7 - و أخرجه ابن حبان في ٌ المجروحين ٌ (1/ 164) من طريق أحمد بن الحسن بن أبان المصري عن أبي عاصم عن سفيان و شعبة –كذا- عن سلمة بن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة
و قال: ٌ ما حدث بهذا سلمة بن كهيل قط و لا أبو سلمة و لا أبو هريرة ٌ
أورده في ترجمة أحمد بن الحسين بن أبان و قال: ٌ كذاب دجال من الدجاجلة يضع عن الثقات وضعا لا يجوز الإحتجاج به بحال ٌ
و قال ابن عدي كان يسرق الحديث و قال الدارقطني كذاب و عد الذهبي هذا الحديث من بلاياه
ثم اعلم –رحمك الله- أن سبب إيرادي لهذا الحديث هنا هو أني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية يضعفه في ٌ الإستقامة ٌ (1/ 195) بقوله:
ٌ كما يروون في الحديث الذي رواه ابن عساكر مرسلا و روي مسندا من وجه ضعيف لا يثبت ٌ
و أنت ترى أن المرسل من طرقه ليس عند ابن عساكر بل عند غيره كما مر و قد جعل صاحب القصة ٌ حارثة بن سراقة ٌ و هو وهم منه رحمه الله إنما هو ٌ الحارث بن مالك الأنصاري ٌ كما اتفقت عليه المصادر السالفة و قد مر بك انتقاد البيهقي لأحد رواته –يوسف بن عطية- الذي خبط فيه – حسب قوله – بين ٌ الحارث ٌ و ٌ حارثة ٌ هذا من جهة
و من جهة أخرى قول محقق ٌ الإستقامة ٌ:
ٌ لم أجد هذا الحديث إلا في أسد الغابة لابن الأثير ..... كما وجدت الحديث في مسند أنس من الجامع الكبير ... و ذكر السيوطي أن الحديث قد أورده ابن عساكر في تاريخه ٌ
و التخريج السابق للحديث دليل واضح عن معنى التحقيق العلمي المنتشر بكثرة اليوم لا سيما إذا علمت أن الطبعة المعنية هي طبعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و مع المحقق لجنة علمية ٌ يدربها على التحقيق و يستعين بها عليه ٌ كما قال (1/ 28) و هي مكونة من عدة أسماء ذكرهم هناك
و لو كان المحقق المذكور قد فتش ٌ الجامع الكبير ٌ للسيوطي فقط و الذي يعده من مراجعه في التحقيق لوجده قد ذكر الحديث في ٌ مسند الحارث بن مالك الأنصاري ٌ منه (14/ 268) و لوجده عزاه لـ (طب و أبو نعيم) أي الطبراني في ٌ الكبير ٌ و أبو نعيم في ٌ الحلية ٌ كما هو اصطلاحه المعروف و قد عزاه محقق ٌ الجامع الكبير ٌ للطبراني وابن أبي شيبة بالجزء و الصفحة
تنبيه ثان:
قد يرد في ذهن القاريء الكريم أن هذا الحديث قد يتقوى بالشواهد و المتابعات لكثرة ما يرى منها هنا و ليس كذلك لأن من شرطها أن لا يكون الضعف شديدا و أنت ترى أن حديث أبي هريرة (رقم 7) قد تفرد به كذاب و حديث أنس عند أبي الشيخ و غيره (رقم 6) شديد الضعف و حديثه الذي عند ابن عساكر (رقم 5) باطل كما قال الذهبي و كذا حديثه الذي عند البزار و غيره (رقم 4) شديد الضعف كذلك أما الثلاث الأخرى فالأول معضل أو منقطع و الثاني معضل و الثالث مرسل و فيه راو ضعيف
تنبيه ثالث:
ثم إنه قد اضطرب فيه بعض الرواة الضعفاء فجعل أبو معشر (رقم 3) القصة وقعت لعوف بن مالك و جعلها اسحاق بن عبد الله بن كيسان (رقم 6) وقعت لمعاذ بن جبل
كما جعله بعضهم من مسند أنس و جعله غيره من مسند أبي هريرة
تنبيه رابع:
قد يرد على البعض احتمال تعدد الواقعة و هذا ممكن لو كان الإسناد صحيحا لكن وروده من طرق ضعيفة و ضعيفة جدا يبعد هذا الإحتمال
و قد ذكر الحافظ ابن حجر كثيرا من هذه الطرق في ٌ الإصابة ٌ و قبله أبو نعيم في ٌ المعرفة ٌ و لم يلجآ إلى هذا و الله أعلم