تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال مقاتل وقتادة والربيع: كانت سادات العرب إذا لم يشاوروا في الامر شق عليهم: فأمر الله تعالى، نبيه عليه السلام أن يشاورهم في الامر: فإن ذلك أعطف لهم عليه وأذهب لاضغانهم، وأطيب لنفوسهم.

فإذا شاورهم عرفوا إكرامه لهم.

وقال آخرون: ذلك فيما لم يأته فيه وحي.

روي ذلك عن الحسن البصري والضحاك قالا: ما أمر الله تعالى نبيه بالمشاورة لحاجة منه إلى رأيهم، وإنما أراد أن يعلمهم ما في المشاورة من الفضل، ولتقتدي به أمته من بعده.

وفي قراءة ابن عباس: " وشاورهم في بعض الامر " ولقد أحسن القائل: شاور صديقك في الخفي المشكل * واقبل نصيحة ناصح متفضل:

فالله قد أوصى بذاك نبيه * في قوله: (شاورهم) و (توكل) الرابعة - جاء في مصنف أبي داود عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المستشار مؤتمن).

قال العلماء: وصفة المستشار إن كان في الاحكام أن


(1) هذا حديث رواه الطبري في أوسطه والقضاعي عن أنس وحسنه السيوطي وفى كشف الخفا: في سنده؟ ضعيف جدا. يكون عالما دينا، وقلما يكون ذلك إلا في عاقل.
قال الحسن: ما كمل دين امرئ ما لم يكمل عقله.
فإذا استشير من هذه صفته واجتهد في الصلاح وبذل جهده فوقعت الاشارة خطأ فلا غرامة عليه، قاله الخطابي وغيره.
الخامسة - وصفة المستشار في أمور الدنيا أن يكون عاقلا مجربا وادا في المستشير.
قال: شاور صديقك في الخفي المشكل * وقد تقدم.
وقال آخر: وإن باب أمر عليك التوى * فشاور لبيبا ولا تعصه في أبيات (1).
والشورى بركة.
وقال عليه السلام: (ما ندم من استشار ولا خاب من استخار).
وروى سهل بن سعد الساعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما شقي قط عبد بمشورة وما سعد باستغناء رأي).
وقال بعضهم: شاور من جرب الامور، فإنه يعطيك من رأيه ما وقع عليه غاليا وأنت تأخذه مجانا.
وقد جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة - وهي أعظم النوازل - شورى.
قال البخاري: وكانت الائمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم يستشيرون الامناء من أهل العلم في الامور المباحة ليأخذوا بأسهلها.
وقال سفيان الثوري: ليكن أهل مشورتك أهل التقوى والامانة، ومن يخشى الله تعالى.
وقال الحسن: والله ما تشاور قوم بينهم إلا هداهم لافضل ما يحضر (2) بهم.
وروي عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه أحمد أو محمد فأدخلوه في مشورتهم إلا خير لهم).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير