراقها لامعة وأزهارها كبيرة متفرقة أو متجمعة في عناقيد,

وهو ناعم الأغصان والورق، ذهبي اللون " لون ثمره - أي حمضه من الداخل - ذهبي اللون،

أما لون القشرة فهو إما أخضر أو أصفر" زكي الرائحة، حامض الماء،

كبير الحجم ويشبه (الجريب فروت) تقريباً في حجمه ,

وهو شجيرة شائكة ذات رائحة عطرية خاصة،

مركب من قشر ولحم وحمض وبزر، وقشره سميك جداً بحيث إنه قد يضمها اللُّب أحياناً إلى حد التلاشي.

القيمة الغذائية و العطرية في الأترج

في الأترج منافع غذائية وهو مركب من أربعة أشياء: قشر، ولحم، وحمض وبزر ولكل واحد منها مزاج يخصّه، فقشره حار يابس ولحمه حار رطب

وحمضه بارد يابس وبزره حار يابس.

يقول العالم إسحاق بن سليمان المعروف ((بالإسرائيلي)) في كتابه الأغذية والأدوية: أما الأترج فمركب من قوى أربع: أحدها في قشره، والثانية في لحمه، والثالثة في لبه والرابعة في حبه الذي هو بذره.

فأما قشره: ففيه من الحدة ما ليس باليسير ولذلك صار تجفيفه في الدرجة الثانية ويستدل على ذلك من عطريته وذكاء رائحته و حرافته اليسيرة، فقد تبين ذلك عند الذّوق والشّم جميعاً.

وكذلك من منافع قشره: أنه إذا جعل في الثياب منع السوس، ورائحته تُصلح فساد الهواء والوباء، يُطِّيب النكهة إذا أمسكه في الفم ويُحلل الرياح.

وقال ديسقوريدوس: أنه إذا شُرب بشراب كانت له قوة تضاد قوة الأدوية القتّالة.

وأما لحم الأترج الذي بلا قشرة فبارد رطب، وبرده أقوى من رطوبته، وفي جسمه كثافة وغلظ وهو لبرده صار فيه قوة مبردة لحرارة المعدة، ولغلظه وكثافته صار بطيء الانهضام والانحدار.

أما ماء الأترج فرقيق مائي ليس فيه شيء من الغذاء لأن رطوبته ليس فيها من الجسمانية شيء أصلاً.

ماذا قال الطب القديم عن الأترج؟

قيل أن بعض الملوك الأكاسرة سجن بعض الأطباء، وأمر ألا يقدم لهم من الأكل إلا الخبز وادام واحد، فاختاروا الأترج وسئلوا عن ذلك فقالوا "لأنه في العاجل ريحان ومنظره مفرح، وقشره طيب الرائحة ولحمه فاكهة وحماضه إدام وحبه ترياق وفيه دهن".

ويقول ابن سينا في الأترج "لحمه (لبه) ملطف لحرارة المعدة نافع لأصحاب المرة الصفراء قامع للبخارات الحارة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير