ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 08:36 م]ـ
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:
لقد أتى علينا حينٌ وما نرى أن أحداً يتعلم القرآن يريد به إلا الله تعالى، فلما كان ههنا بآخرة خشيت أن رجالاً يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم، فأريدوا الله تعالى بقراءتكم وأعمالكم، فإنا كنا نعرفكم إذ فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، فأما اليوم، فقد مضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانقطع الوحي، وإنما أعرفكم بما أقول: من أعلن خيراً أحببناه عليه، وظننا به خيراً، ومن أظهر شراً أبغضناه عليه، وظننا به شراً، سرائركم فيما بينكم وبين ربكم عز وجل.
عقب محمد بن الحسين- توفي (261 هـ) رحمه الله -:
فإذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد خاف على قوم قرأوا القرآن في ذلك الوقت بميلهم إلى الدنيا، فما ظنك بهم اليوم!. (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «أخلاق حملة القرآن» (ص 23)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 09:33 م]ـ
قال عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -:
قدم رجل على عمر، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.
فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم في القرآن هذه المسارعة. فزبرني (1) عمر، وقال: مه (2).
فانطلقت إلى منزلي كئيبا حزينا، فبينا أنا كذلك، إذ أتاني رجل، فقال: أجب أمير المؤمنين.
فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الذي كرهت؟
قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا (3)، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا. (4)
قال: لله أبوك! والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها.
ــــــــــــــــــ
(1) زبره: انتهره وزجره.
(2) مه: كلمة زجر بمعنى كف واسكت وانته.
(3) أي يقول كل واحد منهم الحَقُّ بِيَدِي.
(4) «مصنف عبد الرزاق» (11/ 217) «سير أعلام النبلاء» (11/ 283)، «الإصابة في تمييز الصحابة» (4/ 145).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 09:57 م]ـ
قال عبد الله بن مسعود - توفي سنة (32 هـ) - رضي الله عنه -:
ذهب صفو الدنيا وبقي كدرها، فالموت اليوم تحفة (1) كل مسلم. (2)
ــــــــــــــــــــــــ
(1) التحفة: هي البر واللطف
(2) «مصنف ابن أبي شيبة» (7/ 102)، «حلية الأولياء» (1/ 131)، «المعجم الكبير» (9/ 154)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 10:13 م]ـ
قال أبو الدرداء - توفي سنة (32 هـ) - رضي الله عنه -:
لو خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليكم اليوم ما عرف شيئاً مما كان عليه هو وأصحابُه إلا الصلاة!
قال الأوزاعي - توفي سنة (157 هـ) -رحمه الله -:
فكيف لو كان اليوم .. ؟!
قال عيسى بن يونس - توفي سنة (187 هـ) -رحمه الله -:
فكيف لو أدرك الأوزاعي هذا الزمان .. ؟! (1)
ـــــــــــــــــــــ
(1) «البدع والنهي عنها» (ص 68)، «الإعتصام» (1/ 26)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 10:18 م]ـ
دخل أبو الدرداء - رضي الله عنه -على أم الدرداء وهو مغضب:
فقالت: ما أغضبك؟
فقال: والله ما أعرف من أمَّة محمد شيئاً إلا أنهم يصلّون جميعًا.
قال الحافظ ابن حجر - توفي سنة (852هـ) -رحمه الله -:
وكأنّ ذلك صَدَرَ من أبي الدرداء في أواخر خلافة عثمان، فيا ليت شعري إذا كان ذلك العصر الفاضل بالصفة المذكورة عند أبي الدرداء!
فكيف بمن جاء بعدهم من الطبقات إلى هذا الزمان؟! (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «فتح الباري» (2/ 138) وأصله في «صحيح البخاري» (1/ 131).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 10:26 م]ـ
وسأل رجل أبا الدرداء -رضي الله عنه-:
فقال: رحمك الله، لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، هل كان ينكر شيئاً مما نحن عليه؟
فغضب أبو الدرداء واشتد غضبه، وقال: وهل كان يعرف شيئاً مما أنتم عليه؟!. (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إغاثة اللهفان (1/ 206).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 10:41 م]ـ
قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -:
ما لي أرى علماءكم يموتون، وجهالكم لا يتعلمون، ولقد خشيت أن يذهب الأول، ولا يتعلم الآخر.
ولو أن العالم طلب العلم لازداد علمًا وما نقص العلم شيئًا، ولو أن الجاهل طلب العلم لوجد العلم قائمًا؟
فما لي أراكم شباعًا من الطعام جياعًا من العلم؟!. (1)
ــــــــــ
(1) «جامع بيان العلم وفضله» (2/ 388)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[03 - 12 - 10, 10:47 م]ـ
قال أبو الدرداء -رضي الله عنه -:
وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقِلَهْ (1). (2)
ـــــ
(1) يقول: جَرِّب الناس فإنك إذا جَرَّبْتَهم قَلَيْتَهم، وتَركْتَهُم لمِا يَظْهر لك من بَواطِن سَرائِرهم، لَفْظه لفظُ الأمر ومعناه الْخَبر: أي من جَرَّبَهم وخَبَرهم أبْغَضُهم وتَركَهم.
(2) «الزهد لابن المبارك» (ص61)، «العزلة» (ص7)، «النهاية في غريب الأثر» (4/ 166).
¥