تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومثل هذا لا يمتنع على الأنبياء أن يظنوا شيئا فيكون الأمر بخلاف ما ظنوه فقد يظنون فيما وعدوه تعيينا وصفات ولا يكون كما ظنوه فييأسون مما ظنوه فى الوعد لا من تعيين الوعد كما قال النبى صلى الله عليه و سلم رأيت أن أبا جهل قد أسلم فلما اسلم خالد ظنوه فلما أسلم عكرمة علم أنه هو وروى مسلم فى صحيحه أن النبى مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا هذا لصلح قال فخرج سبتا فمر بهم فقال ما لفحلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم اعلم بأمر دنياكم وروى أيضا عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة ابن عبيد الله قال مررت مع رسول الله بقوم على رؤوس النخل فقال ما يصنع هؤلاء فقال يلحقونه يجعلون الذكر فى الأنثى فتلقح فقال رسول الله ما أظن يغنى ذلك شيئا فأخبروا بذلك فتركوه فأخبر رسول الله صلى عليه وسلم بذلك فقال إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإننى ظننت ظنا فلا تؤاخذونى بالظن ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئا فخذوا به فإنى لنا أكذب على الله

فإذا كان النبى يأمرنا إذا حدثنا بشىء عن الله أن نأخذ به فإنه لن يكذب على الله فهو أتقانا لله وأعلمنا بما يتقى وهو أحق أن يكون آخذا بما يحدثنا عن الله فإذا أخبره الله بوعد كان علينا أن نصدق به وتصديقه هو به أعظم من تصديقنا ولم يكن لنا أن نشك فيه وهو بأبى أولى وأحرى أن لا يشك فيه لكن قد يظن ظنا كقوله إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذونى بالظن وإن كان أخبره به مطلقا فمستنده ظنون كقوله فى حديث ذى اليدين ما قصرت الصلاة ولا نسيت

وقد يظن الشىء ثم يبين الله الأمر على جليته)) أ. هـ

### وقال في جـ 29 ص 493: ((و الإيمان بالشيء مشروط بقيام دليل يدل عليه فعلم أن الأمور الغائبة عن المشاهدة قد تعلم بما يدل عليها فاذا قال أهل الخبرة انهم يعلمون ذلك كان المرجع إليهم في ذلك دون من لم يشاركهم فى ذلك و ان كان أعلم بالدين منهم كما قال النبي صلى الله عليه و سلم لهم في تأبير النخل أنتم اعلم بدنياكم فما كان من أمر دينكم فالي ثم يترتب الحكم الشرعي على ما تعلمه أهل الخبرة كما يترتب على التقويم و القيامة و الخرص و غير ذلك)) أ. هـ

### وقال الإمام ابن القيم في مفتاح دار السعادة ومنشور ولايتي العلم والإرادة جـ2 ص 267: ((وقد سلك بعضهم مسلكا آخر فقال ما يخبر به النبي صلى الله عليه و سلم نوعان:

أحدهما يخبر به عن الوحي فهذا خبر مطابق لمخبره من جميع الوجوه ذهنا وخارجا وهو الخبر المعصوم والثاني ما يخبر به عن ظنه من أمور الدنيا التي هم اعلم بها منه فهذا ليس في رتبة النوع الأول ولا تثبت له أحكامه وقد أخبر صلى الله عليه و سلم عن نفسه الكريمة بذلك تفريقا بين النوعين فإنه لما سمع أصواتهم في النخل يؤبرونها وهو التلقيح قال ما هذا فأخبروه بأنهم يلقحونها فقال ما أرى لو تركتموه يضوء شيئا فتركوه فجاء شيصا فقال إنما أخبرتكم عن ظني وأنتم أعلم بأمر دنياكم ولكن ما أخبرتكم عن الله والحديث صحيح مشهور وهو من أدلة بنوية وأعلامها فأن من خفي عليه مثل هذا من أمر الدينا وما أجرى الله به عادته فيها ثم جاء من العلوم التي لا يمكن البشر أن يطلع عليها البتة إلا بوحي من الله فأخبر عما كان وما يكون وما هو كائن من لدن خلق العالم إلى أن استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار وعن غيب السموات والأرض وعن كل سبب دقيق أو جليل تنال به سعادة الدارين وكل سبب دقيق أو جليل تنال به شقاوة الدارين وعن مصالح الدنيا والآخرة وأسبابهما مع كون معرفتهم بالدنيا وأمورها وأسباب حصولها ووجوه تمامها أكثر من معرفته كما أنهم أعرف بالحساب والهندسة والصناعات والفلاحة وعمارة الأرض والكتابة)) أ. هـ

### وقال في جـ2 ص268: ((فهكذا إخباره عن عدم العدوى إخبار عن ظنه كإخباره عن عدم تأثير التلقيح لا سيما وأحد البابين قريب من الآخر بل هو في النوع واحد فإن اتصال الذكر بالأنثى وتأثره به كاتصال المُعْدى بالُمعْدِي وتأثره به ولا ريب أن كلهما من أمور الدنيا لا مما يتعلق به حكم من الشرع فليس الإخبار به كالإخبار عن الله سبحانه وصفاته وأسمائه وأحكامه قالوا فلما تبين له صلى الله عليه و سلم من أمر الدنيا الذى أجرى الله سبحانه عادته به ارتباط هذه الأ سباب بعضها ببعض التلقيح فى صلاح الثمار وتأثير إيراد الممرض على المصح أقرهم على تأبير النخل ونهاهم أن يورد ممرض على مصح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير