تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وزرع الكواكبي في كتابه الآخر، أم القرى، العديد من العبارات المماثلة. وعلى سبيل المثال، فهو يقول على لسان الأمير: (إن حضرة السلطان المعظم يصلح أن يكون عضداً عظيماً في الأمر، أي الدين. أما إذا أراد أن يكون هو القائم به، فلا يتم قطعياً، لأن الدين شيء والملك شيء آخر.

وعندما قال له الصاحب: ما فهمت المراد من أن الدين غيرُ الملْك، وأن السلطان غير الدولة.

أجابه الأمير: إن احترام الشعائر الدينية في أكثر ملوك آل عثمان ظواهر محضة. وليس في غرضهم، بل ولا من شأنهم، أن يقدموا الاهتمام بالدين على مصلحة الملك. وعلى فرض إرادتهم تقديم الدين على الملك، لا يقدرون على ذلك، ولا تساعدهم الظروف المحيطة بهم، حيث دولهم مؤلفة من لفيف أهل أديان ونحل مختلفة) [أم القرى ص229،228] ".

ثم يستمر الكاتب فيقول: "ويستهل الكواكبي مقالته الطويلة المنشورة في المقطم بالقول: (ههنا بحث لا بد لي أن أطرقه ولو كان قوم يخالفونني فيه، وهو أنه يجب على الخاصة منا أن يعلموا العامة التمييز بين الدين والدولة؛ لأن هذا التمييز أصبح من أعظم مقتضيات الزمان والمكان اللذين نحن فيهما) ويضيف:

إن الغرض المقصود من الدولة، والغاية التي تسعى الدولة إليها في زماننا هذا، هي غاية دنيوية محضة، وأعني بها تأمين الناس على أعراضهم وأموالهم، وسن الشرائع العادلة لهم وإنفاذها فيهم. وأما الدين، فالغاية المقصودة منه واحدة على اختلاف الزمان والمكان، وهي صلاح في هذه الدنيا حتى يدخلوا جنات النعيم في الآخرة"

ما أفهمه مما سبق هو:

• تأييد الكواكبي لمبدأ فصل الدين عن الدولة: والدليل قوله (وعلى فرض إرادتهم تقديم الدين على الملك، لا يقدرون على ذلك، ولا تساعدهم الظروف المحيطة بهم، حيث دولهم مؤلفة من لفيف أهل أديان ونحل مختلفة).

• تأييد الكواكبي للطاغوت: والدليل قوله: ( ... وسن الشرائع العادلة لهم وإنفاذها فيهم). فقد فصل الشرائع في عبارته عن الدين، مما يدل على عدم ورود أي تفكير للكواكبي بارتباط التشريع بدين الله.

السؤال: هل هنالك من يرى خلاف ما رأيت؟

الأخ ابن عايض قد أرسل لي رسالة على البريد الخاص، ولو أنني لم أرد أن ينحى موضوعي باتجاه آخر لكنت قد نشرته هنا، وناقشته.

وللحديث بقية .. اكلمها حين يتيسر الأمر بإذن الله

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 06 - 07, 09:35 م]ـ

علمانية الكواكبي معروفة، وكتاباته عليها سمة ماسونية ظاهرة. وأحسب أن الشيخ عبد الله عزام قد تعرض لذكره في كتابه العظيم عن القومية العربية (تحطيم وثن القوميين).

ـ[أبو مالك العربي]ــــــــ[17 - 06 - 07, 07:35 ص]ـ

وأصل إلى آخر مقطع حول الكواكبي .. وهنا سنجد شيئاَ مريباً في موقف شأن محمد رشيد رضا من علمانيته

يقول الكاتب في ص 84: " ... فقد شن عليه الإمام محمد رشيد رضا حملة تخوينية في مجلته المنار. صحيح أنه تصالح معه فيما بعد، وبدأ ينشر، على حلقات، كتابه أم القرى؛ لكن حين استشهد الكواكبي مسموماً من قبل السلطان والخديوي، رثاه رضا بكلمات موضوعية وإيجابية من دون أن ينسى التنويه بـ (المسائل التي خالفنا الفقيد فيها، وأهمها الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية) " أ. هـ وقد عزاه الكاتب إلى مجلة المنار، عدد أيار وحزيران 1902م.

أقول: ليس مستغرباً هذا الموقف من رشيد رضا، وهو الذي قد تستر على مقولات كفرية قالها محمد عبده في شيخه جمال الدين الأفغاني، على حد قول الشيخ فهد الرومي في كتابه (منهج المدرسة العقلية في التفسير).

الأخ محمد الأمين ... أشكر لك مشاركتك الإيجابية. ولككن هل لك أن تنقل النص الذي تعرض فيه عزام للكواكبي؟

وهل قال أحد من العلماء بكفر الكواكبي .. ؟؟ أرغب في جمع نصوص من رد وعارض الكواكبي في طروحاته.

ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:03 م]ـ

الأخ الكريم

أبو مالك العربي

بارك الله في ونفع بك على هذه النقول.

اعتقد ان أهمية التحذير من الفكر الذي سار عليه الكواكبي و محمد عبده وجمال الدين الإيراني او الافغاني وغيرهم.

أهم بكثير من البحث او النقاش في تكفير الكواكبي او غيره.

لان الحديث والنقاش غالباً يكون موضوعياً اذا كان حول منهج او فكر،

اما اذا كان حول تكفير شخص معين فانه في الغالب يتشعب ويتفرع الى امور ليست من صلب الموضوع.

- وهذا في رأيي المتواضع أخي الكريم -

اما الكواكبي

فهو عبد الرحمن بن أحمد الكواكبي

يلقب بالسيد الفراتي، سجن في سوريا،

وخسر أمواله، رحل إلى مصر وساح في أفريقيا، وتوفي في القاهرة (1320) هـ.

يقول فضيلة الدكتور سفر الحوالي في كتابه العلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة

[وقد عاصر محمد عبده رجل آخر من دعاة الإصلاح أيضاً هو عبد الرحمن الكواكبي (ت1902) يحق لنا أن نقول: إنه أول من نادى بفكرة العلمانية حسب مفهومها الأوروبي الصريح فهو يقول:

((يا قوم وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين

أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلكم من ألا تهتدوا لوسائل الاتحاد وأنتم المتنورون السابقون، فهذه أمم أوروبا وأميركا قد هداها العلم لطرائق الاتحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري ...

دعونا ندبر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم الأخرى فقط (!) دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي فلتحيى الأمة، فليحيى الوطن، فلنحيى طلقاء أعزاء.))

طبائع الاستبداد 112 - 113.

واقتفى هذين عدد من الكتاب والصحفيين المشبوهين - من أدعياء الإسلام وغيرهم، يطالبون بضرورة فصل الدين عن السياسة وإبعاده عن واقع الحياة، وأن ذلك هو الحل الوحيد لمشاكل الشرق، وكان لسموم المستشرقين ودسائس المبشرين أعظم الأثر في ذلك.]

وقال في شرح رسالة تحكيم القوانين

[ومن العجيب أن كل من يكتب في تنحية شرع الله أمثال جمال الدين الأفغاني وعبد الرحمن الكواكبي ومدحت باشا في اصطلاح المفكرين الغربيين والمستشرقين وأذنابهم يسمونهم: المصلحين أو زعماء الإصلاح]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير