تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 12:32 ص]ـ

قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 412:

حدثني أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي مُذاكرةً، قال: سمعت الحسن بن علي المقرئ، يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس اللغوي، يقول:

سمعت الأستاذ ابن العميد، يقول: ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة، والوزارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مذاكرةَ سليمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب الجعابي بكثرة حفظه، وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته، وذكاء أهل بغداد حتى ارتفعت أصواتها ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: نا أبو خليفة نا سليمان بن أيوب .. ، ـ وحدث بالحديث ـ فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب!، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يعلو إسنادك فإنك تروي عن أبي خليفة عني!

فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: فوددت في مكاني أن الوزارة، والرئاسة ليتها لم تكن لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث، أو كما قال .. اهـ

صدق، والله هذه اللذة، لا لذة الشهوات والمناصب الزائلة.

قال الإمام إبراهيم بن أدهم: لو علم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. حلية الأولياء 7/ 370.

وقال ابن القيم: حدثني شيخنا [ابن تيمية] قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب: إن مطالعتك، وكلامك في العلم يزيد المرض!، فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك! أليست النفس إذا فرحت، وسرت قويت الطبيعة = فدفعت المرض؟

فقال: بلى.

فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم؛ فتقوى به الطبيعة، فأجد راحة.

فقال: هذا خارج عن علاجنا، أو كما قال.

روضة المحبين ص70، ومفتاح دار السعادة 1/ 250.

ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[10 - 01 - 05, 06:12 ص]ـ

أبا عبدالله:جزاك الله خيراً على هذه الفوائد واللطائف.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 01 - 05, 11:05 م]ـ

قال البرذعي في سؤالاته 2/ 550:

سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليه وسلم في عشر ذي الحجة؟

فأبى أن يقرأه عليّ، وقال لي: فيه كلام أخاف أن لا يصح فلما ألححت عليه، قال: فأخره حتى تخرج العشر، فإني أكره أن أحدث بمثل هذا في العشر، يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر. اهـ

رحمه الله من إمام، أخي الحبيب: قد جاءتنا العشر، فهل سنكف عن الحديث فيما لا ينفع، ونجتهد في اغتنامها قبل أن تفوت، أو نموت.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 01 - 05, 10:02 م]ـ

زاد المعاد 1/ 313:

.. وقال المروذي: من صلى ركعتين بعد المغرب في المسجد يكون عاصيا؟

قال: ما أعرف هذا.

قلت له: يحكى عن أبي ثور أنه قال: هو عاص.

قال: لعله ذهب إلى قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"اجعلوها في بيوتكم". اهـ

رحم الله هذا الإمام انظر كيف يبحث له عن مخرج، وتأويل، ولو كان بعض ( ... ) لبادر بالتخطئة، والتجهيل.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 02 - 05, 11:37 م]ـ

سبب اختلاف الرويات عن الإمام أحمد

قال أبو سفيان المستملي سألتُ أحمد عن مسألة فأجابني فيها،

فلما كان بعد مدة سألته عن تلك المسألة بعينها،

فأجابني بجواب خلاف الجواب الأول،

فقلت له: أنت مثل أبى حنيفة الذي كان يقول في المسألة الأقاويل!

فتغير وجهه، وقال: يا موسى ليس لنا مثل أبي حنيفة، أبو حنيفة كان يقول بالرأي، وأنا أنظر في الحديث، فإذا رأيت ما أحسن، أو أقوى أخذت به، وتركت القول الأول.

المسودة ص470.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 02 - 05, 04:55 م]ـ

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية 21/ 38:

هل البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو داود الطيالسي والدرامي والبزار والدار قطني والبيهقي وابن خزيمة وأبو يعلى الموصلي،

هل كان هؤلاء مجتهدين لم يقلدوا أحدا من الأئمة أم كانوا مقلدين، وهل كان من هؤلاء أحد ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة .. ؟

فأجاب، الحمد لله رب العالمين:

أما البخاري، وأبو داود فإمامان في الفقه من أهل الاجتهاد،

وأما مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو يعلى والبزار ونحوهم؛ فهم على مذهب أهل الحديث ليسوا مقلدين لواحد بعينه من العلماء، ولا هم من الأئمة المجتهدين على الإطلاق، بل هم لا يميلون إلى قول أئمة الحديث كالشافعي وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وأمثالهم.

ومنهم من له اختصاص ببعض الأئمة كاختصاص أبي داود، ونحوه بأحمد بن حنبل، وهم إلى مذاهب أهل الحجاز: كمالك، وأمثاله أميل منهم إلى مذاهب أهل العراق كأبي حنيفة، والثوري، وأما أبو داود الطيالسي فأقدم من هؤلاء كلهم من طبقة يحيى ابن سعيد القطان، ويزيد بن هارون الواسطي، وعبد الله بن داود، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن أدريس، ومعاذ بن معاذ، وحفص بن غياث، وعبد الرحمن بن مهدي، وأمثال هؤلاء من طبقة شيوخ الإمام أحمد، وهؤلاء كلمهم يعظمون السنة والحديث، ومنهم من يميل إلى مذهب العراقيين:كأبي حنيفة، والثوري، ونحوهما كوكيع، ويحيى بن سعيد، ومنهم من يميل إلى مذهب المدنيين مالك، ونحوه: كعبد الرحمن بن مهدي.

وأما البيهقي فكان على مذهب الشافعي منتصرا له في عامة أقواله، والدار قطني هو أيضا يميل إلى مذهب الشافعي، وأئمة السند (1)، والحديث لكن ليس هو في تقليد الشافعي كالبيهقي مع أن البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل، واجتهاد الدارقطني أقوى منه فإنه كان أعلم، وأفقه منه.


هكذا في المطبوع، ولعلها: السنة.
والله أعلم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير