والذي جعله من أحاديث الصفات أثبت به صفة الذراع لله عز وجل، لكن دون تشبيه ولا تجسيم، كما أثبت السلف صفة الوجه واليدين. ولم يروا أن في الحديث ما يدعو إلى تحديد الذراع، كما لم يُفض الاستواء على العرش إلى التحديد، وهذا ما صرّح به أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات (1/ 204 - 205).
ومَنْ فهم معنى هذا الحديث على ما ذكره الفرّاء، لا يكون في إثباته في هذه الصفة محذوراً؛ لأنه لم يؤدِّ به الإثبات إلى التشبه، وهذا هو ما فرّ منه المؤولون، الذين تأولوا الحديث لكي لا يكون من أحاديث الصفات أصلاً.
أما من لم يفهم من الحديث ذلك، فيلزمه إمّا تفويض المعنى (وليس هو من مناهج السلف)، أو أن يتأوّل الحديث.
وقد تأوّله ابن قتيبة بقوله: " ونحن نقول: إن لهذا الحديث مخرجاً حسناً، إن كان النبي – صلى الله عليه وسلم- أراده، وهو أن يكون الجبار –ههنا- الملِك، قال الله –تبارك وتعالى- " وما أنت عليهم بجبار" ق:45 أي بملك مُسلَّط، والجبابرة الملوك، وهذا كما يقول الناس، هو كذا وكذا ذراعاً بذراع الملك، يريدون: بالذراع الأكبر، وأحسبه ملكاً من ملوك العجم، كان تامّ الذراع، فنُسب إليه".
ووافقه على ذلك الأزهري في (تهذيب اللغة)، كما سبق.
وقد افتتح الأزهري مادّة (جبر) بقوله: قال الله عز وجل" إن فيها قوماً جبارين" [المائدة:22]. قال أبو الحسن اللحياني: أراد الطول والقُوَّة والعِظَم، والله أعلم بذلك، قلت: كأنه ذهب به إلى الجبّار من النخيل، وهو الطويل الذي فات يد المتناول، يقال: رجلٌ جبار إذا كان طويلاً عظيماً قويَّاً، تشبيهاً بالجبار من النخيل".
وقد يستغرب هذا التأويل من لم يكن عارفاً بلغة العرب، ولعدم استخدام الجبار لدينا بالمعنى الذي ذكره الأزهري، لكن من عرف الجبار في لغة العرب يدل على ذلك المعنى، ولم يُسلَّط عُرْفَه اللغوي على العرف اللغوي الذي كان في زمن النبي – صلى الله عليه وسلم- لم يستغرب ذلك المعنى، خاصة مع قول ابن فارس في كتابه: مقاييس اللغة (1/ 501): " الجيم والباء والراء: أصلٌ واحد، وهو جنسٌ من العظمة والعُلُوّ والاستقامة، فالجبّار: الذي طال وفات اليد، يُقال: فرس جبّار، ونخلةٌ جبّارة .. ".
وقال القَطامي (في ديوانه 351):
ومن يَنْزِعْ أرومتَه لأُخرى فذاك لثابتِ الأصل اعْتِقَارُ
كما الزيتونُ لا يَمَّازُ نَخْلاً ولا الجَبّارُ تُبْدَلُهُ صُحَارُ
يقول: من ترك أصله وانتسب لغير أصله، فهذا لمن كان صحيح النسب مذلّة. كما أن شجر الزيتون لا يُمكن أن يفارق شجرة الزيتون إلى النخل، والنَّخل الطوال (وهي الجبّار، لا تستبدلها صُحَار بغيرها، وصُحَار بلدٌ بعُمَان مشهورة بكثرة النخيل.
وعلى هذا يكون قول النبي – صلى الله عليه وسلم-: "بذراع الجبار" يعْني: بذراع الطويل الفائت الطول.
وهذا أقوى ما يظهر لي من معناه، وهو ظاهرٌ لا إشكال فيه. والله أعلم
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=70199
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 06 - 05, 05:07 م]ـ
(هذا الحديث غريب تفرد به شيبان عن الأعمش
وقد أشار الى غرابته الترمذي
والبخاري لم يخرج شيئا لشيبان عن الأعمش
ومسلم خرج له بضع احاديث في المتابعات
وفي علل ابن أبي حاتم
(سمعت أبي وذكر حديث صفوان عن الوليد عن شيبان عن الاعمش عن ابي صالح عن أبي هريرة عن النبي قال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد وفيه وان استنفرتم فانفروا قال أبي هذا خطأ قال ابي كان صفوان ربما يرويه فيقول عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويرويه شيبان فيضطرب فيه مرة يقول عن ابن عباس واحيانا يقول
عن ابي هريرة عن النبي والصحيح انما هو عن الاعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس عن النبي قال ابي ويظن قوم ان حديث الوليد غريب
-----
سألت أبي عن حديث ورواه الوليد عن شيبان عن الاعمش عن أبي صالح عن ابن عباس قال قال النبي لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استنفرتم فانفروا قال أبي هذا وهم انما هو الاعمش عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
)
هذا في غير هذا الحديث
وما جاء عن يحيى بن معين
(وقال عثمان بن سعيد الدارمي قلت ليحيى بن معين فشيبان ما حاله في الأعمش فقال ثقة في كل شيء)
¥