تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسماعهم ما جاء به الرسول وذهاب نورهم قال مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون صم بكم عمى فهم لا يرجعون الى ما كانوا عليه.

وقال ابن تيمية -رحمه الله- فى (الصارم المسلول):

الدليل الثاني: قوله سبحانه: {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل: استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون و لئن سألتهم ليقولن: إنما كنا نخوض و نلعب قل: أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم طائفة بأنهم كانوا مجرمين} [التوبة: 64 ـ 66] و هذا نص في أن الاسهتزاء بالله و بآياته و برسوله كفر فالسب المقصود بطريق الأولى و قد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله صلى الله عليه و سلم جادا أو هازلا فقد كفر

و قد روي عن رجال من العلم ـ منهم ابن عمر و محمد بن كعب و زيد بن أسلم و قتادة ـ دخل حديث بعضهم في بعض أنه قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا و لا أكذب ألسنا و لا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه القراء فقال له عوف بن مالك: كذبت و لكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخبره فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد ارتحل و ركب ناقته فقال: يا رسول الله إنما كنا نلعب و نتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم و إن الحجارة لتنكب رجليه و هو يقول: إنما كنا نخوض و نلعب فيقول له رسول الله صلى الله عليه و سلم {أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون} ما يلتفت إليه و لا يزيده عليه و قال مجاهد: قال رجل من المنافقين: يحدثنا محمد أن ناقة فلان بوادي كذا و كذا و ما يدريه ما الغيب فأنزل الله عز و جل هذه الآية

و قال معمر عن قتادة: بينا النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك و ركب من المنافقينيسيون بين يديه فقالوا: أيظن هذا أن يفتح قصور الروم و حصونها؟ فأطلع الله نبيه صلى الله عليه و سلم على ما قالوا فقال النبي صلى الله عليه و سلم [علي بهؤلاء النفر] فدعا بهم فقال: أقلتم كذا و كذا؟ فحلفوا ما كنا إلا نخوض و نلعب و قال معمر: قال الكلبي: كان رجل منهم لم يماثلهم في الحديث يسير عائبا لهم فنزلت: {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة} [التوبة: 66] فسمي طائفة و هو واحد

فهؤلاء لما تنقصوا النبي صلى الله عليه و سلم حيث عابوه و العلماء من أصحابه و استهانوا بخبره أخبر الله أنهم كفروا بذلك و إن قالوه استهزاء فكيف بما هو أغلظ من ذلك؟ و إنما لم يقم الحد عليهم لكون جهاد المنافقين لم يكن قد أمر به إذ ذاك بل كان مأمورا بأن يدع أذاهم و لأنه كان له أن يعفو عمن تنقصه و آذاه.

وقال ابن تيمية -رحمه الله- فى (الصارم المسلول):

و أيضا فإن المنافقين الذين نزل فيهم قوله تعالى: {و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم ـ إلى قوله ـ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [التوبة: 61 ـ 66] و قد قيل فيهم: {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة} [التوبة: 66] مع أن هؤلاء قد آذوه بألسنتهم و بأيديهم أيضا ثم العفو مرجو لهم و إنما يرجى العفو مع التوبة فعلم أن توبتهم مقبولة و من عفي عنه لم يعذب في الدنيا و لا في الآخرة.

وقد يفيدك أخي الكريم أن تعلم سياق الآيات، قال الله تعالى فى سورة التوبة:

{لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين (44) إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون (45) ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين (46) لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين (47) لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون (48) ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين (49) إن تصبك حسنة تسؤهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير