تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يعد النشاط العلمي من أبرز الأنشطة الناجحة في أوروبا، فلما حصل له هذا النجاح المشهود أراد بعض المفكرين تعميم المنهج العملي على جميع الأمور وسمي (التيار العلموي) وهو التيار المتحمس للعلم بغلو. فأصبح تعظيمهم للمنهج العلمي (التجريبي) سمة غالبة. فاخرجوا القضايا الدينية. وأثر هذا في فصل العلم عن الدين فأورث هذا الأمر أزمة في الاختراعات العلمية وتوظيفها.

أثر النظريات العلمية على الفكر الحديث:

1 - نظرية الفلك الجديدة (كوبرنيكوس): وسبق شرحها وشرح ظروفها، وترتب على هذه النظرية: الشك في النص الديني.

2 - نظرية نيوتن في الجاذبية التي تفسر الحركة في المجموعة الشمسية. وترتب عليها فكريا أثرين هما:

آلية حركة الكون أي أن الله خلقه وأوجد فيه طاقة تحركه وتركه لا يتحكم فيه، وبما أن الكون مثل الآلة فإن أي تغير في الآلة يسبب خلل في الآلة. فأنكروا المعجزات باعتبارها تغيرا في الآلة وخرقا لقانونها.

وعندما سئل نيوتن: هل الله لا يتدخل في الكون؟

قال: يتدخل الإله حيت يختل نظام الكون.

فقال له آخر: أن تشبه الله بالصانع الأخرق الذي لا يجيد الصنع.

3 - نظرية الدارونية (التطور): وهي أخطرها ومفادها: أن العالم الذي خلقه الله وسيّره فإنه يمكن أن ينتج الحياة. أي أن الطبيعة أنتجت الماء ابتداءا، ثم مع الزمن احتك بالتربة وظهرت خلية صغيرة تحمل الحياة، وظلت ملايين السنيين تتطور إلى أن وصلت إلى (القرد الأعلى) ومن ظهر الإنسان أو من خلال (4 أو 5) أنواع مختلفة. ومن أبسط الاعتراضات: كيف ينتج الأدنى الأعلى؟!، وما هي النقطة التي أوجدت الحياة؟ وما هي النقطة التي أنتجت الإنسان؟ وكان من نتائج هذه النظرية في الجانب الفكري:

a. الفصل التام بين الدين والحياة، فما دام أن الإنسان نفسه خلق بهذه الطريقة فبالتالي لا قيمة للدين، ولا للقيم ولا للحياة الآخرة.

وبعد هذا التبجح من هؤلاء المحتجين بهذه النظريات الثلاثة انقلب عليهم العلم تماما هما:

4 - النظرية الكمية: أن المادة مكونة من ذرّات، والذرة تتكون من إلكترونات وبروتونات ونيوترونات، وكلها لا نستطيع رؤيتها إلا بتكبيرها، فلما قاموا بتكبيرها وجدوا النواة، فاحتاجوا لتكبيرها ليكتشفوا ماهيتها. ومن الأمور الخطيرة: وجدوا الطاقة في هذه الذرة الصغيرة.

5 - النظرية النسبية (أينشتاين) و ترتب على هاتين النظريتين:

a. أن العلوم السابقة ليست يقينية. فظهرت أزمة العلم، وأزمة الفكر.

6 - أضف إلى ذلك الاكتشافات في عالم الأحياء والجينات والخرائط الجينية.

ومن العلوم التي ولدت في العصر الحديث: العلوم الاجتماعية وأبرزها: علم النفس، علم الاجتماع. فمتى ظهرت العلوم الاجتماعية؟

كانت هذه العلوم ثمرة (المنهج التجريبي) ومن أهم نظريات هذه العلوم:

-نظرية فرويد في علم النفس تابعة لمدرسة التحليل النفسي. ويرى فرويد أن النفس فيها أمران هما: الشعور واللاشعور. ولكي تعرف نفسية إنسان عليك أن تبحث في اللاشعور لأنه هو المتحكم في الإنسان. ويشبه في الدين مسألة الهوى. والأصل في المتحكم في اللاشعور الإنساني هو الجنس. وهو سبب الأمراض النفسية عند كبته، والصحة النفسية عند تحريره.بل وزيادة على ذلك أن الدين والقيم والسلوك والخير والشر كل ذلك نتج من اللاشعور.

-نظرية دوركاييم في علم الاجتماع (النظرية الوضعية) ويقول فيها: أن هناك عقل جمعي هو الذي يكون لنا طبيعة المجتمع وثقافته وآدابه. ومثال العقل الجمعي: الأعراف والعادات والتقاليد والثقافة. لكن وسّعه لتدخل فيه القيم والدين وجعل العقل الجمعي يحتويها.

وقع أصحاب الفكر العلموي في أزمة مع العلم الحديث مما جعلهم يفكرون في مخرج للتعامل مع العلم:

-الانغماس في الفنون والمتع: حتى تنسى هذا العالم الحسي و وجدوا أن هذا الجانب لم يعالج المشكلة.

-اليأس والعدمية: فإن هذا والدنيا عبث، الكون عبث ولذا ظهرت عندهم مذاهب الفوضوية والعدمية (نيتشه) والعبثية. فعليك أن تعيش في هذه الصورة العدمية.

-العودة إلى الدين: وهذا ظهر في الصحوة الكنسية.

ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:53 م]ـ

الشريط السادس

1.التيار التنويري:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير