- الأولى: زيادة حماد بن سلمة:" وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك"، وعلتها تفرد حماد بها ومخالفته لشعبة فيها، فهي شاذة، وعلى فرض صحتها لم يكن فيها دليل على التوسل بالذات لاحتمال أن يكون المراد بقوله: فافعل مثل ذلك" أي: من الإتيان إليه ? في حال حياته وطلب الدعاء منه، والتوسل به والتوضؤ والصلاة. والله أعلم.
- الثانية: قصة الرجل مع عثمان بن عفان، وتوسله بالنبي ? حتى قضى له حاجته، أخرجها الطبراني في المعجم الصغير (ص103ـ 104)، وفي الكبير (3/ 2/1/ 1ـ2): من طريق عبد الله بن وهب عن أبي سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف: " أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي ابن حنيف فشكى ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فتقضى لي حاجتي وتذكر حاجتك وروح حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان رضي الله عنه فأجلسه معه على الطنفسة فقال: حاجتك فذكر حاجته وقاضاها له ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة وقال: ما كانت لك من حاجة فأذكرها ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلمته ولكني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فتبصر فقال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال ابن حنيف: فو الله ما تفرقنا وطال بنا الحديث عن دخل علينا الرجل كأن لم يكن به ضر قط".
- وقد تفرد بذكر القصة:" شبيب بن سعيد" كما قال الطبراني، وهو ضعيف الحفظ، وقد اختلف عليه فيها، مع مخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث، وواحد من هذه الثلاث كاف لإسقاط القصة، فكيف بها مجتمعة؟
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[13 - 02 - 09, 07:56 م]ـ
الحلقة الثالثة
الشبهة الثالثة: الأحاديث الضعيفة في التوسل
يحتج مجيزو التوسل بأحاديث ضعيفة غير ثابتة عن النبي ? بعضها يدل على مرادهم وبعضها لا يدل، وأشهرها هو:
1 - الحديث الأول:
حديث أبي سعيد مرفوعا: "من قال حين يخرج إلى الصلاة اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته".
رواه أحمد وابن ماجه. وإسناده ضعيف من أجل عطية العوفي، قال الذهبي: مجمع على ضعفه.
2 - الحديث الثاني:
حديث بلال::" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال: «باسم الله، آمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم بحق السائلين عليك، وبحق مخرجي هذا، فإني لم أخرجه أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت ابتغاء مرضاتك، واتقاء سخطك، أسألك أن تعيذني من النار، وتدخلني الجنة» أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم82.
وسنده ضعيف جدا، فيه الوازع بن نافع العقيلي، متفق على ضعفه أيضا.
وعلى كل حال فالحديثان لا يدلان على التوسل بالمخلوقين، بل التوسل فيهما توسل إلى الله تعالى بصفة من صفاته عز وجل؛ فإن حق السائلين هو إجابة دعائهم، فإجابة دعاء العباد صفة من صفات الله تعالى، وحق ممشى المصلين هو أن يغفر الله لهم ويدخلهم الجنة، ومفغرة الله ورحمته من صفات الله تبارك وتعالى.
3 - الحديث الثالث:
عن أبي أمامة الباهلي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى دعا بهذا الدعاء:
اللهم أنت أحق من ذكر وأحق من عبد ... أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض بكل حق هو لك وبحق السائلين عليك ... ".
¥