تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْأَزْهَرِيِّ إِلَّا أَنَّهُ قَيَّدَهُ بِالسَّفَرِ وَالْخَلْطِ، وَلَمْ يُقَيِّدْهُ بِالْعَدَدِ.

وَقَالَ اِبْن التِّينِ: قَالَ جَمَاعَة هُوَ النَّفَقَة بِالسَّوِيَّةِ فِي السَّفَرِ وَغَيْره، وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ أَصْلَهُ فِي السَّفَرِ، وَقَدْ تَتَّفِقُ رُفْقَةٌ فَيَضَعُونَهُ فِي الْحَضَرِ كَمَا سَيَأْتِي فِي آخِرِ الْبَابِ مِنْ فِعْلِ الْأَشْعَرِيِّينَ، وَأَنَّهُ لَا يَتَقَيَّدُ بِالتَّسْوِيَةِ إِلَّا فِي الْقِسْمَةِ، وَأَمَّا فِي الْأَكْلِ فَلَا تَسْوِيَةَ لِاخْتِلَافِ حَالِ الْآكِلِينَ وَأَحَادِيث الْبَاب تَشْهَدُ لِكُلِّ ذَلِكَ.

وَقَالَ اِبْن الْأَثِيرِ: هُوَ مَا تُخْرِجُهُ الرُّفْقَة عِنْدَ الْمُنَاهَدَةِ إِلَى الْغَزْوِ، وَهُوَ أَنْ يَقْتَسِمُوا نَفَقَتَهُمْ بَيْنَهُمْ بِالسَّوِيَّةِ حَتَّى لَا يَكُونَ لِأَحَدِهِمْ عَلَى الْآخَرِ فَضْل، فَزَادَهُ قَيْدًا آخَرَ وَهُوَ سَفَرُ الْغَزْوِ، وَالْمَعْرُوف أَنَّهُ خَلَطَ الزَّادَ فِي السَّفَرِ مُطْلَقًا، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْمُصَنِّفِ فِي التَّرْجَمَةِ حَيْثُ قَالَ: " يَأْكُلُ هَذَا بَعْضًا وَهَذَا بَعْضًا " وَقَالَ الْقَابِسِيّ: هُوَ طَعَام الصُّلْح بَيْنَ الْقَبَائِلِ وَهَذَا غَيْر مَعْرُوف، فَإِنْ ثَبَتَ فَلَعَلَّهُ أَصْلُهُ. وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِك التَّارِيخِيّ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ النَّهْد حُضَيْن - بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَة مُصَغَّر - الرَّقَاشِيّ. وَهُوَ بَعِيدٌ لِثُبُوتِهِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُضَيْن لَا صُحْبَةَ لَهُ فَإِنْ ثَبَتَتْ اِحْتَمَلَتْ أَوَّلِيَّته فِيهِ فِي زَمَنٍ مَخْصُوصٍ أَوْ فِي فِئَةٍ مَخْصُوصَةٍ.

قال إسحاق بن منصور في مسائله 2/ 539:

قلت لأحمد ـ رضي الله عنه ـ النهد في السفر، قال: لا زال الناس يتناهدون.

قال إسحاق: سنة مسنونة، وهو أحب إلي من أن يدعو كل يوم واحدٌ أصحابَه لما لا يخلو ذلك من المباهاة والتباري، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه.اهـ

قلت: كلام الإمام إسحاق نفيس فرحمه الله رحمة واسعة.

تنبيه: وقع في المطبوع في دار الهجرة: (كل يوم واحدا من أصحابه اهـ) وهو غلط.

تذييل

في محاضرات الأدباء للراغب

التناهد:

قال بعضهم في متناهدين:

وقال حفص لزيد حين ناهده * منك النبيذ ومني الدنّ والكوز

واللحم منك ومني النار أنضجه * والماء مني، ومنك الخبز مخبوز!

وتناهد قوم وفيهم مفلس فقال أحدهم: علي كذا. وقال آخر: وأنا علي كذا، إلى أن قالوا

للمفلس: وأنت ما عليك؟

فقال: لعنة الله والملائكة والناس أجمعين!

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 04 - 07, 10:55 م]ـ

إذ أن تكلف.

الصواب: إذ إن.

قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 590:

سئل إسحاق: كم يقرأ في قيام شهر رمضان؟

فلم يرخص في دون عشر آيات.

فقيل له: إنهم لا يرضون!

قال: لا رضوا، فلا تأمهم إذا لم يرضوا بعشر آيات من البقرة، ثم إذا صرت إلى الآيات الخفاف، فبقدر عشر آيات من البقرة.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 04 - 07, 10:56 م]ـ

قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 598:

قلت [لأحمد] يكره للرجل أن يقول للرجل: فداك أبي وأمي؟

قال: يكره أن يقول جعلني الله تعالى فداك. ولا بأس أن يقول: فداك أبي وأمي.

قال إسحاق [بن راهويه]: كما قال.

ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[07 - 04 - 07, 01:41 م]ـ

قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 598:

قلت [لأحمد] يكره للرجل أن يقول للرجل: فداك أبي وأمي؟

قال: يكره أن يقول جعلني الله تعالى فداك. ولا بأس أن يقول: فداك أبي وأمي.

قال إسحاق [بن راهويه]: كما قال.

شيخنا الكريم -حفظك الله-: ما الفرق بينهما؟

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 04 - 07, 08:36 م]ـ

يحتاج إلى تأمل، والشاهد:

إجازته لقول: فداك أبي وأمي؛ لأن بعضهم منع منها.

قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 528:

قلت لأحمد: من قال: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من أحيائها؟

قال: العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم.

قلت: في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا؟

قال: نعم.

قال إسحاق: كما قال.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 04 - 07, 05:54 م]ـ

قال إسحاق بن منصور ـ مسائله ـ 2/ 530:

قلت [لأحمد]: ما يكره من الشعر؟

قال الرقيق الذي يتشبب بالنساء، وأما الكلام الجاهلي فما أنفعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن من الشعر حكمة».

قال إسحاق: كما قال.

قلت: قوله صلى الله عليه وسلم: «لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا، خير له من أن يمتلئ شعرا» فتلكأ!

فذكرتُ له قول النضر بن شميل يعني: أجوافنا لم تمتلئ شعرا فيها القرآن، والعلم والذكر، هذا لأولئك الأعراب الذين لا يحسنون إلا الشعر.

فقال: ما أحسن ما قال!

قال إسحاق: أجاد. اهـ

قلت: عند الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه في كتاب الأدب:

بَاب مَا يُكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْغَالِبَ عَلَى الْإِنْسَانِ الشِّعْرُ حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ.

ثم ساق الحديث، وهو برقم (6154)

وعلق ابن حجر في الفتح 10/ 548:

... هُوَ فِي هَذَا الْحَمْل مُتَابِع لِأَبِي عُبَيْد كَمَا سَأَذْكُرُهُ ـ ثم ذكر في 10/ 549 ـ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: ... وَجْهه عِنْدِي أَنْ يَمْتَلِئ قَلْبه مِنْ الشِّعْر حَتَّى يَغْلِب عَلَيْهِ فَيَشْغَلهُ عَنْ الْقُرْآن وَعَنْ ذِكْر اللَّه فَيَكُون الْغَالِب عَلَيْهِ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ الْقُرْآن وَالْعِلْم الْغَالِبَيْنِ عَلَيْهِ فَلَيْسَ جَوْفه مُمْتَلِئًا مِنْ الشِّعْر.اهـ

قلت: كلام أبي عبيد في كتابه غريب الحديث 1/ 36.

ويحتمل: أن أبا عبيد أخذه من النضر فهو في طبقة شيوخه، وأن البخاري أخذه من النضر أو إسحاق.

وفات هذا النقل الحافظ ابن حجر وغيره من الشراح، وهو من الأهمية بمكان، فقد استحسن جواب النضر بن شميل إمامان فقيهان محدثان: أحمد وإسحاق.

كما فات ابن رشيق في العمدة 1/ 29.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير