ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 12 - 05, 11:15 م]ـ
تنظيم جسم الإبل للحرارة:
يمتاز الجمل بأنه لا يفرز إلا مقداراً ضئيلاً من العرق عند الضرورة القصوى بسبب قدرة جسمه على التكيف مع المعيشة في ظروف الصحراء التي تتغير فيها درجة الحرارة بين الليل والنهار.
إن جسم الجمل مغطى بشعر كثيف، وهذا الشعر يقوم بعزل الحرارة ويمنعها من الوصول إلى الجلد تحتها، ويستطيع جهاز ضبط الحرارة في جسم الجمل أن يجعل مدى تفاوت الحرارة نحو سبع درجات كاملة دون ضرر، أي بين 34م و41 م، ولا يضطر الجمل إلى العرق إلا إذا تجاوزت حرارة جسمه 41م ويكون هذا في فترة قصيرة من النهار أما في المساء فإن الجمل يتخلص من الحرارة التي اختزنها عن طريق الإشعاع إلى هواء الليل البارد دون أن يفقد قطرة ماء، وهذه الآلية وحدها توفر للجمل خمسة لترات كاملة من الماء، ولا يفوتنا أن نقارن بين هذه الخاصة التي يمتاز بها الجمل وبين نظيرتها عند جسم الإنسان الذي ثبتت درجة حرارة جسمه العادية عند حوالي 37 م، وإذا انخفضت أو ارتفعت يكون هذا نذير مرض ينبغي أن يتدارك بالعلاج السريع، وربما توفي الإنسان إذا وصلت حرارة جسمه إلى القيمتين اللتين تتراوح بينهما درجة حرارة جسم الجمل (34م و41 م).
إنتاج الإبل للماء:
يقوم الجمل بإنتاج الماء والذي يساعده على تحمل الجوع والعطش وذلك من الشحوم الموجودة في سنامه بطريقة كيماوية يعجز الإنسان عن مضاهاتها.
فمن المعروف أن الشحم والمواد الكربوهيدراتية لا ينتج عن احتراقها في الجسم سوى الماء وغاز ثاني أسيد الكربون الذي يتخلص منه الجسم في عملية التنفس، بالإضافة إلى تولد كمية كبيرة من الطاقة اللازمة الواصلة النشاط الحيوي.
و الماء الناتج عن عملية احتراق الشحوم من قبيل الماء الذي يتكون على هيئة بخار حين تحترق شمعة على سبيل المثال، ويستطيع المرء أن يتأكد من وجوده إذا قرب لوحاً زجاجياً بارداً فوق لهب الشمعة، لاحظ أن الماء الناتج من الاحتراق قد تكاثف على اللوح. وهذا مصدره البخار الخارج مع هواء الزفير، ومعظم الدهن الذي يختزنه الجمل في سنامه يلجأ إليه الجمل حين يشح الغذاء أو ينعدم، فيحرقه شيئاً فشيئاً ويذوى معه السنام يوماً بعد يوم حتى يميل على جنبه، ثم يصبح كيساً متهدلاً خاوياً من الجلد إذا طال الجوع والعطش بالجمل المسافر المنهك.
و من حكمة خلق الله في الإبل أن جعل احتياطي الدهون في الإبل كبيراً للغاية يفوق أي حيوان آخر ويكفي دليل على ذلك أن نقارن بين الجمل والخروف المشهور بإليته الضخمة المملوءة بالشحم. فعلى حين نجد الخروف يختزن زهاء 11كجم من الدهن في إليته، يجد أن الجمل يختزن ما يفوق ذلك المقدار بأكثر من عشرة أضعاف (أي نحو 120 كجم)، وهي كمية كبيرة بلا شك يستفيد منها الجمل بتمثيلها وتحويلها إلى ماء وطاقة وثاني أكسيد الكربون.
ولهذا يستطيع الجمل أن يقضي حوالي شهر ونصف بدون ماء يشربه.
ولكن آثار العطش الشديد تصيبه بالهزال وتفقده الكثير من وزنه، وبالرغم من هذا فإنه يمضي في حياته صلدا لا تخور قواه إلى أن يجد الماء العذب أو المالح فيعب فيعب منه عباً حتى يطفئ ظمأه كما أن الدم يحتوى على أنزيم البومين بنسبة اكبر مما توجد عند بقية الكائنات وهذا الإنزيم يزيد في مقاومة الجمل للعطش وتعزى قدرة الجمل الخارقة على تجرع محاليل الأملاح المركزة إلى استعداد خاص في كليته لإخراج تلك الأملاح في بول شديد التركيز بعد أن تستعيد معظم ما فيه من ماء لترده إلى الدم.
و هنالك أسرار أخرى عديدة لم يتوصل العلم بعد إلى معرفة حكمتها ولكنها تبين صوراً أخرى للإعجاز في خلق الإبل كما دل عليه البيان القرآني.
يتبع بإذن الله،،،،،،،،
ـ[المقرئ]ــــــــ[15 - 12 - 05, 11:13 ص]ـ
شيخنا المسيطير: اختيار موفق للعنوان والمادة
وأرجو أن تسلط الضوء على مسألة مهمة في هذا الخلق العظيم وهي ما نسمعه من كثير من أصحاب الإبل أن الإبل يشابه الإنسان في كثير من تصرفاته وأن بينهما تجانسا كبيرا في (*العلاقات الإنسانية!!) * وقد ضربوا لذلك أمثلة كبيرة بعضها يروى بلفظ (حدثنا) فهل هناك دراسة علمية موثقة اطلعتم عليها
ولعلي أضرب مثالا لقصة وصلت إلي بالسند إلا أني لا أعرف الرجال وفيها:
أن رجلا كان لديه ذود إبل وكان مخلصا لها ويحبها حبا شديدا أدى هذا الحب إلى ترك مدينته وأهله والعيش معها فهو لا يفارقها وبينهما اتصالات نفسية فهو يفهم ما تريد ويتخاطب معها وتفهمه ويفهمها
وفي ذات يوم وبينما كان يضع (التبن) للإبل وكان وسطها وكانت (بكرة) تأكل من تحت يده فرفعت رأسها فأصابته مع رقبته باتجاه حلقه فسقط مغشيا عليه فلما رأته البكرة بركت عنده وأخذت تحن عليه وفي تلك الساعة كان أولاده يأتون إليه فلما رأوه حملوه في سيارتهم وذهبوا به إلى المشفى وظلت هذه البكرة على جلستها لم تتحرك وكلما سمعت صوت سيارة التفتت إلى جعته ترجو أن يكون صاحبها (وأظن والله أعلم أنه أصابها شلل أو ما شابه ذلك) وجلست أربعة وعشرين يوما وهي على هذه الحال ثم ماتت وأما صاحب الإبل فقد جلس في المشفى (شهرين كاملين ثم خرج معافى)
هذه القصص وغيرها كثير تدل على أن هناك اتصالا عاطفيا بين الإنسان والإبل وما شعر الأوائل عنا ببعيد كطرفة بن العبد وغيره إلا دليل على هذا
بل قال لي أحد المهتمين بها منذ سنين كلمة لا زالت تترد في أذني:
قال: من ابتلي بالعشق أو كان في فراغ عاطفي أو كان من أهل الغرام والعشق فليفرغه في الجَمال وهي الجِمال
ولا غرو فمن نظر إلى أصحاب الإبل وجد جنونا وحبا غير طبعي ينتابهم معها وما قصة ذالك الرجل الذي باع إبله على الأمير ( ... ) بملايين الريالات فما جلس شهرا إلا وفسدت حاله وانهد جسمه فما كان من أبنائه إلا وذهبوا يتوسلون إلىالأمير لإقالة البيعة
كل هذا وغيره كثير يجسد أن شيئا غريبا يحتاج إلى دراسة علمية لفهم هذه الطبيعة
شاركرا لشيخنا موضوعه القيم وأعتذر عن الإطالة
المقرئ
¥