شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران) قالوا: سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما. وفيه: جواز قول سورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة وشبهها , ولا كراهة في ذلك , وكرهه بعض المتقدمين وقال: إنما يقال السورة التي يذكر فيها آل عمران , والصواب الأول , وبه قال الجمهور ; لأن المعنى معلوم. و قوله صلى الله عليه وسلم (فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان) قال هل اللغة: الغمامة والغياية , كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغبرة وغيرهما. قال العلماء: المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين. و قوله صلى الله عليه وسلم (أو كأنما فرقان من طير صواف). وفي الرواية الأخرى: (كأنهما حزقان من طير صاف) الفرقان بكسر الفاء وإسكان الراء , والحزقان بكسر الحاء المهملة وإسكان الزاي ومعناهما واحد , وهما قطيعان وجماعتان , يقال في الواحد: فرق وحزق وحزيقة أي جماعة. شرح صحيح مسلم النووي.
فضل سورة الكهف
+ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ (تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآن) متفق عليه.ِ
شرح الحديث
حديث البرء رضي الله عنه أن رجلا كان يقرأ في سورة الكهف، وسورة الكهف هي التي بين الإسراء و مريم، هذه السورة من فضائلها أن الإنسان إذا قرأها يوم الجمعة أضاء له ما بين الجمعتين، وفيها قصص وعبر قصها الله عز وجل علي رسوله صلي الله عليه وسلم، وكان هذا الرجل يقرأ القرآن فغشاه يعني غطاه شئ مثل الظلة كأنه غمامة، كلما قرأ نزل، كلما قرأ نزل من فوقه، وجعلت الفرس وهي مربوطة بشطنين جعلت تميل، تنفر من هذا الذي رأته، فلما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم قال تلك السكينة نزلت لقراء القرآن لأن السكينة تنزل عند قراءة القرآن، إذا قرأه الإنسان بتمهل وتدبر فإن السكينة تنزل حتي تصل إلى قلب القارئ فينزل الله السكينة في قلبه. شرح رياض الصالحين – العثيمين.
فضل حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف
+ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ) مسلم.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال) وفي رواية (من آخر الكهف). قيل سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات , فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال , وكذا في أخرها قوله سبحانه و تعالى (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا). شرح صحيح مسلم النووي.
فضل سورة الملك
+ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) صححه الألباني.
شرح الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (إن سورة) أي عظيمة (من القرآن) أي كائنة من القرآن (ثلاثون آية) خبر مبتدأ محذوف أي هي ثلاثون والجملة صفة لاسم إن (شفعت) بالتخفيف خبر إن وقيل خبر إن هو ثلاثون وقوله شفعت خبر ثان (لرجل حتى غفر له) متعلق بشفعت وهو يحتمل أن يكون بمعنى المضي في الخبر يعني كان رجل يقرؤها ويعظم قدرها فلما مات شفعت له حتى دفع عنه عذابه , ويحتمل أن يكون بمعنى المستقبل أي تشفع لمن يقرؤها في القبر أو يوم القيامة (وهي {تبارك الذي بيده الملك}) أي إلى آخرها.
وقد استدل بهذا الحديث من قال البسملة ليست من السورة وآية تامة منها لأن كونها ثلاثين آية إنما يصح على تقدير كونها آية تامة منها والحال أنها ثلاثون من غير كونها آية تامة منها. فهي إما ليست بآية منها كمذهب أبي حنيفة ومالك والأكثرين وإما ليست بآية تامة بل هي جزء من الآية الأولى كرواية في مذهب الشافعي. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.
فضل سورة الإخلاص
¥