تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن مفاريد الأقوال، وعجائب الآراء ظن الكاتب أن هذه الآية نصاً في الزيارة!!، أو الهجرة إلى الرسول r بعد موته!!، وهذا ما لم يقل به أحد من أهل العلم، ومراد الآية التحريض على الهجرة للرسول r في حال حياته، والانضمام إلى قومه، وهي واجبة على كل مسلم ذلك الحين إلاّ المستضعفين من الرجال والنساء فقد عذرهم الله تعالى كما في الآيات التي قبلها من قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً) (النساء:97 - 98)، ولم ينطق أحدٌ من عامة الناس من السلف الصالح فضلاً عن علمائهم أنه دخل المدينة وقال إنني مهاجر إلى رسول الله.< o:p>

وللكاتب من المدة ما شاء حتى يأتي بأحد من الصحابة أو التابعين أو أئمة الدين الموثوق في علمهم قال في هذه الآية مثل ما قال، وإلاّ فليحذر من القول على الله بغير علم، وتفسير كلام الله تعالى بالرأي المجرد وقد جاء الوعيد في ذلك بالنار، والله المستعان. < o:p>

أما دليله الثالث: وهو الحديث المروي من أنه r قال: (من زار قبري وجبت له شفاعتي) فهذا حديث باطل، لا أصل له، وقد قال عنه الحافظ ابن عبدالهادي في "الصارم المنكي" (31): (حديث منكر ضعيف الإسناد، واهي الطريق لا يصلح الاحتجاج بمثله، ولم يصححه أحد من الحفاظ المشهورين ولا اعتمد عليه أحد من الأئمة المحققين .. ).< o:p>

ثم أطال الحافظ ابن عبدالهادي الكلام على هذا الحديث وبيان بطلانه، فليراجع هناك.< o:p>

وخلاصة الكلام أن عامة من انتصر لشد الرحال إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يأتِ بدليل يعتمد عليه، ولا حجة يعتدّ بها، مع أن عامة من تكلم في المسألة لم يفرّق بين الزيارة الشرعية والزيارة البدعية والزيارة الشركية، فظنّ بأن الأمر واحد، والحق أحق أن يتّبع، والله المستعان وعليه التكلان (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=599165#_ftn2) .

(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=599165#_ftnref1) زعم بعضهم بأن أبا هريرة لم يلتفت إلى كلام أبي بصرة!، وهذا مخالف لنص الحديث، ورى الإمام أحمد بإسناده إلى أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَلَقِيتُ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟، فَقُلْتُ: مِنْ الطُّورِ، فَقَالَ: أَمَا لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: (لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَشُكُّ)، ونصّ الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " على موافقة أبي هريرة لكلام أبي بصرة رضي الله عنهما فقال: (وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ اَلسُّنَنِ مِنْ إِنْكَار بَصْرَة اَلْغِفَارِيّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة خُرُوجه إِلَى اَلطُّورِ وَقَالَ لَهُ " لَوْ أَدْرَكْتُك قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مَا خَرَجْت " وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى حَمْلَ اَلْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهِ، وَوَافَقَهُ أَبُو هُرَيْرَة) [4/ 190].< o:p>

(1) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=599165#_ftnref2) نشر هذا الرد في " ملحق الرسالة " بجريدة المدينة يوم:

ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[18 - 05 - 07, 09:54 م]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير