من أحب في الله، وأبغض في الله، ووالى في الله، وعادى في الله، فإنما تنال ولاية الله بذلك، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك،
وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا! وذلك لا يجدي على أهله شيئًا. (1)
ـــــــــــــــــــــــ
(1) «زهد ابن المبارك» (ص 120)، «حلية الأولياء» (1/ 302)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[07 - 12 - 10, 12:52 ص]ـ
كان عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -يتمثل بهذا البيت:
فَمَا النَّاسُ بِالنَّاسِ الَّذِينَ عَهِدْتَهُمْ ... وَلَا الدَّارُ بِالدَّارِ الَّتِي كُنْتَ تَعْرِفُ
علق أبو عبد الله ابن بطة - توفي سنة (387هـ) -رحمه الله -:
هذا يا إخواني رحمنا الله وإياكم قول أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عبد الله بن بُسْر، وأنس بن مالك، وأبي الدرداء، وابن عباس، ومن تركتُ أكثر ممن ذكرتُ،
فيا ليت شِعري كيف حال المؤمن في هذا الزمان، وأيُّ عيش له مع أهله، وهو لو عاد عليلا لعاين عنده، وفي منزله، وما أعده هو وأهله للعلة والمرض من صنوف البدع ومخالفة السنن، والمضاهاة للفرس والروم وأهل الجاهلية ما لا يجوز له معه عيادة المرضى، وكذلك إن شهد جنازة، وكذلك إن شهد إملاك رجل مسلم، وكذلك إن شهد له وليمة، وكذلك إن خرج يريد الحج عاين في هذه المواطن ما يُنكِره ويُكرِبه ويسؤه في نفسه وفي المسلمين ويغمه،
فإذا كانت مطالب الحق قد صارت بواطل , ومحاسن المسلمين قد صارت مفاضح , فماذا عسى أن تكون أفعالهم في الأمور التي نطوي عن ذكرها , فإنا لله وإنا إليه راجعون , ما أعظم مصائب المسلمين في الدين , وأقلَّ في ذلك المُفَكِّرِين
الطُّرُقُ شَتَّى وَطُرُقُ الْحَقِّ مُفْرَدَةٌ ... وَالسَّالِكُونَ طَرِيقَ الْحَقِّ آحَادُ
لَا يُطْلَبُونَ وَلَا تُبْغَى مَآثِرُهُمْ ... فَهُمْ عَلَى مَهَلٍ يَمْشُونَ قُصَّادُ
وَالنَّاسُ فِي غَفْلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِهِمْ ... فَكُلُّهُمْ عَنْ طَرِيقِ الْحَقِّ حُوَّادُ
غَمَرَ الناسَ يا إخواني البلاءُ , وانغلقت طرقُ السلامة والنجاء ومات العلماء والنصحاء وفُقِدَ الأمناء , وصار الناس داء ليس يُبْرِيه الدواء نسأل الله التوفيق للرشاد والعصمة والسداد. (1)
ــــــــــــــــــــ
(1) «الإبانة الكبرى» (2/ 574)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 12 - 10, 05:08 م]ـ
قال عدي بن حاتم - توفي سنة (68 هـ) - رضي الله عنه -:
إنكم في زمانٍ معروفُه مُنْكَرُ زمان قد مضى، ومُنْكَرُهُ معروفُ زمان لم يأت. (1)
ـــــــــــــــــــــ
(1) «مصنف ابن أبي شيبة» (13/ 559)، «البدع والنهي عنها» (ص 70).
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 12 - 10, 05:18 م]ـ
قال عبد الله بن عمر - توفي سنة (73 هـ) - رضي الله عنه -:
لقد عشنا بُرْهَةً من دهرنا وإنَّ أحدنا لَيُؤْتَى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم.
ولقد رأينا اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه ويَنثُره نَثْرَ الدُّقَل (1). (2)
ـــــــــــــــــــــ
(1) تمر رديء لا يتلاصق، فإذا نثر تفرق وانفردت كل تمرة عن أختها؛ يريد أنه يهذُّ القرآن هذًّا.
(2) «السنن الكبرى» (3/ 120)، «المستدرك» (1/ 91)، «تاريخ دمشق» (31/ 160).
ـ[أبو محمد البخارى]ــــــــ[09 - 12 - 10, 07:33 ص]ـ
بارك الله فيك وإن كنت غير مطمئن لصحة كلام أبي بكر الصديق في الحديث الأول فليراجع من الناحية الحديثية وجزاك الله خيرا
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 12 - 10, 10:42 ص]ـ
بارك الله فيك وإن كنت غير مطمئن لصحة كلام أبي بكر الصديق في الحديث الأول فليراجع من الناحية الحديثية وجزاك الله خيرا
وفيكم بورك أخي. بالنسبة للحديث فقد رواه الحاكم في المستدرك (3/ 48، رقم: 4363) وقال: صحيح على شرط مسلم.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 253، رقم:10243) رواه أحمد والطبراني وزاد: فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليلة. ورجالهما ثقات.
ورواه من طريق آخر عن أسماء عن النبي صلى الله عليه و سلم قال مثله ورجاله ثقات.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 12 - 10, 10:44 ص]ـ
سُئل عبد الله بن بسر توفي سنة (88 هـ) -رضي الله عنه -:
كيف حالنا مِنْ حال من كان قبلنا
قال: سبحان الله: والله لو نُشِرُوا من القبور، ما عرفوكم إلا أن يجدوكم قياماً تصلون. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) «المعجم الأوسط» (1/ 152)، «الإبانة الكبرى» (2/ 573)، «تاريخ الإسلام» (5/ 102)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 12 - 10, 11:06 ص]ـ
قال أنس بن مالك - توفي سنة (92هـ) - رضي الله عنه -:
لو أنّ رجلاً أدرك السّلف الأوّل ثمّ بُعِثَ اليوم ما عرف من الإسلام شيئاً قال: ووضع يده على خدّه ثمّ قال: إلّا هذه الصّلاة.
ثمّ قال: أمّا واللّه على ذلك لمن عاش في النّكر (1) ولم يدرك ذلك السلف الصالح فرأى مبتدعاً يدعو إلى بدعته، ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه، فعصمه اللّه من ذلك، وجعل قلبه يحنُّ إلى ذلك السلف الصالح، يسأل عن سبلهم، ويقتصّ آثارهم، ويتّبع سبيلهم، ليعوّض أجرا عظيما،
وكذلك فكونوا إن شاء اللّه. (1)
ــــــــ
(1) زمن المنكر
(2) «الاعتصام للشاطبي» (1/ 26)،وورد بنفس اللفظ من كلام الحسن البصري في «البدع والنهي عنا لابن وضاح» (2/ 129)