تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد قررنا في غير هذا الموضع أن عامة تفاسير السلف ليست متباينة بل تارة يصفون الشيء الواحد بصفات متنوعة، وتارة يذكر كل منهم من المفسر نوعا أو شخصا على سبيل المثال؛ لتعريف السائل بمنزلة الترجمان الذي يقال له ما الخبز فيشير إلى شيء معين على سبيل التمثيل.

وادعى الرازي في تأسيسه أن الصمد اسم للمعنى الثاني ونفي المعنى الأول والتفسير الأول؛ لأنه يلزم عليه أن يكون الله جسما وهذا محال على الله، فيجب حمل الاسم واللفظ على مجازه، وهو القول بأن المعنى (واجب الوجود لذاته) والقرينة التي صرفت اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز هي الدلالة العقلية على أن معنى اللفظ وظاهره وحقيقته محال على الله تعالى.

ويجاب على ذلك بثلاثة أجوبة:

سلمنا أن الصمد هو ما يصمد إليه العباد في أنفسهم؛ أي يقصدون إليه، فالقصد هو الدعاء والمسألة والطلب، وذلك إنما يكون بالقلوب والبواطن والأيدي والوجوه، وذلك ممتنع إلا ممن يكون بجهة منهم، فمن لا يعرف أين هو يمتنع قصده فيمتنع كونه صمدا، فهما علمان ضروريان:

أن قصد العباد ودعائهم وتوجههم بقلوبهم وظاهرهم إلى العلو، العلم الضروري بأن ما كان فوق العالم فإنه يكون في الجهة، أن ما ذكره الرازي من الدلالة العقلية التي صرفت معنى اسم الصمد إلى مجازه، لم تظهر إلا من زمن بشر المريسي بعد انقراض عصر الصحابة وأكابر التابعين وأئمتهم، ولما أظهر بشر مقالته كفره الأئمة، أن الآية نزلت عن جواب المشركين وأهل الكتاب وسؤالهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صفة ربه، فيجب حملها على الحقيقة لتكون جوابا لسؤالهم.

أما قول الرازي إن الصمد (فعل) بمعنى مفعول؛ أي مصمود إليه في الحوائج يقال له: بل تكون بمعنى الفاعل لقولهم: (أحد، وبطل) وهل لا تكون بمعنى الفاعل، وهو الصامد المتصمد في نفسه، وإن كان ذلك يستلزم أن يكون مقصودا لغيره، فهذا أرجح لوجوه: أنه قرين الاسم الواحد، فإنه قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ومن المعلوم أن الأحد بمعنى الواحد المتوحد، فكون الصمد بمعنى الصامد المتصمد أظهر في المناسبة والعدل والقياس والاعتبار.

أن الفاعل هو الأصل فإنه لا بد لكل فعل وصفة من فاعل، فكل صفة تستلزم فاعلا في الجملة، وأما المفعول فقد يكون وقد لا يكون، وهذه الصفة الصمد علم أن لها فاعلا ولم يعلم أن لها مفعولا.

أن المشركين وأهل الكتاب سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن نسب ربه وماهيته وجنسه، فنزلت الآية جوابا لهم.

المصدر: http://www.sh-rajhi.com/rajhi/?action=Display&page=akida00009.htm&docid=14

ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[04 - 09 - 05, 09:14 م]ـ

أذا سألنا سائل: من أين لكم أن "ذات" الله نور, أو أن الله نور ......... فما نقول له, ما دليلنا من الكتاب والسنة؟؟.

ـ[صلاح الدين الشامي]ــــــــ[05 - 09 - 05, 06:52 م]ـ

من يشارك؟.

ـ[أبو علي]ــــــــ[05 - 09 - 05, 06:55 م]ـ

قوله: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)

وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (نورٌ أنَّى أراه)

وقولهم ذاته نور من باب التّفصيل، لأنَّ الصَّفة لا تنفك عن الموصوف، ولا يعقل ذات مجرَّدة عن الصِّفات.

فلو قلتُ: أنت رجلٌ قويٌّ، فهو وصف لك بالقوَّةِ، ولا يعقل أنَّ صفتك القوَّة، وذاتك ليست قويَّة. بل الوصف لذاتك.

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير