تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالعقاد يرى الأنبياءَ بشراً قد اكتملت فيهم هذه الملكة (الوعي الكوني) أو (العبقرية)، وبهذا عرفوا عن الله وبلغوا الخلق.!!

والعقَّادُ يرى الدين الإسلامي أفضل الأديان لأنه جاء متأخراً بعد أن نمى (الوعي الكوني) عند الإنسان وبعد أن نمت المجتمعات!!

فالبشرية عند العقاد كانت على الشرك ثم عرفت التوحيد، ولا تحسب أنه التوحيد الذي نعرفه بل توحيداً آخر لن تجده إلا عند العقاد، ودعني أعرضه عليك ثم نناقش (الوعي الكوني) أو (العبقريات) التي قدمها لنا عباس العقاد وفرح الناس بها.

التوحيد عند العقاد

يعرف عباس العقاد التوحيدَ فيقول (التوحيد توحيدان: توحيد الإيمان بإله واحد خلق الأحياء وخلق معهم أرباباً آخرين. وتوحيد الإيمان بإله واحد لا إله غيره.ولم تعرف أمة قديمة ترقت إلى الإيمان بالوحدانية على هذا المعنى غير الأمة المصرية، فعبادة [أتون] قبل ثلاثة وثلاثين قرناً غاية التنزيه في عقيدة التوحيد) (7)

وذكر في بداية كتابه (الله جل جلاله) أن من أطوار العقيدة الإلهية طور الوحدانية ويعرفه بأنه إله أكبر لكل (الآلهة).!!

يرى العقاد أن من التوحيد أن يكون الإله ومعه بعض الأرباب!!

ويرى أن الذين كانوا يعبدون آتون (إله) الشمس هم أرقى أمه في التوحيد!!

وعنده أن أهل فارس عرفوا التوحيد بعد اختلاطهم بالمسلمين، ويذكر أن هذا التوحيد هو الاجتماع

على إله واحد هو إله الخير (يزدان) ولا يشركون معه (أهرمن) كما فعل أسلافهم الأقدمون.!!

هذا هو التوحيد الذي تعلموه من المسلمين كما يقول عباس العقاد (8).وهو كاذب!!

ومثل هذا يقوله على الفراعنة، وعلى مشركي يهود فيما بعد السبي.

وفي مكان آخر يتكلم عباس العقاد عن طورين .. أو كما يقول هو عَدْوَتَين، عَدْوَةٌ كان فيها الإنسان همجياً مشركاً لا يعرف التوحيد، وعدوة عرف فيها التوحيد، ويقول بأن عقيدة بني إسرائيل كانت مرحلة فاصلة بين هذين الطورين أو هاتين العدوتين (9).!!

أي أن كل الأمم قبل بني إسرائيل ما عرفت التوحيد، بل وبنوا إسرائيل أنفسهم عند العقاد كانوا وثنيين، بقيت فيهم الوثنية من إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ ولم يأتهم التوحيد إلى قبيل ظهور المسيح بقرون بسيطة.!!

ويستدل بعبادة عجل الذهب في سيناء على بقاء الوثنية واستمرارها في بني إسرائيل من قبل إبراهيم ـ عليه السلام ـ إلى ما بعد موسى ـ عليه السلام ـ (10)!!

بل ويقول ما هو أشد من هذا نكراناً عند العقلاء، يقول عن بني إسرائيل (فعُبَّادِ [يهواه] لم يكونوا ينكرون وجوده ولا ينكرون وجودَ غيره. وإنما كان هو إلههم المفضل على غيره من الآلهة، كما كانوا هم الشعب المفضل على الشعوب، فالأرباب الأخرى عندهم موجودة كما يوجد إلههم [يهواه] .. (11) ولكنها لا تستحق منهم العبادة لأنها أرباب الغرباء والأعداء. وكل عبادة لها فهي من قبيل الخيانة العظمى وليست من قبيل الكفر كما فهمه الناس بعد ذلك، وغاية ما في الأمر أن طاعة الآلهة الغريبة هي كخدمة الملك الغريب .. نوع من العصيان والخيانة ... لهذا لم يشغل أنبياء التوراة السابقون بإثبات وجود [يهواه] أو بإثبات وجود الأرباب على الإجمال، وإنما كان شغلهم الأكبر أن يتجنبوا غيرة [يهواه] وغضبه وأن يدفعوا عن الشعب نقمته وعقابه. ولم يكن له عقاب أشد وأقسى من عقابه لأبناء إسرائيل كلما انحرفوا إلى عبادة إله آخر، من آلهة مصر أو بابل أو كنعان) (12)

وهذا عجيب .. وكأن العقاد لا يقرأ كتاب الله!! أو: وكأن العقاد لا يصدق ما جاء في كتاب الله!!

إسرائيل هو يعقوب ـ عليه السلام ـ وبنوا إسرائيل هم أبناؤه (13)، وكان نبياً موحداً، وأبنائهم كانوا مؤمنين موحدين قيل بنبوتهم، وكان منهم يوسف ـ عليه السلام ـ نبي من أنبياء الله، وأكبر أنبياء بني إسرائيل وأكثرهم أثراً فيهم وفي التاريخ قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو موسى بن عمران، وعندنا أنه كان نبياً مرسلا يأتي يوم القيامة ومعه السواد العظيم من المؤمنين الموحدين يدخلون جنةَ ربِّ العالمين، في الحديث (عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ فَقِيلَ هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ) (14)، وبعد موسى ـ عليه السلام ـ (كَانَتْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير