تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإخلاص والمواد الحافظة ...]

ـ[عبدالرحمن أبو عبدالله]ــــــــ[22 - 11 - 10, 01:22 م]ـ

....

تأملتُ ذاتَ مرة علبة من المعلبات والتي جلبتها لمنزلي ولتكن:

(عسل أو عصير أو بسكويت أو جبن أو بطاطا أو ...... ) فقلت في نفسي وأنا وقتئذ ممسك بها لِمَ لَمْ يفسد ويتعفن ما بداخل هذه العلب!!!

وكنت أعلم الجواب ولكن قلت ذلك مقررا لي ولك - يا أخي المبارك - الجواب ..

بل أكَّدتُ لنفسي وها أنا ذا أؤكد لك ياصاحبي أنّ أكثر المعلبات التي تُستَجلَب والتي ترها في المجمعات التجارية العظيمة على مد نظرك، فيها عناصر ومواد حافظة ولا يمكن أن تخلو علبة من مواد حافظة وإن خلت تطرق إليها العفن والنتن والفساد والهلاك، بل وسرى الخسران لمالكها وموزعها.

والآن يا أُخي اذهب واخرج بتفكيرك إلى مجمع تجاري حولك، أو في منطقتك، وادخل المجمع ولتتصور المعلبات كلها بدون مواد حافظة!!!

فالفساد هو جوابك لتفكيرك أليس كذا!! ...

وبعد هذا التأمل بسؤاله وجوابه دبَّ لي تساؤل آخر طرحته على نفسي، قائلا لها ما المادة الحافظة للأعمال الشرعية، فالعمل عندما يخرج، يصدر إلى حفظة السماء، الذين لا يمكن أن يتركوا حبة خردل من عمل، ففكرت جوابا، وألهمني ربي بأن الإخلاص هو المادة التي تحفظ الأعمال، زيادة على أنه هو المادة الأساسية لقبول الأعمال قال الحق تبارك وتعالى:

((وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ .. ))

أي لم يخلصوا لله ولم يؤمنوا به سبحانه وقال الحق تبارك وتعالى:

((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)) أي وقَدِمْنا إلى ما عملوه مِن مظاهر الخير والبر، فجعلناه باطلا مضمحلا لا ينفعهم كالهباء المنثور، وهو ما يُرى في ضوء الشمس من خفيف الغبار؛ وذلك أن العمل لا ينفع في الآخرة إلا إذا توفر في صاحبه: الإيمان بالله، والإخلاص له، والمتابعة لرسوله محمد، صلى الله عليه وسلم

...

ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[22 - 11 - 10, 02:11 م]ـ

الاخلاص روح العمل ولبه وأسه ورأسه وكل شئ

فلا يصح وصفه بالمادة الحافظة

رزقني الله وإياك الإخلاص

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[22 - 11 - 10, 08:00 م]ـ

حفظك الله أخي الكريم

لقبول العمل شرطين أساسين:

1 - الإخلاص

2 - المتابعة

قال تعالى: ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا))

و العمل الصالح هو أخلصه و أصوبه أي أن يكون فيه الإخلاص مع المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم

وأما بعد قبول العمل فالمادة الحافظة التي تفضلت بها بالتعبير العصري *ابتسامة* يجب أن تبحث في أمرين:

1 - محبطات الأعمال، ففي الشرع وردت نصوص تشير لبعض الأعمال التي تحبط الأعمال ... مثل ترك صلاة العصر كما جاء في الحديث: (من ترك صلاة العصر متعمدا فقد حبط عمله)

وكما جاء عن أم المؤمنين رضي الله عنها عندما سمعت عن أحد الصحابة أنه تعامل بالربا (جهلا منه بالحكم) فقالت لرجل: أخبره أنه قد حبط جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

وكما جاء في الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورا. قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم، و من جلدتكم، و يأخذون من الليل كما تأخذون، و لكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) السلسلة الصحيحة للألباني

2 - الذنوب و المعاصي والظلم فهذه الأمور تأكل الحسنات حتى لا تدع منها شيء نسأل الله العافية كما جاء عن أبي هريرة أن رسول الله قال: {أتدرون ما المفلس، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم وطرحت عليه، ثم طرح في النار} [رواه مسلم].

في الختام أخي الكريم اسمح أن أقول لك أن قولك بأن الإخلاص وحده (لاحظ كلمة وحده) هو المادة الحافظة للعمل الصالح هو قول غير دقيق بل الإخلاص هو شرط في قبوله أساسا ... وبعد قبول العمل يجب أن يستمر الإنسان على إخلاصه و أن يحافظ على عمله باجتنابه لمحبطات الأعمال وكذلك بالمعاصي و الذنوب التي تأكل الحسنات أكلا ..

نسأل الله لنا و لك أخي المحب الهداية و التوفيق و أحب أن أقول لك: إن إعمال عقلك في مثل هذه الامور الشرعية ثم مناقشتها مع إخوانك أمر رائع بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على عملك فإن خير ما استثمر الإنسان عقله وفكره هو في ما ينفعه في دينه و آخرته ...

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[22 - 11 - 10, 08:16 م]ـ

ولاحظ أيضا بارك الله فيك قول النبي صلى الله عليه و سلم:

(مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ)

والفرق بين الرياء و التسميع هو أن المرائي هو من يزين عمله ابتغاء ثناء الناس وهذا أثناء العمل و أما التسميع فإن الرجل قد عمل عمله لله عز و جل ثم فسدت نيته وصار يذكر عن نفسه الأعمال الصالحة ابتغاء ثناء الناس ومدحه وهذا أيضا من محبطات الأعمال نسأل الله العافية أحدهم أثناء العمل وهو الرياء و الآخر بعده وهو التسميع نسأل الله العفو و العافية ....

و أخطر ما في هذا الموضوع أن الإنسان أحيانا يضطر للتسميع بهدف التشجيع على الخير ودعوة الناس ونصحهم وهنا تتداخل النيات و تتزاحم المقاصد ولا حول ولا قوة إلا بالله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير