تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[همام بن همام]ــــــــ[10 - 02 - 05, 06:09 ص]ـ

لعل الصواب في ذلك أن كلام الشيخ لا غبر عليه؛ إذ أن الشيخ يخبر عن الله جل وعلا، ومعلوم أن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء والصفات.

وبيان ذلك أن معنى متوجعا للعباد، أي يتوجع لهم، وإذا رجعنا إلى معنى هذا التركيب في لسان العرب لابن منظور نجده يقول:"وتوجَّعَ له مما نزل به: رَثى له من مكروه نازل". وكذا في القاموس المحيط وغيره.

ثم إذا رجعنا إلى معنى تركيب " رثى له" نجد ابن منظور يقول:"ورَثَيْتُ له: رَحِمْتُهُ" وكذا في القاموس المحيط.

فانتظم أن معنى توجع له "رحمه" والله أعلم وأرحم.

ـ[أبو غازي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 07:07 ص]ـ

جزاكم الله خيراً.

وبارك الله فيك أخي همام.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:17 م]ـ

وجدت أن هذا المعنى في الآية مما يطعن به بعض النصارى من القساوسة وغيرهم على القرآن، ووجدت ردا على واحد منهم وهو (منيس عبد النور) ورأيت نقله هنا للفائدة والمباحثة.

وأقترح تغيير عنوان الموضوع ليذكر فيه الآية الكريمة بما ترونه مناسباً.

((

و قد حاول القس بائساً تمرير تجديفات الكتاب المقدس على الله باستشهاد باطل بآيات القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فزعم أن قوله تعالى ((يا حسرةً على العباد)) تعنى تحسر الله و ندمه (تعالى الله عما يقولون).

و قد وضع عبد النور نفسه في ورطة فالقرآن الكريم لم ينسب لله تعالى صفة الندم قط.

و قوله سبحانه "يا حسرة على العباد" لم يفسرها أحد من سلف الأمة و علماءها بأنها ندم الله , و لم تقل الآية " يا حسرتي " أو " يا حسرة الله " بل جاء اللفظ مطلق له محامله الصحيحة , و لو توقف الفقراء الخابطين في أمر اللغة أمثال عبد النور عن الحديث فيما يجهلون لأراحوا و استراحوا.

فعن ابن عباس قال: يا حسرة على العباد أي يا ويل العباد.

و قال قتادة: أي يا حسرة العباد على أنفسهم على ما ضيعت من أمر الله و فرطت في جنب الله.

و عن مجاهد: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل.

و قال الإمام ابن كثير: و معنى هذا يا حسرتهم و ندامتهم يوم القيامة إذ عاينوا العذاب كيف كذبوا رسل الله و خالفوا أمره.

و قال ابن جرير مثله.

و نقل عن بعض أهل العربية قولهم: معنى ذلك يا لها من حسرة على العباد بذنبهم , و جاز أن يكون ذلك من باب الإضافة إلى الفاعل فيكون العباد فاعلين فهو كقول " يا قيام زيد ".

ويظهر ذلك المعنى بوضوح في سائر آيات القرآن العظيم كقوله تعالى ((كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم و ما هم بخارجين من النار)) و قوله سبحانه ((إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله, فسينفقونها ثم تكون (عليهم حسرةً) ثم يُغلبون, و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون)) و يقول تعالى عن القرآن ((و انه لحسرة على الكافرين)) , و يقول عن يوم القيامة ((و أنذرهم يوم الحسرة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين)) و كقوله تعالى ((أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين)) , و كذلك في قوله تعالى ((فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) فالأسف محرك يستعمل في لغة العرب بمعنى شدة الحزن و بمعنى شدة الغضب و هو المراد في الآية و الانتقام مكافأة بالعقوبة فيكون المعنى (فلما أسخطونا بأعمالهم السيئة عاقبهم الله تعالى).

قال الإمام ابن كثير: ((عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا: آسَفُونَا أَسْخَطُونَا، وَقَالَ الضَّحَّاك عَنْهُ:أَغْضَبُونَا وَهَكَذَا قَالَ اِبْن عَبَّاس أَيْضًا وَمُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ)) و عَنْ طَارِق بْن شِهَاب قَال َ "كُنْت عِنْد عَبْد اللَّه رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْده مَوْت الْفَجْأَة فَقَالَ تَخْفِيف عَلَى الْمُؤْمِن وَحَسْرَة عَلَى الْكَافِر ثُمَّ قَرَأَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)، وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز رَضِيَ اللَّه عَنْهُ "وَجَدْت النِّقْمَة مَعَ الْغَفْلَة يَعْنِي قَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى (فَلَمَّا آسَفُونَا اِنْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ).

و قد أمر الله تعالى نبيه الكريم (صلى الله عليه و سلم) بعدم التحسر أو التأسف على الكافرين و ما ينتظرهم من مصير و جعل عمدة ذلك العلم و الإيمان بأسماء الله و صفاته , فيطمئن بأنه لن يهلك هالك إلا عن بينة و أن الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة و لكن الناس أنفسهم يظلمون ,وأنه سبحانه علام الغيوب يضل الفاسقين بحق و يهدى إليه من أناب و هو الحكيم العليم فقال عز و جل ((فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ إن الله عليم بما يصنعون)).

و المتأمل في الآيات الحكيمات من سورة البقرة يدرك أن علم الله و حكمته الأزليان أكبر و أعظم من إدراك المخلوقات فقال تعالى ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة , قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك, قال إني أعلم ما لا تعلمون)) فالله لا يتحسر و لا يكون شيئاً إلا بعلمه و إذنه تعالى فيجب على من يقدم على تفسير آيات الله أن يعود للقرآن و السنة و قول سلف الأمة لا أن يقول بأهوائه و جهالاته.

))

http://www.aljame3.com/modules.php?name=News&file=article&sid=94

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير