[من عبدالله شعبان إلى من يراه من المسلمين]
ـ[عبدالله بن عامر]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:01 ص]ـ
شعبان اسم للشهر، سمي بذلك لتشعبهم فيه أي تفرقهم في طلب المياه، وقيل في الغارات، وقال ثعلب إنما سمي شعبان شعبانَ لأنه شعب أي ظهر بين شهري رمضان ورجب والجمع شعبانات، وشعابين كرمضان ورماضين. (لسان العرب129/ 7)
هذا اسمي الذي لا أخفى به على أهل الخير دع عنك من تابع النصارى فلم يعد يعرف من شهور أهل الإسلام إلى رمضان ... ..
بل كان من هديه عليه الصلاة والسلام كما روت أمنا رضي الله عنها في الصحيحين أم عبد الله (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ) البخاري (1970) ومسلم (1156).
أنا كنت نكرة فيما سلف من الأيام حتى سأل خير خلق الله أجمع صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله حينما سأله أسامة بن زيد في الحديث الذي رواه أحمد والنسائي (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ) حسنه الألباني في الصحيحة رقم (1898)
قال بن رجب رحمه الله في حديث أسامة معنيين: (أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه. وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك. وروى ابن وهب قال: حدثنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعد عن أبيه عن عائشة قالت: ذكر لرسول الله ناس يصومون رجبا؟ فقال: (فأين هم عن شعبان) وفي قوله: (يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم. وفيه: دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل.
وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد: منها: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل. لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه.
ومنها: أنه أشقّ على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهد من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشقّ على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون).
وقد قيل: في صوم شعبان معنى آخر: أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل قد تمرّن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن. (ا. هـ بتصرف من لطائف المعارف)
فكم من عابد ممن كان قبلكم استغل ساعات عمره وما يدريه لعله لا يدرك شعبان آخر ولعله لا يدرك رمضان آخر ولعله يحتاج إلى الحسنة ...
عجبا لكم تأتون من شهوات الأشهر ثم تقولون لا نرانا نخشع في رمضان فبالكاد يبين أثر الخشوع في آخره ..
لماذا لا تقتدون بسلفكم الذين لم يكونوا يضيعوا الأعمار،،، كحالنا الآن ..
يمر الشهر تلو الشهر فلا أعددنا ليومٍ نلقى فيه ربنا
قال يحيى بن معاذ الرازي: ما عرضت علمي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذبا
أين الإتباع عباد الله ...
حدث أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة الحجام دينار فصنع كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم ..
هذا في تلك الأمور التي لا تدخل في جانب التعبد إلا بنية صاحبها فكانوا ينون الإتباع ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا فدونك سيرهم فاطلع عليها تجد العجب ..
فهل يا ترى سنتبع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر فنتوجه بالصيام والاستعداد لرمضان ورد المظالم إلى أهلها .. وتطهير القلوب وتعويد النفس على الخشوع والإنابة لله عز وجل.
إذا هبت رياحك فاغتنمها @@ فإن لكل عاصفةٍ سكون
والله إني لأكتب هذه الكلمات وأنا أعلم من نفسي التقصير الذي قد لا تظنونه بأخيكم ولكن هل يمنع الإنسان ما هو فيه من تقصير وفتور همة وتضييع للأوقات أن يهدي الخير لإخوانه؟؟؟ لا اعتقد هذا ..
ما سمعت من الخير أيه المفضال فاعمل به و لا تنظر إلى المقصرين أمثالي فإننا والله لا نضر إلا أنفسنا أسأل الله أن يعفو عني وعنكم وأن يتجاوز عن تقصيرنا وأن يميتنا على الإسلام وأن يرضى عنا وأن يرضينا إذا كان في هذه الكلمات ما يستحق أن يهدى إلى حبيب أو أخ أو صديق فانشرها وادع لراقمها أن يعافى وأن يعفى عنه
والله مطلع على النوايا والأعمال ,, لا تخفى منكم خافية
¥