حسبانهم لا يشفع لهم لأنه ليس لهم عذر. ما راجعوا الكتاب والسنَّة حتى يعرفوا أنه حق أو غير حق وإنما ركبوا أهواءهم ويحسبون أنهم مهتدون ومع هذا حكم الله بكفرهم وضلالهم. ومجرد أن الإنسان يحسب أنه على حق يصير هذا عذر له! لا, لا عذر له. كان الواجب عليه أن يرجع إلى الكتاب والسنَّة ولا يبقى على ظنه وعلى حسبانه وعلى ما يقوله له غيره من الحق لا ليس هذا بعذر نعم, في الآية الأخرى ? ..... إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ?32شوف اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله, شياطين الإنس والجن ويحسبون أنهم مهتدون يتبعون شياطين ويحسبون أنهم مهتدون هل الشياطين تريد لهم الخير؟ ?وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً ?33.
يعني شوف من يعشُ عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا هذا عقوبة له فهو له قرين ?وَإِنَّهُمْ? أي الشياطين?لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ?34.
يحسب الأتباع أنهم مهتدون لم ينفعهم ذلك ولا عذر لهم في هذا نعم.
[المتن]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى
[الشرح]
هذا إنما يكون في المسائل الاجتهادية, الإنسان يجتهد ويبذل وُسعه وطاقته في البحث فيظن أن هذا هو النهاية, هذا معذور "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد" هذا في المسائل الاجتهادية. أما المسائل التوقيفية فليس لأحد أنه يجتهد فيها, بل هي من الواجب إتباع الدليل ولا مجال للاجتهاد نعم.
[المتن]
لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلاله
[الشرح]
نعم بعض الكلام على الحسبان والظن, يأخذ ضلالة يحسبها هدى أو يترك حقا يظنه ضلاله. فظنه لا يشفع له لأن الهدى والضلال قد بينهما الله في القرآن, بينهما الرسول صلى الله عليه وسلم في السنَّة, بينهما السلف في سيرتهم وعقيدتهم. فالحق واضح ولله الحمد. من رحمة الله أن الحق واضح من الكتاب والسنَّة وهدي السلف الصالح. ما في غموض ولا لبس كما يحصل للأمم السابقة إذا طال الأمد التبس عليهم الحق وتُحرَّف الكتب وتُغير. أما هذه الأمة لا, هذه الأمة الحق يبقى واضحا والكتاب والسنَّة محفوظان من التحريف والتغيير. فليس لأحد عذر حينئذ نعم.
[المتن]
ولا في هدى تركه حسبه ضلاله فقد بُينت الأمور
[الشرح]
شوف, قد بُينت الأمور: لكن يحتاج إلى بحث وإلى طلب, يتعلم الإنسان, يتفقه ويأخذ العلم عن العلماء. ما يأخذ العلم عن نفسه أو عن مثله من الجهال والمتعالمين أو من الكتب. يأخذ العلم عن أهله. لأن هذا العلم يُتلقى, ما يؤخذ من الكتب, يُتلقى عن العلماء. العلم بالتلقي, الكتب إنما هي أدوات فقط للبحث وأما الوصول إلى الحق فهذا يُؤخذ عن أهل العلم ويُروى عنهم خلفا عن سلف نعم.
[المتن]
فقد بينت الأمور وثبتت الحجة
[الشرح]
نعم ما لأحد عذر, هذا الدين صانه الله -عز وجل- من التحريف والتغيير وصار الحق واضحا لا لُبس فيه بخلاف الأمم السابقة فإنها إذا طال الأمد حرَّفوا كتبهم وغيروها وبدلوها فالتبس الحق وخفي نعم.
[المتن]
فقد بُينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله
[الشرح]
يكفي نقف عند هذا.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وجزاكم الله خيرا هذه أسئلة كثيرة نعرض على فضيلتكم ما تيسر منها:
أكثر من سؤال قد ورد هل ينصح فضيلتكم بحفظ كتاب " شرح السنة" للإمام البربهاري؟
الشيخ: نعم طيب, لكن الحفظ ما يكفي لابد من تلقي شرحه عن أهل العلم والبصيرة مجرد الحفظ تخزن في ذاكرتك أشياء ما تعرف معناها هذا ما يكفي نعم.
طالب العلم: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول ما الذي يميز هذه الرسالة شرح السنة عن غيرها من كتب العقيدة؟
الشيخ: كل مؤلف له طريقة وإن كان المأخذ واحدا هو الكتاب والسنَّة لكن كل مؤلف له طريقة تكون أسهل, تكون أوضح, تكون أشمل, وهذا من فضل الله -عز وجل- توضيح هذا الحق أنهتعددت مصادره ولكن مع تعددها كلها ترجع إلى شيء واحد. نعم بيكون هذا كتاب أقصر وهذا كتاب أطول وهذا كتاب أوضح عبارة وهذا أغمض عبارة تختلف الكتب نعم.
¥