فإن قيل: ما هو الدليل على نقصه؟
فالجواب على ذلك: أن الدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النساء: (ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين) قال: (عقل ودين) هذا دليل ...
الدليل الثاني: دليل عقلي: وهو أنه إذا ثبتت الزيادة ثبت النقص لأنه لا تعقل زيادة إلا بوجود مزيد ومزيد عليه فإذا ثبتت الزيادة بالنص فقد ثبت النقص أيضاً أنه لا يُتصور زيادة إلا بنقص، فمثلاً: قلنا: أن هذا الرجل زاد إيمانه معنى ذلك أنه قال ناقصاً،
فدليل النقص إذن مركبٌ من شيئين:
أولاً: النص على ذلك كما في قوله: (من ناقصات عقلٍ ودين).
الثاني: اللزوم أو التلازم، فإنه لا يمكن وجود زيادة إلا بوجود نقص.
ثم أعلم أن النقص أعني نقص الإيمان على قسمين:
1 - نقصٌ لا حيلة للإنسان،كنقص دين المرأة بترك الصلاة في أيام الحيض فإن هذا لا اختيار لها فيه بل لو قالت: دعوني أصلي حتى لا ينقص إيماني قلنا هذا حرامٌ عليك لو صليت لزاد نقص الإيمان أكثر،
إذن هذا نقص لا حيلة للإنسان فيه فهل يُلام عليه؟ الذي نقص دين أو لا؟ لا يُلام عليه لأن هذا لا اختيار له فيه إطلاقاً فلا لوم عليه،
2 - الثاني: نقصٌ باختيار الإنسان.
فهذا ينقسم إلى قسمين من حيث اللوم:
1. إن كان سببه المعصية أو ترك الواجب فإنه يُلام عليه ويأثم به.
2. وإن كان نقصه بترك تطوع غير واجب فإنه لا يُلام عليه، لا يُلام عليه لوماً يُؤَثم به، وإن كان قد يُقال: يا فلان اجتهد في العمل الصالح، ولهذا قيل لابن عمر في المنام: نعم الرجل لو كان يقوم من الليل وقال النبي عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن عمرو بن العاص: يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل، وهذا لا شك أنه نوع لوم لكنه لومٌ لا إثم به بخلاف من ترك الواجب أو فعل المحرم فإنه يُلام لوماً يأثم به.
إذن نقص الإيمان نقول: على قسمين:
القسم الأول: أن لا يكون للإنسان فيه اختيار فهذا لا لوم عليه فيه، ومثاله: ترك المرأة الصلاة أيام الحيض. ومثاله أيضاً: أن يموت الإنسان صغيراً فإن إيمانه ينقص عمن عُمِّر لأن من عُمِّر زاد إيمانه وزادت أعماله فهذا النقص لا حيلة له ولا يُلام عليه إطلاقاً.
والقسم الثاني: ما كان للإنسان فيه اختيار فهذا إن كان واجباً فهو مُلامٌ آثم وإن كان غير واجب فقد يُلام ولكنه لومٌ لا إثم فيه.
وقول المؤلف: (ينقص بالزلل): الباء هنا للسببية والزلل مصدر زلَّ يزل زللاً وهو مثل الزَّلَق يعني الخروج عن الاعتدال هذا هو الزلل فإن خرج عن الإنسان عن واجبه نقص إيمانه. اه كلامه رحمه الله ...
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[16 - 07 - 10, 07:55 ص]ـ
فإن قيل: ما هو الدليل على نقصه؟
فالجواب على ذلك: أن الدليل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النساء: (ما رأيت من ناقصات عقلٍ ودين) قال: (عقل ودين) هذا دليل ...
الدليل الثاني: دليل عقلي: وهو أنه إذا ثبتت الزيادة ثبت النقص لأنه لا تعقل زيادة إلا بوجود مزيد ومزيد عليه فإذا ثبتت الزيادة بالنص فقد ثبت النقص أيضاً أنه لا يُتصور زيادة إلا بنقص، فمثلاً: قلنا: أن هذا الرجل زاد إيمانه معنى ذلك أنه قال ناقصاً،
فدليل النقص إذن مركبٌ من شيئين:
أولاً: النص على ذلك كما في قوله: (من ناقصات عقلٍ ودين).
الثاني: اللزوم أو التلازم، فإنه لا يمكن وجود زيادة إلا بوجود نقص.
ثم أعلم أن النقص أعني نقص الإيمان على قسمين:
1 - نقصٌ لا حيلة للإنسان،كنقص دين المرأة بترك الصلاة في أيام الحيض فإن هذا لا اختيار لها فيه بل لو قالت: دعوني أصلي حتى لا ينقص إيماني قلنا هذا حرامٌ عليك لو صليت لزاد نقص الإيمان أكثر،
إذن هذا نقص لا حيلة للإنسان فيه فهل يُلام عليه؟ الذي نقص دين أو لا؟ لا يُلام عليه لأن هذا لا اختيار له فيه إطلاقاً فلا لوم عليه،
..
أثبت الشيخ رحمه الله أن هذا الحديث نص في نقص الإيمان وذكر الشيخ رحمه الله في القول المفيد على كتاب التوحيد
3 - زيادة الإيمان ونقصانه؛ لأن القوة زيادة والضعف نقص، وهذا هو القول الصحيح الذي عليه عامة أهل السنة.
وقال بعض أهل السنة: يزيد ولا ينقص; لأن النقص لم يرد في القرآن، قال تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً} 2 وقال تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} 3.
والراجح القول الأول; لأنه من لازم ثبوت الزيادة ثبوت النقص عن الزائد، وعلى هذا يكون القرآن دالا على ثبوت نقص الإيمان بطريق اللزوم، كما أن السنة جاءت به صريحة في قوله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"4 يعني: النساء.
والإيمان يزيد بالكمية والكيفية; فزيادة الأعمال الظاهرة زيادة كمية، وزيادة الأعمال الباطنة كاليقين زيادة كيفية، ولهذا قال إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} 5.
ثم سؤال أخينا محمد عمران:فقد وردت أدلة كثيرة علي أن الإيمان يزيد، لكن أين أدلة نقصان الإيمان؟
¥