من كونهما صفتي ذات أن يكونا جارحتين.
ونقل قول ابن التين: قوله " وبيده الأخرى الميزان " يدفع تأويل اليد هنا بالقدرة وكذا قوله في حديث ابن عباس رفعه " أول ما خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين " الحديث.
ونقل ابن حجر تحير أبي بكر بن فورك بقوله:
قيل اليد بمعنى الذات وهذا يستقيم في مثل قوله تعالى مما عملت أيدينا بخلاف قوله لما خلقت بيدي فإنه سيق للرد على إبليس فلو حمل على الذات لما اتجه الرد. اهـ
وقد رد السلف على مثل هذه المهاترات، ومما قاله الإمام أبي حنيفة كما في الفقه الأكبر: ولا يقال يد الله بمعنى قدرته لأن هذا إبطال للصِّفة.
ابن العطار يرد على شيخه النووي في تأويل اليدين
قال الإمام ابن العطار في كتاب الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد [ص 22 و 75 والذي حقق بعضه الشيخ علي الحلبي]:
إذا ثبت نص في الكتاب والسنة مثل أن الله خلق آدم بيده، وأنه كتب التوراة بيده: وجب إثباته وحرم علينا أن نقول: المراد باليدين النعمتين أو القدرتين فهذا تحريف لما فيه من التعطيل، كيف والإجماع على أن الصفات توقيفية ..
وقال: وقد نفى بعضهم النزول وضعّف الأحاديث أو تأولها خوفاً من التحيز أو الحركة والانتقال: والمحققون أثبتوها وأوجبوا الإيمان بها كما يشاء سبحانه.
وابن العطار من أخص تلاميذ الإمام النووي رحمه الله ومع ذلك لم يرضى بتأويلات شيخه وصرح بخلاف كما في النص أعلاه.
نقلا من موسوعة أهل السنة للدمشقية (1/ 460)
3 - أقوالهم في العلو والاستواء
ابن فورك يقول مؤولة الاستواء بالاستيلاء هم المعتزلة
قال شيخ الإسلام في بيان تلبيس الجهمية (2/ 332):
مع أن المعروف عن أبي بكر بن فورك هو ما عليه الأشعري وأئمة أصحابه من إثبات أن الله فوق العرش كما ذكر ذلك في غير موضع من كتبه وحكاه عن الأشعري وابن كلاب وارتضاه وذكر البيهقي عنه في كتاب الصفات أنه قال استوى بمعنى علا وقال في قوله أأمنتم من في السماء أي من فوق السماء واحتج البيهقي لذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ حين حكم في بني قريظة لقد حكمت فيهم بحكم الله الذي حكم به فوق سبع سماوات .. اهـ
واعترف ابن فورك بأن تأويل الاستواء بالاستيلاء قول المعتزلة كما في كتابه مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري [ص 325].
وقال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 309): وحكى الأستاذ أبو بكر بن فورك هذه الطريقة عن بعض أصحابنا أنه قال: استوى بمعنى: علا، ثم قال: ولا يريد بذلك علوا بالمسافة والتحيز والكون في مكان متمكنا فيه، ولكن يريد معنى قول الله عز وجل: {أأمنتم من في السماء} أي: من فوقها على معنى نفي الحد عنه، وأنه ليس مما يحويه طبق أو يحيط به قطر، ووصف الله سبحانه وتعالى بذلك بطريقة الخبر، فلا نتعدى ما ورد به الخبر. اهـ
اعتراف أبي الحسن الطبري تلميذ الأشعري بالعلو ونفي التأويل
قال البيهقي في الأسماء والصفات 2/ 308:
وذهب أبو الحسن علي بن محمد بن مهدي الطبري في آخرين من أهل النظر إلى أن الله تعالى في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه، ومعنى الاستواء: الاعتلاء، كما يقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح. بمعنى علوته، واستوت الشمس على رأسي، واستوى الطير على قمة رأسي، بمعنى علا في الجو، فوجد فوق رأسي. والقديم سبحانه عال على عرشه لا قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين عن العرش، يريد به: مباينة الذات التي هي بمعنى الاعتزال أو التباعد، لأن المماسة والمباينة التي هي ضدها، والقيام والقعود من أوصاف الأجسام. اهـ
البيهقي يرد على الأشعرية في العلو
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 303):
باب ما جاء في قول الله عز وجل {الرحمن على العرش استوى} وقوله عز وجل: {ثم استوى على العرش}.
ثم قال: فأما الاستواء: فالمتقدمون من أصحابنا رضي الله عنهم كانوا لا يفسرونه ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك ..
ثم ذكر الآثار عن الأوزاعي ومالك وشيخه ربيعة وابن عيينة وقال:
والآثار عن السلف في مثل هذا كثيرة وعلى هذه الطريق يدل مذهب الشافعي رضي الله عنه، وإليها ذهب أحمد بن حنبل والحسين بن الفضل البجلي. ومن المتأخرين أبو سليمان الخطابي .. اهـ
القرطبي يثبت العلو ويلقم الأشعرية حجراً
¥