تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في كتابه الفروع وفي الآداب الشرعية يذكر رأي شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: "قال شيخنا". وهذا يعني أن هذه المسألة التي أوردها صاحب الفروع أنها هي قول شيخ الإسلام ابن تيمية الذي خَلَصَ إليه وعَرَفَهُ تلامذته عنه -رحمهم الله تعالى- كذلك هناك كتب خاصَّة ذكرت اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية كالاختيارات وكمختصر الفتاوى وفي الإنصاف أيضاً للمِرْداوي يذكر في كثير من المسائل اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وفي لفظ الاختيارات ما يُشعِر بأنه يختار من أقوال غيره وهذا يكفي في أنه لا يتفرَّد بقولٍ من الأقوال ثم اختار إذا قلنا اختار شيخ الإسلام يقتضي قول القائل: اختار.

أنَّ هناك أقوالاً اختار منها وهذا واقع وصحيح فإن هذه الاختيارات مبنية على معرفته وعلمه بأقوال مَنْ سبقه من أهل العلم في تلك المسائل فإنه ليس لشيخ الإسلام مسألة خرق فيها الإجماع ألبته بل ما مِنْ مسألة إلا وقد سُبق إلى القول فيها إما سبقه جمهور أو سبقه كثير أو سبقه قلة، المهم أنه لا يخترع المسائل وإنَّما يتابع مَنْ قبله ولا يتفرد في المسألة بقولٍ لم يُسبق إليه بعد ذلك تأتي إلى مُراجعة الكلام مرة أخرى حتى يتفق لك مع خلاصة الرأي الذي أورده ابن القيِّم وابن مُفْلح وصاحب الاختبارات يتفق لك مراد شيخ الإسلام فتبدأ من البداية، هذه هي آخر مرحلة وأنت تتصور الحكم الذي خَلَصٍَ إليه شيخ الإسلام ابن تيمية. بعد ذلك إذا بدأت ستعرف كيف يذهب ويجيء، ويتموَّج في إيراد الأدلة وفي إيراد التعليلات والقواعد والمقاصد حتى يكون عند طالب العلم:

أولاً: فهم لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.

ثانياً: معرفةٌ ودُرْبةٌ في كيف تُعالج المسائل الفقهية.

... المسألة الأخيرة: إذا اختلفت الفتاوى والنقول عن شيخ الإسلام فمثلاً في الفتاوى: مجموع الفتاوى الذي جمعه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة- تجد أنه ربَّما وجدت فتواوين متناقضتين يعني إحداهما على قول والأخرى على قول آخر. هذا إذا عَرَفْتَ المتقدم من المتأخر منهما فإن كلام شيخ الإسلام المعتمد هو المتأخِّر من الفتواوين، المتأخر زماناً لا موضع في الفتاوى المتأخر زماناً وإذا لم تدرك وهو الأكثر فإنك ترجع إلى الكتب التي أسلفتُ لك فيما ذكره ابن القيِّم وابن مُفْلح وصاحب الاختيارات يكون هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وهذا خلاصة هذا المبحث المهم وهو الذي عُنْوِن له بـ كيف تقرأ كتب شيخ الإسلام ابن تيميَّة –رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة- ولا شك أن هذا يعطيك لفتة في أن العلم ينبغي أن يُؤْخذ بحقِّه وأن يُؤْخذ بجدٍّ ولا يُؤْخذ (بالآمال) فإن العلم اليوم صارعه الشباب والصِّغار ولكن العلم في السابق لا يصارعه إلى الرِّجال الفحول وهذا من نكد الزمان وأهله، لكن ينبغي لطلبة العلم الحريصين أن يكونوا على بينة مما ذكرنا وأن يسْعَوْا في أخذ العلم كما أخذه العلماء السابقون فإنه بذلك تقوى المَلكة وتَبْرؤُ ذِمَّةُ المَرْء في النظر في نصوص الشريعة حتى إن التجرؤ على النظر في نصوص الشريعة دون استعدادٍ ودون أخذ للمسألة بحقِّها لاشك أنه يَجُرُّ المرء إلى الإثم لأنه يقول على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا يعلم لأنه ليس عنده وسائل العلم.

نسأل الله لي ولكم أن يَشْرح صدورنا

وأن يوفِّقنا وأن يُلْهمنا القول والعمل والصواب فيهما

وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمدٍ.

ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:17 م]ـ

بارك الله فيكم ..

وهناك طريقة جرّبتها منذ فترة فازددت فهماً لمعاني هذا الإمام الجليل الكبير أحمد بن تيمية، ومفاد هذه الطريقة:

أن بعض كتب الإمام يحسن أن لا تُقرأ إلا مقرونة بغيرها من كتب تلميذه ابن القيم نظراً لقوتها العلمية وجزالة معانيها هذا من جهة ابن تيمية ومن جهة ابن القيم البسط والإيضاح وحسن الترتيب وبيان ذلك:

بيان بطلان التحليل لابن تيمية = أقرن بعده الطرق الحُكمية لابن القيم وإعلام الموقعين لابن القيم.

الصفدية لابن تيمية ودرء التعارض= بعده الصواعق المرسلة لابن القيم أو فصولاً منه مثلاً يقابل (درء التعارض) فصل طاغوت (العقل مقدم على النقل) ومناقشته في الصواعق المرسلة – المطبوع منه- ويُراجع في المفقود المختصر للموصلي.

وهكذا في كتب الإمام ..

فإنك أحياناً قد تتجاوز بعض كلام ابن تيمية لضعف تصورك له؛ لكن مع قراءة ما يوافقه من كلام ابن القيم بلغة سهلة سلسة تشعر بتنبهك لمراد الامام ابن تيمية لذلك المعنى الذي تجاوزته ودقه إيراده – رحمه الله -.

وبعد ذلك ستصل إلى مرحلة تعلم أفضل المواطن التي بسط فيها الامام ابن تيمية الكلام عن مسألة معينة فإنه كثيراً ما يكرر معنى معين في مؤلفاته بزيادة أو نقصان أو اختصار فيحسن أن تضع لك فهرسة موضوعية خاصة بكلام ابن تيمية يحيلك إلى ما يجمع شمل كلامه عن موطن معين فهذا مفيدٌ جداً ولا تعتمد على الفهارس الأخرى لكلامه بل اصنع ذلك بنفسك ... فله فائدة في الفهم؛ فالعبرة بالتفقه في دين الله بالفهم لا بالبحث! وقد يسهل أن تكون باحثاً في هذه الأيام لكن أن تكون فاهماً بصيراً عالماً بتصرفات هذا الإمام الجليل ودقة إيراده ومعرفة مساقات اختياراته فذاك ذاك.

جُماع الأمر:

كتب هذا الإمام تعلّم العقل وتدرّب النظر وتفتق الذهن وتربط القارئ بالأثر فينبغي أن لا يُتشاغل عن قراءتها بما هو أدنى منها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير