وذكر حفظه الله الكيفية في اللغة والاصطلاح في كلام جميل، ووجَّه سؤالاً وجيهاً لمن قال بالعلو الحسي لله والعياذ بالله، فقال: [فنقول: ما قولكم في عقيدة الحلول؟
فإن قالوا: ضلال وغي، قلنا:قد وافقتم أهل السنة، ولكن ينافي هذا المعتقد القول بالعلو الحسي.
فإن قالوا: وما وجه المنافاة؟
قلنا: جهة العلو التي تثبتون وجود الله فيها، إما أن تكون مخلوقا أو لا.
فإن قلتم: مخلوق، فقد قلتم بحلول الله في مخلوق وهذا كفر.
وإن قلتم: ليست مخلوقا لله، فقد كذَّبتم قوله تعالى: [اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ] {الرعد:16}، وهذا كفر.
وإن قلتم: نحن نقول هي جهة عدمية لا وجودية.
قلنا: هذا نفي لوجود الله، فكيف يصح عند العقلاء وجود موجود في معدوم غير موجود، هذا محال].
.....
6 - ذكر الكاتب حفظه الله كلاما جيداً في التأويل، وبيان معناه، وضوابط التأويل، ثم قال: من ذهب إلى التأويل في نصوص الصفات من السلف والخلف على قسمين:
القسم الأول: مسلك من قال: لا يصار إلى التأويل إلا عند الحاجة إلى دفع دعاوى المجسمة والمشبهة، وإلا فالأصل هو الإمساك عن التأويل، فإذا وجدوا من يقول بالتجسيم أو التكييف من المجسمة والمشبهة ولقوا من يصفه بصفات المحدثات من القائلين بالحد والجهة، فحينئذ يسلكون طريق التأويل، وهذا جيد فكأنه علاج يعالج به المريض، لينجو من الإلحاد والتجسيم والعياذ بالله.
القسم الثاني: وهم الذين ذهبوا إلى أن التأويل هو المسلك الأرجح، فقد أورد أدلة القائلين به نقلا عن بدر الدين بن جماعة.
7 - وأخيراً، أقول جزاك الله تعالى يا سيف بن علي وأعلا قدرك في الدنيا والآخرة، وجعلك سيفاً رفيقاً رحيماً على أولئك الذين ديدنهم الكلام والافتراء على أهل السنة باسم أهل السنة والأثر خاصة، وجعل كتابك هذا نوراً وضياءً يُقْتَبَسُ مِنْ مِشْكَاتِه في أقوالِ العلماءِ السادةِ الأخيارِ الطريقَ إلى الحق والعيش به، والدعوة إليه، على هدى وبصيرة، وجعلك على كل حال مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر، آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، {سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين}
وكتبه: وهبي سليمان غاوجي الألباني
المدينة المنور 25/ من ذي الحجة/ 1426هـ
هذا الكلام الفاسد الذي نقله سيف العصري عن المبتدع وهبي غاوجي الألباني تحريف عجيب لكلام السلف الصالح!! وإن شاء الله سأرد عليه فقرة فقرة لكشف زيف كلام سيف وشيخه غاوجي؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، دعا الناس إلى الله تعالى، وتركهم في دينهم على بينة ونور.
1 - في هذه القرون التي يحارب فيها الإسلام بكل سلاح، ويشهر في مقابل الإيمان بالله تعالى سلاح عبادة الشيطان والهوى، في هذه الأيام اشرأب فيها الكفر حتى طغى وتجاوز كل حدّ، يخرج على الناس بعض الجهلة بترديد أقوال في صفات الله تعالى، ردها السلف الصالح، ورفضها كبار العلماء، ولقد أكرم الله تعالى الشيخ سيف بن علي العصري فكتب (386) صفحة تحت عنوان "القول التمام بإثبات التفويض مذهباً للسلف الكرام"، وقد حشر لبحث (403) مصدرا، نقل فيه أقوال الأعلام في هذا الباب، فجزاه الله خيراً.
فنقول ياغاوجي لقد افتريت على من سميتهم بالجهله!! فالجهلة في زعمك هم أتباع السلف الصالح بلاريب؟؟ ونسبة الجهل إليك أسلم وأحكم
فسلفنا الصالح لم يكونوا مفوضة كما في تصورك أنت وسيف!!! وكبار العلماء وافقوا هؤلاء الجهلة في زعمك على إثبات الصفات عكس ما تقول .........
فأي كرامة ناهلها سيف بتحريفه للكلم عن مواضعه حتى تشكره عليها
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
ثم يقول غاوجي
ذكر: أن صفات الله تعالى على أقسام ثلاثة:
القسم الأول: ما هو كمال محض، وهي الصفات التي ما هياتها وحقائقها لا تستلزم الحدوث ولا الجسمية، كمعاني الوجود والعلم والسمع والبصر ونحوها، فهي ثابتة لله تعالى على ما يليق به ... الخ.
فهذا القول من ابطل الباطل!!! فالعلم والسمع والبصر والوجود ليست صفات كمال على كل حال
وماهياتها وحقائقها لاتستلزم الحدوث ولاالجسمية ولاتمنع من ذلك!!! فليس عندهم مثال واحد مما ذكره صحيح فكلها منتقضة!!! فيا غاوجي وياسيف ما وجدتم ضابطا صحيحا للكمال المحض في الصفات وابيتم إلا التلفيق بالعلم والوجود والسمع والبصر وكل ما ذكرتموه يمكن أن تكون كمالا محضا ويمكن ألا تكون كذلك ......... وأما قولكم أن السمع لايستلزم الجسمية فهو من مخلفات علوم الكلام الفاسدة التي ورثتموها عن اليونان!! فقد أصبحت كلمة التجسم كالبعبع في كتاباتكم وتشويهاتكم لأهل السنة!!!
أقول أن العين لله لاتستلزم الجسمية ولاتستلزم الحدوث وهي كمال محض لله فنثبتها على مايليق بالله وكذلك اليد والقدم لله تعالى لاتستلزم الحدوث ولاالجسمية فنثبتها على ما يليق بالله تعالى وهي كمال محض له سبحانه!!! فتبقى ازمتكم الفكرية في بعبع الجسمية والتجسيم تطاردكم حتى تهلكم وترديكم وتوردكم الموارد في تعطيل صفات الله تعالى عن معانيها اللائقة به!
ثم يقول غاوجي
القسم الثاني: ما هو من الصفات نقص محض، فهذا يؤول قطعاً ولا يفوض، كالنسيان في قوله تعالى: [الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ] {الأعراف:51}
معنى النسيان في الآية الإهمال والترك فالكفار ليسوا كلهم لايؤمونون بالآخرة فمنهم من يؤمن بالآخرة ولكنه أهمك وترك ولم يعمل لذلك اليوم فالله اهمله في النار وتركه وعند العرب النسيان يطلق على ما سبق فبقرينة (كما نسوا لقاء يومهم هذا) تبين أن المعنى الترك والإهمال
والنسيان ليس صفة نقض كما تزعم!! فممكن تكون صفة كمال فتنسى ظلم من ظلمك ووووو ....
فبطل قسمهم الثاني بحمد الله
¥