تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:18 م]ـ

قوله تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) (يس: 30) قال الفراء: المعنى: يالها حسرة على العباد. وقال الزجاج: الحسرة أن يركب الإنسان من شدة الندم مالا نهاية له حتى يبقى قلبه حسيرا. وفي المتحسر على العباد قولان:

أحدهما: أنهم يتحسرون على أنفسهم، قال مجاهد والزجاج: استهزاؤهم بالرسل كان حسرة عليهم في الآخرة. وقال أبو العالية: لما عاينوا العذاب قالوا يا حسرتنا على المرسلين كيف لنا بهم الآن حتى نؤمن.

والثاني: أنه تحسر الملائكة على العباد في تكذيبهم الرسل، قاله الضحاك.

وفي لسان العرب لبن منظور رحمه الله

وحَسْرَةً وحَسَراناً، فهو حَسِيرٌ

وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته؛ وقال المرّار:

ما أَنا اليومَ على شيء خَلا،

يا ابْنَة القَيْن، تَوَلَّى بِحَسِرْ

والتَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ. وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل: يا

حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول؛ قال: هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا

قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟ قال:

والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه،

إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام،

وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء، ثم تقول: فعلت كذا، أَلا ترى أَنك

إِذا قلت لمن هو مقبل عليك: يا زيد، ما أَحسن ما صنعت؛ فهو أَوكد من أَن

تقول له: ما أَحسن ما صنعت، بغير نداء؛ وكذلك إِذا قلت للمخاطَب: أَنا أَعجب

مما فعلت، فقد أَفدته أَنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه

أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة، والمعنى يا عجبا

أَقبل فإِنه من أَوقاتك، وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب.

والحَسْرَةُ: أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا

منفعة فيه. وقال عز وجل: فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ؛ أَي حسرة

وتحسراً.

ولا يليق أن يوصف الله بالتوجع ولا بالتحسر لأنها صفات نقص والله منزه عن كل عيب ونقص وموصوف بالكمال المطلق.

وقد أحسن الأخوان أبو عبد الله النجدي ونادر بن سيف الرد بارك الله فيهما.

ـ[نادر بن سيف]ــــــــ[23 - 11 - 04, 07:48 ص]ـ

جاء في طبعة" الرشد" بتحقيق الشيخ اللويحق:

قول الشيخ السعدي: قال الله متوجعا" للعباد

و هذا لا اشكال فيه فانه تفهم معاني الأفعال علي ضوء ما تتعدي به

مثال ذلك: فعل "نظر" اذا عدي بنفسه فمعناه التوقف و الانتظار و اذا عدي بالي فهو المشاهده و الابصار و اذا عدي بفي فهو التفكر و الاعتبار

فأظن و الله أعلم أنه هناك فرق بين "التوجع علي العباد" و "التوجع للعباد"

فيكون "التوجع للعباد" بمعني الترحم لهم أو غير ذلك من المعاني

و أرجو من الاخوه الكرام الافادة

بارك الله في الجميع

ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[25 - 11 - 04, 01:17 ص]ـ

إن كنتُ اخطأت فإني راجعٌ عما أقول .... واستغفر الله ....

أما بالنسبة للأخ الشهري فجزاك الله خيرا ولكن الاخ النجدي عندما قال انها خطأ مطبعي فهي ليست كذلك بسبب ان الطبعة الجديدة و المقابلة على عدة نسخ بينت ان لفظ التوجع هو الصحيح وليس الترحم!!!!

وبالنسبة للأخ نادر فجزاك الله خيرا ايضا وإن ما قلته هو ما اردته أنا؟؟؟!!! فإن اصبت الحق فمن الله وان اخطأت فمن نفسي و من الشيطان واسأل الله المغفرة والله يعلم إني لا أقصد التأويل او انتقاص ذات الله،، والله أعلم ...

ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[10 - 02 - 05, 12:50 ص]ـ

أبشروا .....

جئتكم إن شاء الله بشيء مفيد في هذه المسألة، وهو تفسير أكبر تلامذة الشيخ السعدي وهو العلامة الامام بن عثيمين رحمه الله ولعله يكون الجواب الشافي إن شاء الله،

يقول العلامة بن عثيمين في تفسير سورة يس الطبعة الثانية لعام 2004 لدار الثريا في الصفحة 105: " وقوله: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ) قيل: إن القائل هم المكذبون، وأنهم تحسروا على أنفسهم، وقالوا: يا حسرة على العباد، ثم بينوا السبب كما سيأتي.

وقيل: إن الحسرة من اتباع الرسل، يعني من هذا الرجل و نحوه يتحسر على هؤلاء العباد.

وقيل: إن التحسر من الله عز و جل، لكن ليس معناه أنه يتصف به، بل المعنى أنه يبين حسرة العباد على أنفسهم، يقول: يا حسرة واقعة على العباد، فتكون (على) قريبة من معنى (من) يعني أن الله تعالى يبين أن هؤلاء العباد المكذبين سوف يتحسرون على تكذيبهم و هذا أقرب إلى السياق لقوله: (إن كانت إلا صيحة و احدة فإذا هم خامدون ((25)) يا حسرة على العباد) فالكلام كلام الله عز و جل، لكن لما كان التحسر ندما و ألما صار الله تعالى منزها عنه، فوجب أن يكون المراد: يا حسرة واقعة عليهم، أي: ما أشد تحسر العباد على ما فعلوا من التكذيب للرسل كما نبينه آخر الآية.

ثم أكمل رحمه الله تفسير الآية ثم ذكر لها فوائد و منها:

3 - و من فوائد الآية الكريمة: إثبات عدل الله عز و جل و هو أنه لا يؤخذ أحدا إلا بذنبه لقوله: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون) فلن يعاقب الله أحدا إلا بذنب، بل إنه عز وجل قد يعفو عن الذنب إذا كان دون الشرك (إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشآء).

و لمزيد الفائدة راجع الكتاب

رحم الله هذا العالم رحمة واسعة .....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير