[عودة إلى موضوع المجاز .. ولكن عند (الألباني)!]
ـ[مشعل الزعبي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 03:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قرأت - وخصوصًا في هذا الملتقى - الكثير مما أثير حول موضوع الحقيقة والمجاز في القرآن أو في اللغة مطلقًا .. واستعرض الإخوان آراء العلماء المثبتين للمجاز، والمنكرين له كابن تيمية وابن القيم ...
وسؤالي هو: ما رأي علمائنا المتأخرين كابن باز، وابن عثيمين، والألباني ...
وأذكر أنّي سمعت شريطًا للألباني سئل فيه عن هذا، فقال ما معناه: أنا كما تعلمون ألباني ولست عربي، ولكن أميل إلى رأي ابن تيمية، فهل من أدلّة أظهر على رأيه في هذا الموضوع؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 04:28 ص]ـ
لم أجد ما يفيدك هنا سوى ما يلي:
أما الشيخ محمد ناصر الدين الألباني؛ فوجدت في (مختصر العلو للذهبي) الذي صنعه الشيخ (ص 20 - 21) ما يلي: " اعلم أيها القارئ الكريم أن هذا الكتاب قد عالج مسألة هي من أخطر المسائل الاعتقادية التي تفرق المسلمون حولها منذ أن وجدت المعتزلة حتى يومنا هذا ألا وهي مسألة علو الله عز وجل على خلقه الثابتة بالكتاب والسنة المتواترة المدعم بشاهد الفطرة السليمة وما كان لمسلم أن ينكر مثلها في الثبوت لولا أن بعض الفرق المنحرفة عن السنة فتحوا على أنفسهم وعلى الناس من بعدهم باب التأويل فلقد كاد الشيطان به لعدوه الإنسان كيدا عظيما ومنعهم به أن يسلكوا صراطا مستقيما كيف لا وهم قد اتفقوا على أن الأصل في الكلام أن يحمل على الحقيقة وأنه لا يجوز الخروج عنها إلى المجاز إلا عند تعذر الحقيقة أو لقرينة عقلية أو عرفية أو لفظية كما هو مفصل في محله ومع ذلك فإنك تراهم يخالفون هذا الأصل الذي أصلوه لأتفه الأسباب وأبعد الأمور عن منطق الإنسان المؤمن بكلام الله وحديث نبيه حقا فهل يستقيم في الدنيا فهم أو تفاهم إذا قال قائل مثلا: (جاء الأمير) فيأتي متأول من أمثال أولئك المتأولين فيقول في تفسير هذه الجملة القصيرة: يعني جاء عبد الأمير أو نحو ذلك من التقدير. فإذا أنكرت عليه ذلك أجابك بأن هذا مجاز فإذا قيل له: المجاز لا يصار إليه إلا عند تعذر الحقيقة وهي ممكنة هنا أو لقرينة لا قرينة هنا (1) سكت أو جادلك بالباطل "
ــــــــــــــــ
ثم قال على هامش الرقم (1) ما يلي: " قرائن المجاز الموجبة للعدول إليه عن الحقيقة ثلاث: العقلية كقوله تعالى: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} أي أهلهما. ومنه: {واخفض لهما جناح الذل}
الثانية: الفوقية مثل {يا هامان ابن لي صرحا} أي مر من يبني لأنمثله مما يعرف أنه لا يني
الثالثة: نحو (مثل نوره) فإنها دليل على أن الله غير النور
قال أهل العلم: وأمارة الدعوة الباطلة تجردها عن أحد هذه القرائن انظر: (إيثار الحق على الخلق) (ص 166 - 167) للعلامة المرتضى اليماني " إنتهى الهامش.
مع أن الشيخ الألباني نفسه قام بتحقيق كتاب (الإيمان) لابن تيمية وفيه فصل طويل في الكلام عن المجاز ونقضه، ولم يتعرض لمخالفة شيخ الإسلام في ذلك مطلقا، فالله تعالى أعلم في رأي الشيخ الألباني في هذه المسألة.
أما الشيخ ابن عثيمين فله جواب على سؤال في (سلسلة لقاءات الباب المفتوح):
السؤال: فضيلة الشيخ! ما هو موقف أهل السنة والجماعة من المجاز وجزاكم الله خيراً؟
الشيخ: المجاز ماذا تعني به؟
السائل: الذي هو عند أهل البلاغة وهو نفي في الحقيقة.
الشيخ: إذا كان هذا المجاز يستلزم إنكار ما وصف الله به نفسه أو تحريف النصوص عن معناها فهذا باطل بلا شك، كالذين قالوا: إن قول الله تبارك وتعالى: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه:39] أي: على مرأىً مني بدون أن نثبت العين، وأن ذكر العين مجاز عن الرؤية فهذا باطل ولا يمكن إقراره، أو قالوا: استوى على العرش، أي: استولى عليه، كناية عن الاستيلاء عليه، فهذا لا يمكن إقراره. أما إذا قالوا: مجاز، ولكنهم ما حرفوا الكلم عن مواضعه فلا بأس، على أن القول الراجح: أنه لا مجاز في اللغة إطلاقاً، لا في اللغة ولا في القرآن، والعلماء اختلفوا في هذا على ثلاثة أقوال: القول الأول: أنه لا مجاز في اللغة العربية. وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. القول الثاني: أن المجاز ثابت في القرآن وفي اللغة العربية، وهذا قول أكثر البلاغيين والمتكلمين. والقول الثالث: المجاز في اللغة العربية دون القرآن، وهذا قول اختاره جماعة منهم: الشنقيطي محمد الأمين صاحب أضواء البيان. والصحيح: أنه لا مجاز أصلاً، لأنك مثلاً إذا قلت: رأيت أسداً يدخل سيفه، هل يمكن لأي إنسان أن يتبادر لأي إنسان أنه الأسد الحيوان المعروف؟! لا، إذاً لهذه القرينة صارت هذه الجملة حقيقة في معناها، وتكون هذه الحقيقة حقيقة في معناها. فلذلك المجاز لابد فيه من علاقة، ولابد فيه من قرينة، هذه القرينة تجعل هذا الذي كان موضوعاً لمعنىً سابق تجعله لا يحتمل هذا المعنى السابق، وحينئذٍ يكون حقيقة في سياقه، وهذا وجه ظاهرٌ لمن تأمله. وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك". إنتهى الجواب
ولحد الآن لم أقف على رأي لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى.
¥