تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فلو وجد داعية يدعو إلى منهج السلف، لكن فيه شدة خاطئة وغلظة، فإنه يثنى على منهجه وينصح في شدته.

ولو وجد واعظ يستعمل الحديث الضعيف والمنكر، ولكن في كلامه كثير من الحق والصواب، يثنى على موعظته، ويبيّن خطأ استدلاله واستشهاده بالمنكرات والموضوعات.

ولو وجد من يذكِّر الناس ويعلمهم الأخلاق والآداب والفضائل، لكنه يحلق لحيته مثلاً، ويجلس في مجالس الاختلاط فإنه يثنى على حسناته ويبيّن حكم مخالفته للسنة، ولو دعا إلى ترك بعض السنة الواجبة أو المستحبة فيردّ عليه في ذلك أيضاً.

ولو وجد من يعلِّم الناس البدعة ويحثّهم على الشرك، كالاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والأولياء الأموات والمقبورين، ويحث على سؤالهم ودعائهم، فهذا يحذَّر منه ويبيّن فساد عقيدته وشركه، ولا يقال للناس أن يستمعوا لشيء من حديثه لخطره وضرره.

ولو وجد من خلط حقاً وباطلاً وسنة وبدعة، فلا يحثّ الناس على الاستماع له، لكن يبيّن خطؤه، وينشر ما خالف فيه الحق، إذا نشر الخطأ ويناصح ليتراجع على الملأ، فإن لم يفعل أُعلن خطؤه على الملأ الذي أعلن فيه الخطأ.

وبالله التوفيق.

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/index.php?re...ara&txt= الدعاة

هل يحذر أصحابه من الاستماع لهذا الداعية؟

سؤال:

أنا أحذر أصدقائي من سماع أحد الدعاة ولي أسباب هي: 1:- أنه قال إن إبليس لم يكفر. 2:- قوله إن الله سوف يدخل الفنانين الجنة بفنهم. 3:- قوله إن اليهود ليسوا أعداءنا. وأنا لم أقل ذلك عليه من فراغ، ولكني استمعت لأحاديثه وهو يقول بذلك، فإن كان ذلك حراما فأريد أن أعرف. وجزاكم الله خيرا.

الجواب:

الحمد لله

نشكر لك حرصك وغيرتك على الإسلام، ولكن لا بد هنا من ذكر بعض القواعد المهمة التي ينبغي لكل مسلم التوقف عندها:

أولا:

باب الكلام في الناس باب خطير، والحكم عليهم بالمدح أو الذم أمر جليل، تهيب خوض غماره كثير من العلماء، فإن الغيبة من موبقات الذنوب، ويتعاظم إثمها إذا كانت غيبة للدعاة أو العلماء أو المصلحين.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) رواه مسلم (2564)

قال ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (34):

" أعراضُ المسلمين حُفْرَةٌ من حُفَرِ النار " انتهى.

وقد أصبح الاشتغال بأخطاء الآخرين ومتابعتها آفة ابتلي بها الناس اليوم، وقد كان الأحرى بهم السعي في تحصيل العلم النافع والاجتهاد في صالح الأقوال والأعمال.

ومع ذلك فإن الغيبة تكون جائزة، بل قد تكون واجبة، إذا كانت لتحذير المسلمين من شر فاسق أو ضال أو مبتدع.

الناس جميعا - والدعاة والعلماء منهم - ليسوا معصومين من الخطأ، بل لم يسلم من الخطأ أحد من البشر.

غير أن هذه الأخطاء على نوعين:

الأول: أخطاء واضحة لمخالفة النصوص الصريحة أو الظاهرة، أو مخالفة إجماع الأمة، فهذا الخطأ يجب بيانه، ولا يجوز السكوت عنه.

النوع الثاني: أخطاء في مسائل اجتهادية، كتلك التي لم ترد فيها نصوص قطعية أو ظاهرة تدل على حكمها، ولكن ورد فيها نصوص محتملة في دلالتها، أو مختلف في صحتها، أو ليس فيها نصوص أصلا، وإنما هي قضايا اجتهادية عند أهل العلم، على ما هو معروف في بابه؛ فهذه لا يجوز إنكارها، ولا التشنيع على القائل بها، وإن كان لا يُمنع من التباحث فيها وبيان الصواب من غيره، كلٌّ حسب ما يراه.

وأما الطعن في الشخص نفسه والتحذير منه، فذلك يختلف باختلاف الأشخاص وحجم الأخطاء التي وقعوا فيها، ومدى استفادة المسلمين من دعوته، فإذا كان الرجل يدعو إلى منهج غير منهج أهل السنة والجماعة، ويحارب منهج أهل السنة، ويمدح غيره من المناهج، أو ينطلق في منهجه ـ وإن لم يصرح بذلك ـ من أصول بدعية؛ فهذا ـ إن كان عنده خير ـ إلا أن شره أعظم من خيره، فيجب التحذير منه، حتى لا ينخدع الناس بكلامه، ويكون سببا في إضلالهم.

ومن الناس ـ الدعاة ـ من ينتسب إلى أهل السنة والجماعة، ولا يدعو إلى منهج آخر، ولكنه كثرت أخطاؤه وشذوذاته، حتى صارت سيئات دعوته تربو على حسناته، وأخطاؤه أكثر من صوابه، فهذا أيضا يجب التحذير منه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير