تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بين السلف والخلف واما النوع الثالث- فهو محل الخلاف– ووجهة نظر الخلف ان هذا النوع 00هو صرف اللفظ الموهم للتجسيم او التشبيه الى معنى لائق بالتنزيه-او الظواهر الكفرية- وهو المصطلح السائد عند المتأخرين من أهل الكلام، إذا أطلقوا التأويل فهم يريدون هذا المعنى مثاله .. تأويل-استوى على العرش-بمعنى" استولى، لأن الاستواء- عندهم-يوهم التحيز فى جهة! - ويد الله-بمعنى- القدرة والقوة-لأن اليد توهم الجارحة! -كما ورد فى شرح البيجوري على الجوهرة- قوله: ((والحاصل: أنه إذا ورد في القرآن أو السنة ما يُشعِر بإثبات الجهة أو الجسمية أو الصورة أو الجوارح , اتفق أهل الحق وغيرهم ما عدا المجسمة والمشبهة على تأويل ذلك , لوجوب تنزيهه تعالى عما دلَّ عليه ما ذُكِر بحسب ظاهره-ج1ص101 - بعد هذا التعريف0نشرع فى مناقشة الاخ 0فنقول: يختلف المراد من التفسير عند السلف عن المراد بالتأويل عند الخلف00لأن التفسير عند السلف هوبيان المعنى مع اعتقاد حقيقة الصفة كما قال ابن باز-رحمه الله فى رده على الصابونى فقال: أما الأمثلة التي مثّل بها الأخ الصابوني للتأويل عند أهل السنة , فلا حجة له فيها , ليس كلامهم فيها من باب التأويل , بل هو من باب إيضاح المعنى , وإزالة اللبس عن الناس في معناها انتهى-قلت: ..

ا مثال ذلك: ما ذكره الخلال فى كتاب السنة قال الخلال: عن حنبل، 0قال أبو طالب: سألت أحمد عن رجل قال: إن الله معنا، وتلا) ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم قال: يأخذون بآخر الآية ويدعون أوَّلها، هلا0 قرأت عليه) ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات (بالعلم معهم، -انتهى- -فيتضح لنا ان السلف فسروا المعنى الصحيح للايه وبينوا للمبتدع مااشتبه عليه وازالوا عنه ماالتبس عليه من نفس الايه التى احتج بها وبينوا أن المعية معية علم لامعية ذات ولم ينفوا حقيقة الاستواء 00وأما مراد الخلف من التأويل وكذلك التفويض 00هو نفى الاستواء الحقيقى على العرش فعلى كلا القولين عندهم ليس على العرش شئ! وهى نفس النتيجة التى يدندن حولها الجهمية فى جدالهم مع السلف-ولو تاملنا كلام علماء السلف سيتضح لنا ذلك00وضوح الشمس- قال الإمام حماد بن زيد (ت 179 هـ): إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله – يعني الجهمية - (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح- وقال الامام عاصم بن علي – شيخ الإمام البخاري – ت (221 هـ). قال رحمه الله: ناظرت جهماً فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء رباً. (السابق-:

فصح بهذا: أنه لايوجد نص فى القران او السنة فيه بعض الالتباس فى موضع الا ويوجد مايوضحه فى موضع اخر او فى نفس النص 00لأن الله تعالى بعث رسوله ليبين للناس كل الدين فى معاملاتهم وعباداتهم فكيف لايبين لهم اعتقادهم فى ربهم الذى هو اهم مابعث به الرسل وانزلت من اجله الكتب؟!! - وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {64} النحل- ومثال ذلك ايضا ماجاء فى الحديث القدسى-

إنالله تعالى قال): مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وانت رب العالمين؟! قال: مرض فلان عبدي، فلو عدته لوجدتني 0عنده.

واستسقيتك فلم تسقني، قال: وكيف ذلك وأنت رب العالمين؟! قال:استسقاك عبدي فلان، ولو سقيته لوجدت ذلك عندي- فنجد هنا ان مايوهم صفات النقص فى اول الحديث لم يتركها لنا ربنا طوال قرون حتى يأتى المتأخرون ويصرفوها لنا بتأويلاتهم الفلسفية! بل وضح لنا المراد فى نفس النص-ومثله قوله تعالى- مايكون من نجوى ثلاثة الاهو رابعهم-نجده فى اخر الايه بين المراد من هذه المعية- بآخر الآية -ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات (وقد تقدم بيان- الامام احمد رحمه الله- لذلك- ومثله قوله تعالى- ((نسوا الله فنسيهم) فان من قرأ الاية يظهر له أنها على وفق نصوص كثيرة تبين أن الجزاء من جنس العمل فهى هنا تتحدث عن المنافقين الذين تركوا طاعة الله فتركهم الله فى العذاب جزاءا لفعلهم والفاء التعقيبية ظاهرة فى بيان هذا المقصد-فنسيهم- قال في (أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة المنصورة) ص 76:

(ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه على سبيل الجزاء والمقابلة،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير