تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابو مسهر]ــــــــ[26 - 11 - 05, 08:59 م]ـ

تعال الى مجلس علم

بعدما تقدم اود ان اتحدث معكم باسلوب الدرس والبحث كما يتحدث الطالب الى الطالب او العالم مع العالم بعيدا عن التشنيع والحمية والاستعداء انما هو حديث طالب علم راغب في الحقيقة الى مثله فاقول

أولا: مصدر الاحكام هو كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكتاب الله فيه المجمل والمفصل والمبين والعام والخاص والناسخ والمنسوخ الخ والمرجع في بيان مبهمه وتفصيل مجمله وتخصيص عامه وبيان ناسخه ومنسوخه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنته القولية او الفعلية او الاقرارية لقوله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس مانزل اليهم وقد تتبع ذلك المجتهدون والعلماء الدارسون المختصون مدى القرون حتى اتضحت الاحكام وزال كل لبس

ثانيا: فرض الحج بعد الهجرة في سنة ست منها وقيل سنة تسع وصحح ابن القيم رحمه الله انه فرض في السنة التاسعة بقوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا

وكان الحج معروفا عند العرب يخلطون فيه الشرك بالتوحيد ويطوفون عراة ذكورا واناثا فلم يكن ذلك هو الذي اراده الاسلام من الحج المفروض فكان لا بد من بيان ما اراده الله من هذا المنسك العظيم وبيانه بالقول فقط قد يطول ويشق على الناس الاحاطة به فكان لابد ان يصحب القول عمل والى هذا ارشد رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه بقوله في حجة الوداع وهي الاولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم والاخيرة بقوله خذوا عني مناسككم وكان معه في هذه الحجة اكثر من مئة الف اذانهم مفتوحة واعينهم مبصرة وقلوبهم واعية ينطبع في نفوسهم ومخيلاتهم كل ما يرون او يسمعون او يعقلون حريصين الا يفوتهم شيئ ليكون نقلهم صحيحا وبامانة كاملة فنقلوا منهم المطيل في الوصف ومنهم المختصر ومنهم المقل ومنهم المكثر وبلغوا كل ذلك عن نبيهم وبلغوا كل ذلك عن نبيهم واخذ عنهم العلماء ما ورثوه فحفظوا منه وحافظوا عليه وحموه من الكذب والتزوير والدس والوضع والتحريف فكانت من ذلك ثروة علمية جليلة هي ما نجده في كتب المحدثين والشارحين والفقهاء المجتهدين رضوان الله عنهم اجمعين

ثالثا: من اركان الحج الاحرام وهو بداية الحاج في اداء منسكه والدخول في العبادة كالاحرام بالصلاة والدخول فيها وانما يكون ذلك بنية تصحب قولا وعملا والنية ركن في كل عبادة ولا بد للحاج – كلمعتمر- ان يعرف من الاوقات ما يصلح للدخول في هذه العبادة وما لا وان يعرف المكان الذي يصح ان يبتدئ فيه وما لا والقول الذي يقوله والفعل الذي يفعله الخ

وكل هذا يحتاج الى بيان من صاحب الشريعة يؤخذ عنه ولا يكون بمجرد الراي والهوىولما كان الحج للحاضر والبادي لاوالمقيم والمسافر ولما كان لا يتم الا بالوجود في بيت الله الحرام وما حوله من منى ومزدلفة وعرفات ياتي اليهن الحجاج من كل ضامر ياتين من كل فج عميقبين لهم الرسول صلى الله عليه وسلم اكمل بيان من اين يحرم كل ات الى الحج ولم يترك حيرة لمحتار يعلم ويفقه الكلام

رابعا: بين رسو ل الله صلى الله عليه وسلم لامته الميقات المكاني حيث يشرعون في مناسكهم وما كان له ان يتركهم في عماية وقد جاء هذا البيان في احاديث منها

1 حديث عائشة رضي الله عنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم وقت لاهل المدينة ذا الحليفة ولاهل الشام ومصر الجحفة ولاهل العراق ذات عرق ولاهل اليمن يلملم وهو حديث صحيح عند اهل الصناعة كما حققه ابن حزم رحمه الله وخرجه من الائمة احمد وابوداود والنسائي

2 ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال

وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل المدينةذا الحليفة ولاهل الشام الجحفة ولاهل نجد قرن المنازل ولاهل اليمن يلملم فهن لهن ولمن اتى عليهن من غير اهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمهله من اهله وكذلك حتى اهل مكة يهلون منها وهو حديث متفق على صحته ويلاحظ انه لم يرد في حديث عائشة ذكر ميقات اهل نجد ولكن ورد فيه ميقات اهل العراق وهوذات عرق ولم يرد في حديث ابن عباس ذكر ميقات اهل العراق ولكن ورد فيه ذكر ميقات اهل نجد وهو قرن المنازل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير