ـ[أسامة]ــــــــ[04 - 04 - 09, 03:07 م]ـ
أخي الكريم علي الفضلي .. سددك الله ..
جزاك الله خيرا على البيان و توضيح قصدك .. ولكن لا أظنك تختلف معي أن التعبير الأدق بالنظر إلى الاصطلاح المشهور هو ما تقدم تقريره من إطلاق الأسماء على ما دل على الذات، و إطلاق الصفات على المعاني المتضمنة في تلك الأسماء و التي يعبر عنها بالمصادر كما تقدم، وهذا هو المتبادر إلى الذهن ..
أما ما نقلته عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- و الشيخ علوي السقاف - حفظه الله- فهذا جار على التوسع في العبارة لا على الاصطلاح المشهور، و مع ذلك فكلام الشيخ السقاف ليس صريحا في المسألة لأنه عبر بالفعل (يوصف) و هذا قد جرى استعماله في عرف السلف الصالح فيما هو أوسع من المصطلح المشهور بعدهم، كقولهم لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، و مرادهم ما هو أعم من الاصطلاح الحادث، و من ذلك ما صح في حديث الرجل الذي كان يقرأ سورة الإخلاص في كل ركعة معللا ذلك بأنها صفة الرحمن، مع أنها متضمنة لذكر أسماء الله تعالى، فهذا وأمثاله قبل استقرار الاصطلاح على التفريق بين مدلول الأسماء و مدلول الصفات، وأما بعد استقرار الاصطلاح فإن الذي يفهمه طالب العلم هو ما دل عليه الاصطلاح المشهور، و الله أعلم.
ـ[أسامة]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:07 م]ـ
استدراك:
أما الاستواء و الكلام و المجيء و النزول و القبض و البسط و الإنفاق و الإعطاء و المنع و الإعزاز و الإذلال و الأخذ و الإهلاك و غير ذلك من الصفات المتعلقة بالمشيئة فكلها صفات فعل ثابتة لله بالنصوص الصريحة الواردة بصيغة الفعل، وهذه أيضا لا يشتق لله منها أسماء، فلا يقال: إن من أسماء الله المستوي و المتكلم و الجائي و النازل و القابض و الباسط و المنفق و المعطي و المانع و المعز و المذل و الآخذ و المهلك، وإن كان بعض ما تقدم مما تنازع فيه العلماء و اشتهر استعماله عند العامة و الخاصة.
.
وقع في كلامي هذا وهم حيث ذهلت عن حديث ((إن الله هو الخالق القابض الباسط الرازق المُسعِّر)) والذي أخرجه أبو داود و الترمذي والدارمي و غيرهم بسند صحيح وهذا لفظ الدارمي، فالصواب إثبات هذين الاسمين لله تعالى مع بقية الأسماء الواردة في الحديث لهذا الحديث لا من طريق الاشتقاق.
وأما المعطي، فقد ورد في صحيح البخاري من حديث معاوية رضي الله عنه- مرفوعا:
((منْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ و الله المعطي وأنا القاسم)) الحديث.
وقد روى البخاري وغيره هذا الحديث بلفظ: ((إنما أنا قاسم و الله يعطي)) هكذا بصيغة الفعل لا بصيغة اسم الفاعل، فإن كان اللفظ الأول (اسم الفاعل) محفوظا فنثبت لله هذا الاسم أيضا من طريق النص لا من طريق الاشتقاق، وإلا فلا، والله أعلم، وأستغفر الله عز وجل.
ـ[أبو أويس الأثري الجزائري]ــــــــ[23 - 04 - 09, 06:43 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 01:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
عندي بحث مطول وتخريج مفصل للأحاديث التي ورد فيها اسم "الحنّان" _أعددته لنفسي_ وقارب على الانتهاء أعمل فيه منذ سنة و نصف تقريبا _بشكل متقطع_ وقد تبين لي أنه لايثبت كاسم
وإن كان يثبت كصفة في قوله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13)} سورة مريم
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} يقول: ورحمة من عندنا، وكذا قال عكرمة، وقتادة، والضحاك وزاد: لا يقدر عليها غيرنا. وزاد قتادة: رُحِم بها زكريا.
وقال مجاهد: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} وتعطفًا من ربه عليه.
وقال عكرمة: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} [قال: محبة عليه. وقال ابن زيد: أما الحنان_بالتسهيل بدون شدة_ فالمحبة. وقال عطاء بن أبي رباح: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا}]، قال: تعظيمًا من لدنا.
أما اسم المنّان فثابت ...
والله أعلم
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:14 ص]ـ
والله يا إخوان مسألة التفريق بين الاسم والصفة مسألة شائكة لم يتجلّ فيها القول الفصل إلى الآن، وأعني ما ورد على زنة اسم الفاعل، وهذا حتى نستبعد ما ورد بزنة الفعل وكذا ما ورد بصيغة المصدر فهذا لا يختلف فيه اثنان أنّ أقل ما يستفاد منه أنّه صفة أثبتها الله لنفسه فيجب على الخلق إثباتها له كالاستواء والكلام والغضب والرضى، والمحبة ..
لكن الإشكال فيما ورد مثله وكان من الأسماء
فبعضهم قال ما كان على زنة اسم الفاعل، كباسط، فأشكل مثل غافر
وبعضهم قال ما ورد مخبرا به عن اسم الجلالة (الله) مثل إن الله سميع بصير، فاختلفوا في الله نور السموات والأرض.
وبعضهم قال ما كان محلى بـ (ال) السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر
ويظهر لي عل حسب علمي القاصر أن هذا أسلمها والمسألة تحتاج إلى بحث دقيق يعمد فيه الباحث إلى جمع الأسماء التي ورد عليها الاتفاق ثم محاولة بيان القاسم المشترك بينها مما يصلح أن يكون ضابطا للتفريق بين ما هو اسم أو صفة مما يشكل، ومع ذلك يبقى الخلاف قائما.
أما الحنان كما ذكر أخونا الشيخ أبو جعفر:
فهو من الصفات الفعلية التابعة لمشيئة الله تعالى وإرادته كما قال تعالى في كتابه: {وحنانا من لدنّا وزكاة وكان تقيا} {مريم:13} وراجع الكتاب الرّائع الفريد في بابه (صفات الله عزّ وجلّ الواردة في الكتاب والسنة) للشيخ علوي عبد القادر السقّاف حفظه الله (ص119) عند كلامه على صفة الحنان لله عزّ وجلّ ونقل كلاما قيّما لأئمة السلف كابن جرير وابن قتيبة وأبي عبيد والخطابي وشيخ الإسلام وابن القيم في بحث قد لا تجده عند غيره.