ـ[أسامة]ــــــــ[24 - 03 - 09, 10:20 ص]ـ
كذلك مما لا يثبت أنه اسم من أسماء الله تعالى، ويُذكر في بعض الكتيبات:
((الخافض، القابض، الرافع، المعز، المذل، العدل، الباعث، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الواجد، الناصر، الوالي، المنتقم، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، المغني، المانع، النافع، البديع، الباقي، الرشيد، الصبور، المقيت)).
وبعض أهل العلم عدّ بعضها اسما لله تعالى.
ولكنّ هذه أغلبها صفات للرب جل وعلا.
والله أعلم.
أخي الكريم علي الفضلي .. يبدو أنه عندك لبس في مسألة الأسماء و الصفات أعني في التفريق بينهما، و ذلك أنك زعمت أن ما ذكرته إنما هي صفات لا أسماء، و الذي ينبغي التنبه له أن الصفات إنما يعبر عنها بالمصادر لا بالألفاظ الدالة على ذات الرب عز وجل، فما دل على ذات الرب عز و جل يسمى في اصطلاح علماء العقيدة اسما لا صفة، وإنما الصفة هي المعنى الذي يتضمنه ذلك الاسم.
فالرب اسم دال على صفة الربوبية، و الله اسم دال على صفة الألوهية، و الرحمن اسم دال على صفة سعة الرحمة، و العزيز اسم دال على صفة العزة، و القوي اسم دال على صفة القوة، و الحي اسم دال على صفة الحياة، و القيوم اسم دال على صفة القيومية، و القدير اسم دال على صفة القدرة، و هكذا دواليك.
و ما تفضلت أخي بالتنبيه عليه وأنه ليس مما ثبت نسبته إلى الله على وجه التسمية صحيح في معظمه، فإن معظم ما ذكرته مما وردت النصوص بنسبته لله - تعالى - على وجه الإخبار بأنه يفعله أو أنه يقوم به في الجملة و ليس على أنه اسم من أسمائه.
فقد أخبر الله - تعالى- عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يبدئ و يعيد، وأنه يخفض ويرفع، وأنه يحيي و يميت، وأنه يعز من يشاء و يذل من يشاء، وأنه يبعث من في القبور، وأنه أحصى كل شيء عددا، وأنه انتقم من أعدائه و أنه ذو انتقام، إلى آخره، و لكن لم يرد في النصوص تسمية الله بالمبدئ و لا بالمعيد و لا الخافض و لا الرافع و لا المحيي و لا المميت و لا المعز و لا المذل و لا الباعث و لا المحصي و لا المنتقم إلا أن يكون في قوله تعالى: {إنا من المجرمين منتقمون}، و لا غير ذلك مما يصح الإخبار به عن الله في الجملة لا على أنه من أسماء الله، لأن أسماء الله أعلام له فهي توقيفية لا يصح اشتقاقها من أفعالها و لا مصادرها كما نص عليه جماعة من أهل العلم.
و لكن يا أخي في الله .. قد سمى الله - تعالى - نفسه (مالك الملك) في قوله في سورة آل عمران: {قل اللهم مالكَ الملك}، و سمى نفسه ذا الجلال و الإكرام في قوله في سورة الرحمن: {تبارك اسم ربِّك ذي الجلال و الإكرام}، و سمى نفسه (مُقِيتا) في قوله تعالى في سورة النساء: {وكان الله على كل شيء مُقيتا} و كذلك قال تعالى: {وما لهم من دونه من وال}، وأما الواجد فقد ورد ذكره في حديث في مسند الإمام أحمد و غيره و لكن لا يحضرني الكلام عليه الآن.
و المقصود أن هذه المذكورة في الآيات السابقة كلها معدودة عند أهل العلم في أسماء الله تعالى لا في صفاته لكونها دالة على ذات الرب عز وجل لا على المعاني المتضمنة التي يعبر عنها بالمصادر فتنبه رعاك الله.
بالنسبة للمحسن ففي النفس منه شيء لأن الروايات الواردة فيه لا تخلوا من مقال و قد تفرد بذكرها من تكلم في حفظهم فالظاهر أنها غير محفوظة بل هي شاذة أو منكرة و الله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:14 م]ـ
فإن معظم ما ذكرته مما وردت النصوص بنسبته لله - تعالى - على وجه الإخبار بأنه يفعله أو أنه يقوم به في الجملة و ليس على أنه اسم من أسمائه.
فقد أخبر الله - تعالى- عن نفسه وأخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه يبدئ و يعيد، وأنه يخفض ويرفع، وأنه يحيي و يميت، وأنه يعز من يشاء و يذل من يشاء،.
أخي أسامة:
هذه الإخبارات التي ذكرت هنا هل يوصف الله بها؟
يعني مثلا: هل يوصف الله تعالى بأنه يحيي وأنه يميت؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:40 م]ـ
.. يبدو أنه عندك لبس في مسألة الأسماء و الصفات أعني في التفريق بينهما، و ذلك أنك زعمت أن ما ذكرته إنما هي صفات لا أسماء، و الذي ينبغي التنبه له أن الصفات إنما يعبر عنها بالمصادر لا بالألفاظ الدالة على ذات الرب عز وجل، فما دل على ذات الرب عز و جل يسمى في اصطلاح علماء العقيدة اسما لا صفة، وإنما الصفة هي المعنى الذي يتضمنه ذلك الاسم.
قال العلامة العثيمين في شرح الواسطية:
(هناك عدة طرق لإثبات الصفة:
الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.
الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى: {إن الله عزيز ذو انتقام} [إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله: {إنا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22].
الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من {وكلم الله موسى تكليماً} [النساء: 164].
هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم) اهـ.
¥