تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - الاتفاق على أصل يرجع إليه والأصول المرجعية عند المسلمين الكتاب والسنة 0 ومما يذكر أن الشيعة كتبوا إلى مفتي الديار السعودية سابقا الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى - يطلبون منه أن يعقد معهم مجلسا للحوار فهم الشيخ ألاّ يرد عليهم أصلا، فأشار عليه الشيخ عبدالرزاق عفيفي ألاّ يهمل طلبهم، لأنهم عندئذ سيعتبرون ذلك نوعا من النكول عن المناظرة، وضعف الحجة فالأولى أن يكتب لهم بالموافقة على المناظرة شريطة أن يكون هناك أصل يرجع إليه وأن يكون هذا الأصل هو القرآن الكريم وصحيح البخاري ومسلم، فكتب لهم بذلك فلم يردوا عليه بعد ذلك0

3 - عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل لأن الحوار حينئذن يتحول إلى جدل عقيم لا طائل تحته0

4 - لا تنس التأدب والرفق مع مخالفك ومجادلك، مهما اشتدت مخالفته لك، وليكن غضبك متعلقا بخطئته لا بشخصه، ولتكن قسوتك على خطئه وما به من شر لا على شخصه هو؛ فلعله حريص على الحق الذي أنت حريص عليه، ولكن أخطأ الطريق، وإنما يحتاج إلى هادٍ ومرشد، وليس إلى مقرع ومؤنب، وإذا كانت المحاورة فإياك والصراخ ورفع الصوت، فإن الحبال الصوتية لا تنوب عن الحجة القوية كما يقال0

5 - سبّك أو شتمك للمخالف لا خير فيه، لأنه لا ينفعك ولا ينفعه بل يضرك ويضره، وخير من شتمه وأبلغ أن تقيم الحجة عليه بالدليل وتفحمه به بطريقة سهلة محببة للنفس، فإياك أن تتحمل وزر من تدعوهم وتجادلهم بسبب صرفك لهم عن الحق بأسلوبك الفظ 0

6 - لا تتجاوز الحق إذا جاءك على لسان المخالف بحجة أن دعواه في جملتها باطلة، بل اعترف بالحق وأنكر الباطل، فلن يضرك الاعتراف بالحق، ولا يضر رأيك، ولا يبطل حجتك، بل إنه مما يقويك، ويعظمك في نظر الآخرين بما فيهم المخالف0

7 - ينبغي أن تحترس مما قد يدخل على نفسك من شعور خفي وأنت تجادل المخالف من رغبة في انتصارك عليه حمية لنفسك لا للحق، فيلتبس عليك الأمر، لما تخدعك به نفسك من التظاهر باستصحاب أصل النية المخلصة التي حملتك على المجادلة، فإنك إذا انخدعت بذلك تحولت نيتك لغير الله، وأصبحت تجادل عن نفسك لا عن الحق، وإن لم تشعر فما أحراك بالهزيمة، وما أحرى عملك أن يرد عليك ولو انتصرت، نعوذ بالله من الخذلان في الدنيا ومن الخزي في الآخرة 0

آداب الحوار العلمية:

1 - العلم: والعلم المقصود هنا والذي يشترط في المحاور ليس مطلق العلم بتفاصيل الأمور وأنواع العلوم كلا؛ بل هو العلم المتعلق بموضوع الحوار والذي لا يتم الحوار إلا به0

ومن أنواع هذا العلم: أ- العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجمع النصوص منهما في القضية المطروحة للنقاش0

ب- العلم بما يناقض الرأي المخالف للصواب، وكمعرفة الردود والأجوبة القوية التي يمكن أن تواجه بها الشبهات والاعتراضات0

2 - البدء بالنقاط المشتركة وتحديد مواضع الاتفاق: لا شك أن بين كل اثنين مختلفين حداً مشتركا من النقاط المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان، والمحاور الذكي الناجح هو الذي يستطيع أن يبرز أكثر قدر ممكن من مواطن الاتفاق إذ أن البدء بالأمور المتفق عليها كالمسلمات والبديهيات يقلل الفجوة، ويوثق الصلة بين الطرفين، ويشعر كلا منهما أن الخلافات ضيقة، وهذا له أثره الإيجابي، ومردوده النفسي في الحوار0

وإضافة إلى ما سبق فإن فائدة معرفة النقاط المشتركة تتخلص في أمرين:

أ- تحرير محل النزاع، وتحديد نقطة الخلاف وحجمه0 ب- التدرج وحسن ترتيب القضايا على بعضها0

3 - إن المحاور العاقل الذكي هو الذي يصل إلى هدفه بأقرب طريق، فهو لا يضيع وقته فيما لا فائدة منه ولا علاقة له بأصل موضوع الحوار0

4 - التثبت: إن من أهم مقومات الحوار الناجح أن تراعي فيه الحقائق الثابته، والأدلة الواضحة وأن يقوم على أساس الصدق واليقين، لا على مجرد الوهم والظن والشك0

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير