وقد وقف الدكتور بقوله يفوت به فضائل كثيرة كالغسل وصلاة الركعتين وكراهية الوضوء في بيت الخلاء فقال بان هذه لا تختص بركاب الطائرة وحدهم وانها تتصور في الحجيج الذي نزل من الطائرة في جدة كيف يكون الوضع الذي هم فيه ان النسبة الكبرى منهم لا يتمكنون لا من الاغتسال ولا من الوضوء وهذا قول عجيب يبرر تقصير المقصرين ويقيص عليه
فالذي نعرفه ان مدينة الحجاج في مطار جدة القديم فيها كل المرافق لاقامة الحجاج وفيها الكميات الهائلة من المياه الدافقة من الحنفيات وفيها المياه توزع مجانا او تشترى وعلى الحاج ان يضمن ذلك لنفسه ليحرم احراما صحيحا ويمكنه ان يشرع في الاحرام من احد المساجد الكثيرة
فهو في سعة كاملة وحرية تامة يكيف امره كيفما شاء فتسوية الضيق والحرج في الطائرة بمثله في جدة او غيرها ابتعاد عن الصواب واغراق في الجدال ووجود الحرج في بقية المواقيت ورفعه الى درجة ما يكون عليه امر الحاج في الطائرة قول غير صواب فان كل حاج يكون قبل الميقات او عندما ينزل به مستعدا بما يلزمه واما قوله ربما كانت الطائرة فعلا اسهلل للاحرام من غيرها فلا يمكن ان يوصف باقل من مكابرة! هذا ما قاله
أما جوابه عن كراهية الوضوء في بيت الخلاء وتسليمه لذلك ثم دفع الكراهية بان اكثر البيوت الحديثة مع كل اسف صممت على هذا النحو
فنحن نقول ان الوضوء في بيت الخلاء بالطائرة متعذر بالنسبة الى جماعة قد يزيد عددها على 200 حاج فلو خصصنا لكل حاج منهم 5 دقائق للزمهم لاتمام وضوئهم 1000دقيقة اي اكثر من 16 ساعة بحيث يمر منهم 12 حاجا كل ساعة زيادة عما يتعرضله الطائرة من خطر تحركاتهم
وازدحامهم وهناك خطر مميت وهو احتمال كثرة البلل والتلوث وتسربه الى الاسلاك الكهربائية مما يعرض حياتهم للاخطار
وقد شاهدت ذات مرة بعض الربابنة الفرنسيين تكاد انفسهم تزهق من مشاهدة بعض الاخطار في طائرة اير فرنس المكتراة وهم اعرف الناس باخطار الجو
فلماذا يغمض سيادة الدكتور عينه عن كل هذا ويتلفت الى سبب هزيل هو كراهية الوضوء في بيت الخلااء مما ذكره الفقهاء واقتصروا عليه خوف التلوث بالنجاسة؟ لماذا لا تكرهه لخوف الهلاك المبين؟ واستحالة التنفيذ فمتى يتم هذا العدد للوضوء
ثامنا
ويناقش الدكتور ما نسبه لشيخ علماء المغرب ان الاحرام من المنزل او من المطار فيه مشقة عظيمة وربما اضر بضعاف البنية زيادة على ان الاحرام قبل الميقات مكروه عند الامام مالك بقوله ان ضعاف البنية لهم في شرع الله سعة خارج الميقات وداخله فلِم لا ندعهم يحتاطون لدينهم
ونحن نقول ان الاحرام قبل الميقات ومن المنزل او من مطار الاقلاع منهي عنه منكر من الخلفاء الراشدين غضب عمر وعثمان على من فعله من الصحابة وعدوه من التغرير بالنسك وهوان عند فاعله وقد امر الله بتعظيم حرماته ونهى امامنا مالك عن زيادة اميال بالاحرام من الحرم النبوي قبل ذي الحليفة وقال لمن اراد ذلك اني اخشى عليك الفتنة وتلا عليه قوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره فتنة او يصيبهم عذاب اليم" وبعض الائمة كالظاهرية يحكمون بانه اذا احرم من قبل الميقات وجب عليه ان يجدد الاحرام اذا وصل الى ميقاته فان لم يفعل فلا حج له ولا عمرة
واذا كان ياسيد الدكاترة لا يعتد بقول الامام مالك ولا بقول امثاله فهل لا يعتد بقول عمر وغضبه على عمران بن حصين قاضيه ولا بقول عثمان وغضبه على قائد جيوش الفتح عبد الله بن عامر؟ اذا كان لا يعتد بقول هؤلاء فهل يلتفت احد الى اختيارك انت؟
تنبيه ابو مسهر: الدكتور قال فلا الامام مالك ولا غيره ممن يعتد بقولهم قالو بعدم صحته اي الاحرام قبل الميقات مع انهم حكموا عليه بالكراهة فكأن الشيخ حماني رحمه الله سقطت من ذهنه جملة قالوا بعدم صحته فثار ولو عاود قراءة ماكتبه الدكتور فلن يبصرها ولو كتبها بخط يده لانها عادة في المغاربة والله اعلم وانظر تقديم العبادة قبل وجوبها
وليس بمسلم لك قولك اما الذين يحرمون قبل الميقات لانه لا يتسنى لهم الاحرام من الميقات تماما " فمن الذي لا يتسنى له الاحرام من الميقات تماما؟ ولماذا لا يتسنى له؟ ان كان من اهله احرم منه وان لم يكن من اهله ولا مر به لانه دونه احرم من داره واما اذا كان من ورائه وقبله ولم يمر به بل حاذاه فهو امر رابع تقدم الكلام عليه واختلاف العلماء فيه
¥