[هل يجوز أن يزيد العبد فى استغفاره]
ـ[أبو محمد الشيخ]ــــــــ[03 - 12 - 05, 09:54 م]ـ
[هل يجوز أن يزيد العبد فى استغفاره]
بقوله وأتوب إليه?
ذكر ابن رجب رحمه الله في كتابه أسباب المغفرة:
وإن قال: استغفر الله وأتوب إليه فله حالتان: إحداها: أن يكون مصرا بقلبه على المعصية فهو كاذب فى قوله (وأتوب إليه) لأنه غير تائب فلا يجوز له أن يخبر عن نفسه بأنه تائب وهو غير تائب.
والثانية: أن يكون مقلعا عن المعصية بقلبه.
فاختلف الناس فى جواز قوله وأتوب إليه: فكرهه طائفة من السلف وهو قول أصحاب أبى حنيفة. حكاه عنهم الطحاوى.
وقال الربيع بن خثيم: (يكون قوله (وأتوب إليه) كذبة وذنبا ولكن ليقل: (اللهم إنى أستغفر فتب على) وهذا قد يحمل على من لم يقلع بقلبه وهو بحالة أشبه.
وكان محمد بن سوقه يقول فى استغفاره: (أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم، وأسأله توبة نصوحا).
وروى عن حذيفة أنه قال: (يحسب من الكذب أن يقول أستغفر الله ثم يعود).
وسمع مطرف رجلا يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه).
(فتغيظ عليه وقال: لعلك لا تفعل).
وهذا ظاهره يدل على أنه إنما كره أن يقول (وأتوب إليه) لأن التوبة النصوح أن لا يعود إلى الذنب أبدا. فمتى عاد كان كاذبا فى قوله (وأتوب إليه).
وكذلك سئل محمد بن كعب القرظى عمن عاهد الله أن لا يعود إلى معصية أبدا فقال: (من أعظم منه إثما? يتألى على الله أن لا ينفذ قضاءه). ورجح قوله فى هذا أبو الفرج ابن الجوزى.
وروى عن سفيان نحو ذلك، وجمهور العلماء على جواز أن يقول التائب (أتوب إلى الله) وأن يعاهد العبد ربه على أن لا يعود إلى المعصية، فإن العزم على ذلك واجب فى الحال.
لهذا قال: (ما أصر من استغفر ولو عاد فى اليوم سبعين مرة).
وقال فى المعاود للذنب: (قد غفرت لعبدى فليعمل ما شاء).
وفى حديث كفارة المجلس: (أستغفرك اللهم، وأتوب إليك).
وقطع النبي صلى الله عليه وسلم يدى سارق ثم قال له: (استغفر الله وتب إليه.
فقال: أستغفر الله وأتوب إليه فقال: اللهم تب عليه) أخرجه أبو داود
الزيادة على قوله
استغفر الله وأتوب إليه
واستحب جماعة من السلف الزيادة على قوله: (أستغفر الله وأتوب إليه).
فروى عن عمر رضى الله عنه أنه سمع رجلا يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه) فقال له: قل يا حميق. قل توبة من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا).
وسئل الأوزاعى عن الإستغفار: يقول (أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى وأتوب إليه) فقال: (إن هذا لحسن ولكن يقول: (اغفر لى حتى يتم الإستغفار). انتهى كلامه رحمه الله
فماهو الراجح في المسألة أيها الإخوة
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[04 - 12 - 05, 12:09 ص]ـ
الراجح بإذن الله هو قول الجمهور و هو جواز القول (وأتوب إليه) لأن النبى صلى الله عليه و سلم سنها لنا و لم يقل لا تقولوها بألسنتك إلا إذا واطء القلب اللسان وبيان الواجب واجب فلو كان فيه إثم لبين النبى صلى الله عليه وسلم ذلك.
بل حثنا النبى صلى الله عليه وسلم على قولها فقال صلى الله عليه وسلم: ما جلس قوم مجلسا كثر لغطهم فيه فقال قائل قبل أن يقوم: سبحانك اللهم ربنا و بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك ثم أتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه.
ولم يقل لابد أن يواطء قلبه لسانه و إلا كان كاذبا أثما.
ولنا عموم قول النبى صلى الله عليه وسلم (لا يزال لسانك رطبا بذكر الله) وهذا من ذكر الله والحديث تكلم عن اللسان وحده. فلما نحجر واسعا.
نعم غن واطء القلب اللسان كان الثواب أعظم، ولا تكون التوبة صحيحة إلا بالعزم على عدم العودة ولكن ان يقال (لا تقول فلعلك لا تفعل) فهذا لا دليل عليه ولو قلنا بهذا المنطق لقلنا لا تتوب فلعلك لا تثبت.
ـ[أبو محمد الشيخ]ــــــــ[07 - 12 - 05, 08:03 م]ـ
الأخ أبو حفص هل يعني من كلامك أن يقول وأتوب إليه ولو كان في قلبه عازم على عدم التوبة ثم إن كلام النبي صلى الله وسلم في حديث كفارة المجلس لم ينفي قطعا عدم عزم القلب على ذلك وإتما كرهها السلف لأنه والله أعلم مخالفة لما عزم القلب وأصر عليه ثم أنه هناك فرق بين الاستغفار المطلق والمقيد فهي إنما وردت في حديث الكفارة ولم ينفه أحد منهم في ذلك وإنما الكلام في قوله مطلقا استغفر الله ثم هل يزيد على ذلك عبارة وأتوب إليه ولذا كرهها السلف إن لم يعزم القلب عليها لأنها إخبار بغير الواقع ومعلوم من شروط التوبة العزم على عدم العودة والندم على ما فات وهي من عمل القلب فكيف يجتمع هذا وذاك وكذلك في الاستغفار طلب من الله المغفرة وأما في قوله وأتوب إليه إخبار واعتراف باذنب والاقلاع عنه ولذا قالو وإنما يقول فتب علي لأنه طلب وجزاك الله خيرا
ـ[أبو حفص السكندرى]ــــــــ[09 - 12 - 05, 03:48 م]ـ
الأمر غير مقتصر على كفارة المجلس فقد جاء قول (و اتوب اليه) فى مواضع اخرى مثل قوله صلى الله عليه وسلم يقول " من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف، وقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر من قول سبحان الله و بحمده و استغفره و أتوب إليه. فهذه سنة عنه صلى الله عليه وسم و لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم مثل ما نقل عن مطرف رضى الله عنه أنه سمع رجلا يقول: (أستغفر الله وأتوب إليه) فتغيظ عليه وقال (لعلك لا تفعل)
و أما قول الربيع بن خيثم: (يكون قوله (وأتوب إليه) كذبة وذنبا ولكن ليقل: (اللهم إنى أستغفر فتب على) وهذا قد يحمل على من لم يقلع بقلبه وهو بحالة أشبه.
ففيه تكلف و الأصل حسن الظن بالمسلمين وما أمرنا أن نشق الصدور لنعرف هل هو صادق أم لا
ولماذا لم يقول (لا يقل الرجا أستغفر الله فلعله يقولها وهو مصر ولكن وليقل أللهم وفقنى للإستغفار)
¥