تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا بالنسبة للافراد ممكن ولكن بالنسبة الى جماعة كبرى فيها الشيوخ والعجائز والمرضى بسلس عسير والوضوء في الطائرة من جماعة قد تزيد على 200 يمكن ان يعرض حياتهم الى خطر محقق باختلال التوازن والتزاحم وبحصول البلل في بيت الماء فلو تسربت المياه الى اسلاكها الكهربائية لكان في ذلك خطر على حياة الجميع وملاحوا الطائرات ينبهون الى ذلك ويشمئزون ان راو بللا او ازدحاما

ثالثها: ان الطائرة تسير في الجو بسرعة فائقة قد تزيد على 900 كلم في الساعة ولا تقل عن 300 كلم في الساعة لهذا فقد يعسر تحديد وصولها فوق الميقات بالضبط او محاذاة ذلك ثم هي لا تبقى فوقه وفي مجاله سوى دقائق معدودة فان عمالة الجحفة لا تزيد على 15 كلم كما ذكروا فاذا فرضنا انها تسير بسرعة 900كلم فانها ستبقى فوق الجحفة دقيقة واحدة فقط وهي لا تكفي للاعلام والاستعداد فان احرم قبلها لم يوافق ما ورد عن الشارع وان تجاوزها وقع في محذور التجاوز ولم يحقق المراد

رابعها: ان الاحرام عبارة عن نية الدخول في النسك يصحبها قول وعمل كالصلاة ثم الشروع في التلبية وهو في مصلاه كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فليس هو النية وحدها وراكب الطائرة غير مستطيع لعمل اكثرها بيسر واسقاط ذلك عنه لا يجعله قد حقق الاحرام كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله عنهم وقد علمنا ان المصلي اذا سهى عن ثلاث سنن مؤكدة في صلاته ولم يجبرها بسجود طولب باعادة الصلاة فالاحرام في الطائرة لا محالة ناقص عن الاحرام بالنزول في البر حيث ياتي به على اكمل وجوهه وهل يتحقق الخشوع المطلوب في الصلاة خصوصا وهومقبل على الاهلال بركن عظيم من اركان الدين فلِم يُخل بذلك وله وجه صحيح يؤديه عليه على وجهه بتأخير وهو الضرورة والضرورات تبيح المحضورات؟

خامسها: ان القول بتاخير الاحرام حتى النزول الى البر هو مذهب امامنا مالك بن انس به وردت عنه الرواية الصحيحة مرة ليس معه غيره ومرة اباح مجرد اباحة ان يحرم بالمحاذاة ولا حرج فان اخر فهو الاصل ونحن قد اقتنعنا بقول الامام واتبعناه عن فهم واقتناع وافتينا به من سألنا من المالكية وبينا لهم قول امام مذهبهم فمن يلومنا على هذا؟

وكيف ياتينا امام الحمام يؤلب علينا الدنيا ويصر على وجوب رجوعنا الى قول غير معتمد في المذهب بشهادة أئمته وهل هو افقه من الدسوقي والصعيدي وغيرهما

لهذه الامور كلها فانا نرجح ان يؤخر راكبوا الطائرة وقت احرامهم حتى ينزلوا الى البر من الطائرة ويطمئنوا فوق الارض ويتمكنوا من الاتيان باحرامهم على اكمل وجوهه مغتسلين متجردين مصلين بركوع وسجود خاشعين خاضعين مهلين ملبين حامدين الله الذي شرح صدورهم للاسلام وماجعل عليهم في الدين من حرج

الحجاج يحرمون من " القرين" بعد مسيرة ليلة كاملة من جدة

وليسوا بدعا في هذا التاخير فقد كان اسلافهم كذلك يفعلون وقد ذكر ابن جبير في رحلته انه وجماعته نزلوا بجدة ثم ساروا منها متوجهين الى مكة فانتهوا من بعد مسير ليلة كاملة الى مكان يدعى القرين عند مطلع الشمس فاحرموا منه قال:_ في عشي يوم الثلثاء الحادي عشر من الشهر المذكور كان اتصالنا من جدة ... واسرينا تلك الليلة الى ان وصلنا "القرين" مع طلوع

الشمس وهذا الموضع هو منزل الحاج ومحط رحالهم ومنه يحرمون وبه يريحون اليوم الذي يصبحون فاذا كان في عشية رفعوا واسروا ليلتهم وصبحوا الحرم الشريف زاده الله تشريفاوتعظيما الصادرون من الحج ينزلون به ايضا ويسرون منه الى جدة وبهذا الموضع المذكور بئر معينة عذبة والحجاج بسببها لا يحتاجون الى تزود الماء غير ليلة اسرائهم اليه فاقمنا بياض يوم الاربعاء المذكور مريحين بالقرين فلما حان العشي رحنا محرمين بعمرة1

ونحن لا نقول ان القرين من المواقيت التي حددها الرسول صلى الله عليه وسلم بالتعيينفهذه معلومة معروفة ولكن ميقات من لم يمر باحدها مكان نزوله وقال بعض العلماء يحرم على مرحلتين من مكة وقال بعضهم يحرم من حيث انشا الحج والعمرة

وعلى هذا القول الاخير يصح قول ابن جبير فانهم احرموا بعد ان لم يبق بينهم وبين الحرم سوى مسيرة مرحلة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير