تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

العَوْدُ أَحْمَدُ

ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[25 - 11 - 10, 09:36 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

العَوْدُ أَحْمَدُ

ما المقصود بالعود أحمد؟

قال الرّاغب: العود: الرّجوع إلى الشّيء بعد الانصراف عنه إمّا انصرافا بالذّات، أو بالقول والعزيمة

وإعادة الشّيء كالحديث وغيره: تكريره، والعادة اسم لتكرير الفعل والانفعال حتّى يصير ذلك سهلا تعاطيه.

والعيد: ما يعاود مرّة بعد أخرى وخصّ في الشّريعة بيوم الفطر ويوم النّحر، ثمّ صار يستعمل في كلّ يوم فيه مسرّة.

ومن العود (أيضا): عيادة المريض

وقال ابن منظور: العود ثاني البدء.

قال الشّاعر:

بدأتم فأحسنتم فأثنيت جاهدا ... فإن عدتم أثنيت والعود أحمد

عادٍ: لها معان كثيرة وهي هنا بمعنى صار فتلحق بها وتعمل عملها، ويقال: عاد إليّ من فلان مكروه أي صار منه إلي.

ومن معانيها عاده يعوده عودا: صرفه

وعاد السائل: رده

وعاد فلانا بالمعروف: صنعه معه

ومن معانيها عاده عودا: صيره عادة

وكذلك عاد يعود عودا وعيادا وعيادة

وعوادة المريض: زاره فهو عائد.

وفي القاموس: عاد يعود الشيء عودا وعيادا: بدأه وباشره ثانيا.

قيل ومنه المثل: العود أحمد

يجوز أن يكون "أحمد" أفعل من الحامد، يعني أنه إذا ابتدأ العُرْفَ جَلب الحمد إلى نفسه، فإذا عاد كان أحمد له، أي أكسب للحمد له، ويجوز أن يكون أَفعَلَ من المفعول، يعني أن الابتداء محمود والعود أحقَ بأن يحمد منه

وقولهم في المثل: العود أَحمد أَي أَكثر حمداً

قال الشاعر:

فلم تَجْرِ إِلا جئت في الخير سابقاً ... ولا عدت إِلا أَنت في العود أَحمدُ

قال الجوهري: وعاد إِليه يَعُودُ عَوْدَةً وعَوْداً: رجع.

وفي المثل: العَوْدُ أَحمدُ

أي: أكثر حمدا

وقال الجوهريّ: والتّحميد أبلغ من الحمد، والحمد أعمّ من الشّكر، والمحمّد الّذي كثرت خصاله المحمودة، والمحمدة خلاف المذمّة، وأحمد فلان صار أمره إلى الحمد، وأحمدته أي وجدته محمودا.

من المعاني التي يحملها لفظ أحمد: "وَهُوَ أَنَّ أَحْمَدَ اسْمُ تَفْضِيلٍ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَسْلُوبَ الْمُفَاضَلَةِ مَعْنِيًّا بِهِ الْقُوَّةُ فِيمَ هُوَ مُشْتَقٌّ مِنْهُ، أَيِ الْحَمْدِ وَهُوَ الثَّنَاءُ، فَيَكُونُ أَحْمَدُ هُنَا مُسْتَعْمَلًا فِي قُوَّةِ مَفْعُولِيَّةِ الْحَمْدِ، أَيْ حَمْدِ النَّاسِ إِيَّاهُ، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ. الْعُودُ أَحْمَدُ: أَيْ مَحْمُودٌ كَثِيرًا".

من أول من قالها؟

أول من قَال ذلك: خِدَاش بن حابس التميمى، وكان خطب فتاة من بني ذَهل ثُمَ مِنْ بَني سَدُوس يُقَال لها: الرَّباب، وهام بها زماناً، ثم أقبل يخطبها، وكان أبواها يتمنَّعان لجمالها وَمِيسَمِها، فردَّا خداشاً، فأضرب عنها زماناً، ثم أقبل ذاتَ ليلةٍ راكباً، فانتهى إلى محلتهم وهو يتغنى ويقول:

أَلا لَيْتَ شِعْرِي يا رَبَابُ مَتَى أرى ... لَنَا منك نُجْحاً أوْشفاء فأشْتَفِي

فقد طالما عَنَّيْتنِي وَ رَدَدْتِنِي ... وأنت صَفِيَّي دون مَنْ كُنْتُ أَصْطَفِي

لَحَى الله مَنْ تسمو إلى المال نَفْسُهُ ... إذا كان ذا فَضْلٍ به لَيْسَ يَكْتَفِي

فَيُنْكِح ذَا مالٍ دَميماً مُلَوَّماً ... وَيَتْرُك حُرَّاً مثله لَيْسَ يَصْطَفِي

فعرفت الرباب منطقه، وجعلت تتسمَّع إليه، وحفظت الشعر، وأرسلت إلى الركب الذين فيهم خِداش أن انزلوا بنا الليلة، فنزلوا، وبعثت إلى خِداش أن قد عرفت حاجتك فاغْدُ على أبي خاطباً، ورجعت إلى أُمُها، فَقَالت: يا أُمَّه، هل أنكح إلا مَنْ أهوى و ألتحف إلا من أرضى قَالت: لا، فما ذاك قَالت: فأنكحيني خِداشاً، قَالت: وما يدعوك إلى ذلك مع قلة ماله قَالت: إذا جمع المالَ السيئُ الفَعَالِ فقبحاً للمال، فأخبرت الأم أباها بذلك، فَقَال: ألم نكن صَرَفْناه عنا، فما بدا له؟ فلما أصبحوا غدا عليهم خِداش فسلَّم وقَال: العَوْدُ أحمد، والمرء يرشد، والورد يحمد، فأرسلها مَثَلاً.

ويقَال: أول من قَال ذلك وأخذ الناسُ منه مالكُ بن نُوَيرة حين قَال:

جَزَيْنَا بني شَيْبَان أمس بقَرْضِهِمْ ... وَعُدْنَا بمثل البَدْءِ والعَوْدُ أَحْمَدُ

فَقَال الناس: العود أحمد

لماذا وصف العود بأنه أحمد؟

العود أحمد: لأنك لا تعود إلى شيء في الغالب إلا بعد خبرته

قال الفرزدق:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير