ـ[أبو صفوت]ــــــــ[11 - 02 - 05, 09:30 ص]ـ
· وأما حديث عمر:
فرواه عمارة بن غزية واختلف عليه:
فرواه إسماعيل بن عياش عنه عن أنس عن عمر عن رسول الله e
( ابن ماجة 1/ 261 ح 798، شعب الإيمان 3/ 62 ح 2876)
وخالفه يحيى بن أيوب فرواه عن عمارة عن رجل عن أنس به (علل الدارقطني 2/ 118)
فأما رواية إسماعيل فقد اجتمع فيها علتان:
الأولى: أن عمارة بن غزية روايته عن أنس مرسلة فهو لم يلقه ولم يسمع منه. ()
الثانية: إن إسماعيل روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه من روايته عن مدني.
وأما رواية يحيى بن أيوب فعلتها الجهالة.
· وأما حديث ابن عباس:
فقد أخرجه القضاعي في مسند الشهاب قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن علي الأذني ثنا علي بن الحسن الأذني قال قال الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الإمام بأنطاكية ثنا عامر بن سيار ثنا سوار بن مصعب عن ثابت عن مقسم
عن ابن عباس قال: قال رسول الله e
" من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه كأنه يريد بذلك من يحضر العشاء والفجر في جماعة ومن حضرهما أربعين يوما يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق " مسند الشهاب (1/ 285)
.وآفته سوار بن مصعب وهو متروك الحديث () تركه أحمد وأبو حاتم وضعفه البخاري وابن معين وغيرهم، وجرحوه بجرح شديد. فهو ممن لا تقوم به الحجة
والراوي عنه عامر بن سيار وهو مجهول كما قال أبو حاتم ()
فظهر أن هذا الحديث سنده واه جدا لا يصلح مثله في الشواهد.
· وأما حديث أبي هريرة:
فقد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان قال: أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبوداود ثنا محمد بن أبي حميد عن أبي عبد الله القراظ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله e " لا يحافظ المنافق أربعين ليلة على صلاة العشاء الآخرة ". يعني في جماعة (شعب الإيمان 3/ 61 / 2871)
وآفته محمد بن أبي حميد ويقال اسمه حماد
قال البخاري وأبو حاتم والساجي وابن معين في رواية: منكر الحديث.
وقال أحمد: أحاديثه مناكير. وقال أبوزرعة: ضعيف الحديث
وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن حبان: لا يحتج به.
وقال ابن عدي: وضعفه يبين على ما يرويه. وذكره يعقوب بن سفيان في باب (من يرغب في الرواية عنهم). وقال الجوزجاني: واهي الحديث ضعيف ().
· وأما حديث أبي كاهل:
فأخرجه الطبراني في معجمه قال: حدثنا الحسن بن علي العمري ثنا علي بن المديني ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن
أبي منظور عن أبي معاذ عن أبي كاهل قال: قال رسول الله e فذكر حديثا طويلا وفيه " اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى أربعين يوما وأربعين ليلة في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كان حقا على الله أن يكتب له براءة من النار "
فهذا الحديث أمارات الكذب والوضع عليه بادية
قال الذهبي " الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن أبي منظور بسند مظلم والمتن باطل رواه عنه يونس بن محمد المؤدب.
قال العقيلي: فيه نظر، ثم ساق العقيلي حديثه بطوله عن ابن شعيب عن أبي منظور عن أبي معاذ عن أبي كاهل قال رسول الله يا أبا كاهل ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه .............. " الحديث. انتهى. ()
§ اضطراب وقع في ألفاظ الحديث:
بالنظر في روايات هذا الحديث وطرقه نجد أن هناك اضطرابا شديدا في ألفاظه
ü فمرة جاء هذا الحديث مقيدا بإدراك التكبيرة الأولى. " الترمذي، وابن الأعرابي، والبيهقي في الشعب ح 2872 "
ü ومرة بإدراك التكبيرة الأولى من صلاة الغداة. " تاريخ بحشل صـ 62 "
ü ومرة بصلاة الغداة مع الإمام أربعين صباحا " تاريخ بحشل صـ 62 "
ü ومرة بعدم فوات الركعة الأولى من صلاة الظهر " شعب الإيمان 2876 "
ü ومرة بصلاة الغداة والعشاء في جماعة بدون تقييد بأربعين يوما أوليلة " شعب الإيمان 2875 "
ü ومرة بإدراك الركعة الأولى " عبد الرزاق، والدولابي في الكنى، والبيهقي في الشعب 2874 "
ü ومرة بصلاة الجماعة بدون تعرض لإدراك التكبيرة الأولى " الترغيب في فضائل الأعمال ح 61 وشعب الإيمان ح 2874 "
ü ومرة بالصلاة في مسجد النبي e " مسند أحمد، والمعجم الأوسط ح 5444 "
ü ومرة بالصلاة في مسجد في جماعة بدون ذكر المسجد النبوي " شعب الإيمان 2876 "
ü ومرة أربعين يوما وأربعين ليلة. فيكون المجموع في هذه الرواية ثمانين لو جعلنا الواو للمغايرة، بخلاف غيرها من الروايات التي جاء فيها أربعين يوما أو أربعين ليلة " المعجم الكبير 928 "
فأنت ترى كل هذه الاضطرابات في متن الحديث وقد بلغت عشرة ولو تأمل متأمل في طرق الحديث لربما زاد عليها فهذه علة قوية وهي وحدها كافية في ثبوت ضعف هذا الحديث تضاف إلى العلل الأخرى في هذا الحديث
§ قد يعل الحديث بنكارة في متنه:
نص الحديث على أن من أدرك التكبيرة الأولى أربعين يوما كتبت له براءة من النفاق وبراءة من النار
فيلزم منه بمفهوم المخالفة:
o أن من أدرك التكبيرة الأولى مدة أقل من أربعين كان منافقا أو فيه خصلة من النفاق، وفي هذا - والله أعلم - مبالغة ظاهرة، ووصف المسلمين بوصف أشد من الكفر لمجرد أن الواحد منهم لم يدرك التكبيرة الأولى أربعين يوما () فهذا مما قد يستنكر به الحديث. والله أعلم
فهذا الحديث قد اجتمع فيه عدة علل:
1. ضعف أسانيده كلها والاختلاف فيها بين الرفع والوقف.
2. تفرد من لا يحتمل تفرده بغالب أسانيده
3. إبدال راو براو آخر
4. اضطراب في أسانيد الحديث
5. اضطراب ألفاظ الحديث وتدافعها.
وهذه كلها علل كل واحدة منها كافية في سقوط الحديث ووهائه.
فالحديث لا يصح لا موقوفا ولا مرفوعا. والله أعلم
¥