oإحلال العلمانية بدلا من الإيمان وهذا برز في قادتهم ومفكريهم.وهذه تسمى العلمانية المتطرفة وقد أصبحت من صلب عقائد التيارات الفكرية في القرن التاسع عشر. وصار موقفهم من الدين موقف المناهض وعدم الإقرار بها حتى في الحدود الفردية كما فعل أتاتورك ودول الاتحاد السوفيتي. ولو سمح بها اضطرارا فإنه يسمح بها على أساس أن تحرص الحكومة على مقاومة الدين.
-تكوين أول دولة علمانية حديثة بعد قيام الثورة الفرنسية من خلال عمل الماسونية لتحريض الناس ضد الكنيسة والحكم والنظام القديم. فكانت أول دولة علمانية بالمفهوم الحديث هي دولة: فرنسا.
-وأصبحت العلمانية: هي الرؤية العامة التي تحكم كل الأمور، فمثلا: الفكر كان في السابق ديني اليوم يكون علماني، الاقتصاد يكون علماني، والاجتماع علماني وكلها بمعنى أن العقل هو المشرّع فيها بعيدا عن أية مصدر ديني.
-وأما الماسونية: وهو تيار سرّي كالتيارات الباطنية التي تظهر الإسلام، نشط في القرن الثامن عشر، وانضم إليهم الكثير من رواد التنوير ومن أهمهم: فولتير و روسو. وفي الماسونية المعاصرة يقولون أننا نؤمن بالأديان السماوية الثلاثة وحقيقتهم أنهم مجموعة من الملاحدة وإنما سميت يهودية لأن أكثر المؤسسين لها من اليهود. ومعناها (البنّاؤون الأحرار) فيقولون: إن العصور الوسطى قد انهارت ونريد أن نبني العصر الجديد على مبادئ شهيرة هي: الحرية والمساواة والإخاء. فالحرية عندهم ترجع إلى أمرين: حرية العقل وحرية السلوك. وحرية العقل توصله إلى نبذ كل دين، وحرية السلوك توصله إلى الإباحية. وقد دخلت الماسونية على العالم الإسلامي في القرن الثالث عشر وكان لهم نشاط بارز حتى انضم إليها مشاهير المسلمين، بل بعض قادة التجديد والإصلاح قد كانوا أعضاء مشاركين في هذه المنظمة حتى تكشّف للناس حقيقتها وخطورتها فبدؤوا بالانسحاب منها وتركها.
-كما ظهرت الدعوات القومية عن طريق أحد رابطين هما اللغة أو الجنس، واعتماد الثقافات الناتجة عن أحد هذين النوعين من ثقافة. كالثقافة العربية. وهذه الدعوة القومية تناقض فكر التنوير. ففكر التنوير يدعو إلى الإخاء والمساواة وهذه الأفكار القومية تدعو إلى العصبية والتحدي والغلبة. ومن هذه القوميات التي ظهرت القومية الآرية (النازية)، واليابانية، والعربية، الإيطالية (الفاشية)، والطورانية (التركية).
-ثم انتقلت القومية من اللغة والجنس إلى الأرض. وسيمت بالوطنية. فبعد تقسيم الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا. وتحولت الدول العربية إلى دول ذات حدود من ثم أدخلت عليهم الوطنية من أجل تفتيت العالم الإسلامي.
- ومن سمات هذا العصر التأثر بالوثنية: وأول من أشهر هذه الوثنيات مونتسكيو في كتابه (رسائل فارسية).
-وموقفنا كمسلمين من أفكارهم الجيدة، فإننا نعرف أن فيها أصول فلسفية هي سبب نشأتها وبالتالي لا بد من وضعها في التصور الإسلامي.
من أهم رجال عصر التنوير:
فولتير (فرنسي):
وقد اشتهر بالنقد اللاذع للمتدينين ومن أشهر كتبه (القاموس الفلسفي) الذي ركز فيه كثيرا على نقد الدين النصراني، (رسالة في التسامح)، (عناصر فلسفة نيوتن) وله رواية مشهورة يبسط فيها أفكاره.
ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:54 م]ـ
الشريط السابع
تيارات القرن التاسع عشر الميلادي:
1.الفكر النقدي أو الفلسفة النقدية:
وهذه الفلسفة أسسها (كانت)، وهي معروفة قديما ولكنها في هذا العصر أي عصر التنوير اتخذت منهجا. وللنقد معانٍ عدة:
-النقد بمقياس المطابقة وهو النقد السائد ومعناه: نقد المعلومة الجديدة بما يقابلها في ذهنك. ولذا كان النقد الصحيح هو النقد المبني على الحقيقة وليس المبني على القديم. ولذا تجد كل تيار فكري يظهر ينقد الآخر من خلال فكره هو، فكانت جميعها من هذا النوع. ومشكلته الأساسية ما هي المعلومة التي تقيس من خلالها. ولله الحمد ففي ديننا عندنا المعيار الذي نقيس به الأمور. واختلفت التيارات العقلية في المسألة النقدية على طوائف:
1 - العقليون جعلوا معيار النقد هو: العقل.
2 - التجريبيون جعلوا معيار النقد هو: الحس.
¥