تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بِضَمِّ الْبَاءِ وَتُسَكَّنُ؛ أَيْ: أَجْعَلُ رُبُعَ أَوْقَاتِ دُعَائِي لِنَفْسِي مَصْرُوفًا لِلصَّلَاةِ عَلَيْك؟

(فَقُلْت ثُلُثِي؟):

هَكَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِحَذْفِ النُّونِ، وَفِي بَعْضهَا فَالثُّلُثَيْنِ وَهُوَ الظَّاهِرُ.

(قُلْتُ أَجْعَلُ لَك صَلَاتِي كُلَّهَا؟).

أَيْ أَصْرِفُ بِصَلَاتِي عَلَيْك جَمِيعَ الزَّمَنِ الَّذِي كُنْت أَدْعُو فِيهِ لِنَفْسِي ..........

(هَمَّك):

مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِتُكْفَى، فَإِنَّهُ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ،وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ الْمَرْفُوعُ بِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَهُوَ أَنْتَ، وَالْهَمُّ مَا يَقْصِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَعْنِي: إِذَا صَرَفْت جَمِيعَ أَزْمَانِ دُعَائِك فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ أُعْطِيت مَرَامَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.وأما إهداء الثواب للنبي –صلى الله عليه وسلم – فما فعله السلف الصالح –رضوان الله عليهم- من الصحابة ومن تبعهم، ففعله بدعة، وكذا يقال: إن هذا المهدي ثواب عمله للنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يعد إلا أن فرط في ثواب عملٍ لعله يكون في أمس الحاجة إليه يوما، وأما النبي –صلى الله عليه وسلم- فإنه له مثل أجر كل عمل يعمله أحد أمته، ذلك أن (الدال على الخير كفاعله)، و (من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه) كما ورد في الأخبار الصحيحة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، والنبي – صلى الله عليه وسلم – دل أمته على كل خير يقربها إلى الجنة، وحذر من كل شر يقربها إلى النار، فالذي يعمله العاملون من أمته من خير بأصنافه يُكتب له في صحيفة عمله.

وهذا سؤال أجاب عليه العلامة العثيمين عن إهداء الثواب للنبي – صلى الله عليه وسلم -:

السؤال:

يقول هل قراءة الفاتحة إلى روح النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أرواح الأموات من السنن المشروعة؟، حيث إنه يوجد في آخر بعض المصاحف كتب عليها: "اللهم تقبل ثواب ما قرأناه، ونور ما تلوناه، هدية وصلة منا إلى روح نبينا وشفيعنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وإلى أرواح آباءنا".

الجواب:

(هذا الموجود في بعض المصاحف بدعة، ولا يُقر عليه، وينبغي لمن وقع في يديه مصحف مثل هذا أن يطمس هذا المكتوب، وإن أمكن أن ينزع الورقة كلها -إذا لم يكن في الجانب الآخر قرآن- فلينزعها.

أما إهداء ثواب العبادات إلى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فإن هذا أيضاً من البدع، فإنه لا يُشرع لنا أن نهدي شيئاً من ثواب العبادات إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأن ذلك لم يُعهد من الصحابة -رضي الله عنهم- وهم أشد منا حباً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأسرع منا إلى الخير، ومع ذلك فلم يُهد أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي -رضي الله عنهم- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً من العبادات، لا من قراءة القرآن ولا من الذكر ولا من الصلاة ولا من الصدقة ولا من الحج ولا من العمرة؛ وأيضاً فإن إهداء ذلك إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- من السفه، لأن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد حصل له أجر ما عمل الإنسان، فإنه هو الدال على الخير، ومن دل على خير فكفاعله، فلم يكن من إهداء ثواب القرب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام إلا حرمان الفاعل من أجل هذه العبادة، وعلى الإنسان أن يتمسك بهدي من سلف فإنه الخير كله، وكذلك يقال بالنسبة إلى إهداء القرب إلى الأقارب من الآباء والأمهات إنه ليس بسنة لكنه جائز، واختلف العلماء -رحمهم الله- في إهداء ثواب القرآن وغيره من العبادات البدنية المحضة، هل يصل إلى الميت أو لا يصل؟

ولا ريب أن الأفضل للإنسان إذا أراد أن ينفع أباه و أمه أن يدعو لهما، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:

(إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) اهـ.

(نور على الدرب) شريط (342) وجه أ.

أخي الكريم:

كلامي كان في السني، وعمله هنا لو فعله مثلا للميت القريب أو غيره -عدا من ذكرت – هذه مسألة خلافية عند أهل العلم.

أما الرافضة:

فإن القضية أخذت منحى آخر من وجهين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير