تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قالوا وإن سمى هذا نسخاً بهذا الاعتبار فلا مشاحة فى التسمية إذا ظهر المعنى)) أ. هـ

### وقال الإمام الطحاوي في تأويل مشكل الآثار جـ 4 ص 276 حول أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أرى اللقاح شيئا «، فتركوا اللقاح، فجاء تمر الناس شيصا (1)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:» ما له، ما أنا بصاحب زرع ولا نخل لقحوا «قال قائل: فيما رويتم اضطراب شديد فمن ذلك ما في حديث طلحة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» ما أظن ذاك يغني شيئا «وفي حديثي عائشة وأنس أنه قال:» لو تركوه لصلح «وفي حديث جابر» لا لقاح أوما أرى اللقاح شيئا «فما وجه ذلك فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه قد يحتمل أن يكون الذي كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك أن الإناث في غير بني آدم لا تأخذ من الذكران شيئا، وهو الذي يغلب على القلوب، ولم يكن ذلك منه صلى الله عليه وسلم إخبارا عن وحي، وإنما كان منه على قول غير معقول ظاهر مما يتساوى فيه الناس في القول، ثم يختلفون فيتبين ذوو العلم به عمن سواهم من غير أهل العلم به، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن كان يعاني ذلك ولا من بلد يعانيه أهله؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إنما بلده مكة، ولم تكن دار نخل يومئذ، وإنما كان النخل فيما سواها من المدينة التي صار إليها صلى الله عليه وسلم، وكان مع أهلها من معاناة النخل والعمل ما يصلحها ما ليس مثله مع أهل مكة، وكان القول في الأمر الذي قال: فيه ما قال: واسعا له أن يقول فيه وأن يكون ذلك القول منه على ما نفى ما يستحيل عنده ويكون منه على الظن به، فقال: صلى الله عليه وسلم ما حكاه عنه طلحة لبعض من رآه يعاني اللقاح ثم قال: ما حكته عنه عائشة وأنس في قوم آخرين ممن رآهم يعانون التلقيح، وقال: ما في حديث جابر لقوم آخرين، وأنهم يعانون التلقيح، فحكى كل من سمعه صلى الله عليه وسلم يقول: شيئا مما سمعه يقوله، وكلهم صادق فيما حكاه عنه، وكل أقواله التي قالها صلى الله عليه وسلم مما حكاه عنه هؤلاء القوم كما قال: وبالله التوفيق)) أ. هـ


(1) الشيص: التمر الذي لا يَشْتَدُّ نوَاه ويَقْوى. وقد لا يكونُ له نَوىً أصلاً أ. هـ
### وقال الدكتور عماد السيد الشربيني في رد شبهات حول عصمة النبي صلى الله عليه وسلم ص 639 - 643)) ... وتأمل قوله: "إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإنى لن أكذب على الله تعالى" فالكذب هنا بمعنى "الخطأ" (1) أى: فلن أخطأ فيما أبلغ من وحى الله تعالى؛ ولا يصح أن يكون المراد حقيقة الكذب، لأنه صلى الله عليه وسلم معصوم منه، حتى ولو حدث عن غير الله تعالى! إذن فمراده صلى الله عليه وسلم، أنه اجتهد، وفى اجتهاده أخطأ؛ بدليل ما جاء فى رواية رافع بن خديج من قوله عليه الصلاة والسلام: "إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشئ من رأى فإنما أنا بشر".
... ولكن: هل هذا الاجتهاد فى قصة تأبير النخل معصوم فيه بوحى؟. أقول: نعم بدليل قوله بعد ذلك: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه" وقوله: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" حيث صار هذا القول منه اجتهاد بعد اجتهاد (2) وأقره الوحي على اجتهاده الثانى (3) حيث لم يرد تنبيه أو تصويب ولا حتى عتاب، على هذا الاجتهاد فى القرآن الكريم ولا فى السنة المطهرة، وهو ما يعنى أن رب العزة أقره فى اجتهاده الثانى. أعنى: قوله صلى الله عليه وسلم: "إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه" وقوله: "أنتم أعلم بأمر دنياكم" وبهذا الإقرار صار اجتهاده هنا فى هذه المسألة وحى من الله تعالى، ولا يجوز مخالفته؛ وهو ما يقر به هنا الخصم حيث استدل بهذا الاجتهاد الثانى على ما يزعم، مع اختلافنا معه فى دلالة الحديث على ما يستدل به.
... فالخصم يستدل بقوله صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلم بأمر دنياكم" على أن ما جاءت به السنة من شئون الدنيا يجوز مخالفته، حيث كل أمة فى زمانها أعلم بهذه الشئون من السنة؟.
... كما استدلوا بقوله السابق، على أن ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم بوصفه قاضياً، أو إماماً ورئيساً للدولة، سنة غير تشريعية ليست من الوحي؟ فهل هذه المعانى واردة ومرادة فيما استدلوا به؟.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير