أما الحوار فسليم وما ذكرته أخي بخصوص التفاضل بين الأعمال ذكره ابن القيم _ رحمه الله _ حيث يقول: (صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء وهي إنما تكفر ما بينهما اذا اجتنبت الكبائر فرمضان والجمعة الى الجمعة لا يقويا على تكفير الصغائر الا مع انضمام ترك الكبائر اليها فيقوي مجموع الامرين على تكفير الصغائر فكيف يكفر صوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصر عليها غير تائب منها هذا محال على أنه لايمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير فاذا لم يصر على الكبائر تساعد الصوم وعدم الاصرار وتعاونا على عموم التكفير كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فعلم أن جعل الشىء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل .. ) الجواب الكافي (ص 13)
وقد اشار ابن القيم _ رحمه الله _ هنا بقوله: (على أنه لايمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء يكفر لجميع ذنوب العام على عمومه ويكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع ويكون إصراره على الكبائر مانعا من التكفير) إلى تقييد النصوص التي وردت عامة في التكفير بتقييد آخر وهو الوارد في الآية في قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}
فإن قيل: إذا كان مجرد اجتناب الكبائر يكفر الصغائر فما الفائدة من ذكر التكفير في الصلوات الخمس والجمعة ورمضان ونحوها؟
قيل في الجواب عنه:
1 / أن مراد الله أن تجتنبوا أي في جميع العمر ومعناه الموافاة على هذه الحالة من وقت الإيمان أو التكليف إلى الموت والذي في الحديث أن الصلوات الخمس تكفر ما بينها أي في يومها إذا اجتنبت الكبائر في ذلك اليوم فعلى هذا لا تعارض بين الآية وهذا جواب البلقيني.
2 / أنه لا يتم أجتناب الكبائر إلا بفعل الصلوات الخمس فمن لم يفعلها لم يعد مجتنبا للكبائر لأن تركها من الكبائر فوقف التكفير على فعلها وهذا جواب ابن حجر.
3 / أن جعل الشىء سببا للتكفير لا يمنع أن يتساعد هو وسبب آخر على التكفير ويكون التكفير مع اجتماع السببين أقوى وأتم منه مع انفراد أحدهما وكلما قويت أسباب التكفير كان أقوي وأتم وأشمل وهو جواب ابن القيم وقد سبق ذكره قريباً.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 03:35 ص]ـ
فلو قيل: السبب مختلف
فالسبب في الحديث الذي معنا: صلاة ركعتين بعد الوضوء
وهو مختلف عن السبب في النص المقيِّد.
هل يستقيم ذلك لهم؟
سامحني على الإطالة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:28 ص]ـ
فلو قيل: السبب مختلف
فالسبب في الحديث الذي معنا: صلاة ركعتين بعد الوضوء
وهو مختلف عن السبب في النص المقيِّد.
هل يستقيم ذلك لهم؟
سامحني على الإطالة
هذا السبب هو أحد أفراد السبب العام والحقيقي ومثال له وهو العبادة والعمل الصالح ولذلك باستقراء النصوص التي يذكر فيها التكفير نجدها كلها تتفق على معنى واحد وهو العبادة والعمل الصالح: فالصلوات الخمس، والجمعة، ورمضان، والحج، والعمرة إلى العمرة، ومن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة، ومن قام رمضان إيمانا واحتساباً، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، وصوم عاشوراء وصوم عرفة، ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة ..... كلها عبادات وأعمال صالحة وغيرها كثير لو تتبعت في النصوص الشرعية.
وهذا نظير قولنا: سبب القصر والفطر هو السفر لكن السفر يختلف في المسافة ووسيلة النقل والمشقة والغرض منه ومدة السفر ... فللسفر بهذا الاعتبار أفراد كثيرة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا حازم
ووفقك وسددك