تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - وأما طرابيشي؛ فقد ألف كتابًا من (3) أجزاء في نقد مشروع الجابري، سماه " نقد نقد العقل العربي "، جاء ملخصه على الغلاف: (يقوم كل مشروع محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي على اصطناع قطيعة معرفية " بين فكر المشرق والمغرب، وعلى التمييز بين " مدرسة مشرقية إشراقية " و " مدرسة مغربية برهانية "، وعلى التوكيد على أن رواد " المشروع الثقافي الأندلسي – المغربي " – ابن حزم وابن طفيل وابن رشد وابن مضاء القرطبي والشاطبي –تحركوا جميعهم في اتجاه واحد "، هو اتجاه رد بضاعة المشرق إلى المشرق "، و" الكف عن تقليد المشارقة " و " تأسيس ثقافة أصيلة مستقلة عن ثقافة أهل المشرق ". وكتاب " نقد نقد العقل العربي " لطرابيشي يتصدى لتفكيك تلك " الأبستمولوجيا الجغرافية "؛ من منطلق التوكيد على وحدة بنية العقل العربي الإسلامي، ووحدة النظام المعرفي الذي ينتمي إليه، بجناحيه المشرقي والمغربي، ووحدة المركز الذي تفرعت عنه دوائره المحيطة. فلا التحول من دائرة البيان إلى دائرة العرفان أو دائرة البرهان، يعني انعتاقًا من جاذبية نقطة المركز، ولا التنقل بين الخانات يمكن أن يُشكل خروجًا عن رقعة شطرنج العقل العربي الإسلامي، الذي يبقى يصدر عن نظام أبستمي واحد، مهما تمايزت عبقريات الأشخاص، وعبقريات الأماكن .. ).

- وأيضًا خصص طرابيشي الصفحات (73 – 128) من كتابه " مذبحة التراث .. "، لنقد الجابري، وبيان تناقضاته؛ منها على سبيل المثال:

- (اختزال العقل إلى العقل العقلي وحده، قد قاد محلل العقل العربي إلى مأزق معرفي حقيقي، فقد تعاطى حصرًا في كتبه مع العقل " الفقهي – الكلامي، والعقل التصوفي، والعقل الفلسفي "، ومن ثم تراءى له أن العقل العربي المقسَّم هذا التقسيم الثلاثي، يعمل تحت إمرة أنظمة معرفية ثلاثة: " البيان، و العرفان، والبرهان ". لكنه عندما انتقل إلى نقد العقل السياسي، اعتمد تفسيرًا معرفيًا مباينًا، بالاستناد هذه المرة إلى ثلاثي " القبيلة، والغنيمة، والعقيدة "! وواضحٌ للعيان أين هو المأزق. فلو كان البيان أو العرفان أو البرهان نظامًا معرفيًا ثابتًا للعقل العربي؛ لكان العقل السياسي العربي خضع للتحديد نفسه، أما الانتقال السابق، فيعني: إما أننا لسنا أمام تحليل إبستمولوجي قادر على الوصول إلى الثوابت البنيوية، وإما أننا لسنا أمام بنية ثابتة لعقل عربي كلي تتكرر في جميع العقول الجزئية التي يتمظهر بها).

- (كانت العلمانية في حينها موضع تثمين عالٍ من الجابري، ثم بعد سنوات، طالب بسحب كلمة العلمانية من قاموس الفكر العربي)!

- (إن تكن صحراء المشرق " اللاعقلاني " يقابلها في المغرب " العقلاني " مجتمع مدن وبحر حسب فرضية الجابري، فإن اللغة العربية الصحراوية المشرقية! هي لغة أهل المغرب، فكيف أمكن في إطار هذه اللغة " الحسية " أن يمارس ابن رشد عقلانيته، وفي إطار هذه اللغة " اللاتاريخية " أن يمارس ابن خلدون تاريخيته "، وهذا حتى بدون أي قطيعة لغوية ")!

مثال

على طريقة الجابري في التنصل من الأحكام الشرعية،

يُقاس عليه غيره

الجابري يُجيد فن " المراوغة " في التنصل من أحكام الإسلام، أو نقدها، ولايُجيد " المواجهة "؛ كما يفعل صاحبه " أركون " مثلا، الذي يجهر بالتطاول على القرآن، وأنه كغيره من النصوص التراثية الخاضعة للنقد!، أما الجابري فيستخدم أسلوبًا آخر للوصول لذلك، بالتظاهر بتقدير النص الشرعي، والأحكام المستنبطة منه، ثم يتنصل من ذلك – مادام قد تورط به! – بأن يجعل مايراه عقله من " مصالح " هو الأصل الذي ينبغي أن تُحاكم إليه النصوص الشرعية، ولو كانت آيات محكمة من القرآن! وبهذا يضمن الوصول لمبتغاه دون إثارة المسلمين.

وإليك مثالا لهذه الطريقة الماكرة، ثم قس عليه الأمثلة الأخرى لكل حكم شرعي لايوافق أهواء الجابري ومن يتابعه؛ لتعلم طريقته المراوغة، وأن التظاهر بالتقدير للنص الشرعي، مجرد " جواز مرور " لتسهيل مهمة " الهدم " دون ضجيج ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير