[صيام يوم في سبيل الله]
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 08 - 07, 06:49 م]ـ
أريد السؤال عما جاء من أقوال العلماء في ما يخص معنى هذا الحديث
"من صام يوما في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفا"
فقد كنت أظن أن له معنى واحدا لا غير،و هو صيام التطوع،و لكني وجدت في فتوى للشيخ العثيمين رحمه الله،يقول أن المقصود به الصيام أثناء الجهاد في سبيل الله أي الجهاد الحقيقي.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2538.shtml
ثم ألم يرد أن الرسول صلى الله عليه و سلم و الصحابة رضوان الله عليهم، كانوا يأخذون برخصة الفطر أثناء الجهاد؟
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[21 - 08 - 07, 07:53 م]ـ
سبيل الله له معنيان مشهوران:
أحدهما: ما ذكره الشيخ رحمه الله.
والثاني: له أمثلة منها:
ما أخرجه البخاري (865) قال: حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا يزيد بن أبي مريم قال حدثنا عباية بن رفاعة قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار).
والله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا التوجيه
أورد الإمام البخاري في باب المشي إلى الجمعة حديث: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار. وذكر أن الصحابي استدل به على ذلك، فقال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا يزيد بن أبي مريم قال: حدثنا عباية بن رفاعة قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال: سمعت النبي صلى الله عيله وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار.
قال ابن حجر في الفتح: أورده هنا لعموم قوله في سبيل الله فدخلت فيه الجمعة.
أما المعنى الذي ذكره الشيخ العثيمين رحمه الله، في أكثر من موضع،استدله من آيةالزكاة {إِنَّمَا الصَّدَقَتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَكِينِ وَالْعَمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَرِمِينَ وَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}. حيث يقول أن الحصر هنا يفيد التخصيص أوكما قال إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه، وبالتالي في سبيل الله تنحصر في معنى الجهاد في سبيل الله،
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:49 ص]ـ
من كتاب فتح الباري لابن حجر: (بَاب فَضْلِ اَلصَّوْمِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ)
قَالَ اِبْن اَلْجَوْزِيِّ: إِذَا أُطْلِقَ ذِكْر سَبِيل اَللَّهِ فَالْمُرَاد بِهِ اَلْجِهَاد. وَقَالَ اَلْقُرْطُبِيّ: سَبِيلُ اَللَّهِ طَاعَةُ اَللَّهِ فَالْمُرَاد مَنْ صَامَ قَاصِدًا وَجْهَ اَللَّهِ. قُلْت: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ. ثُمَّ وَجَدْتُهُ فِي " فَوَائِدِ أَبِي اَلطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ " مِنْ طَرِيقِ عَبْد اَللَّه بْن عَبْد اَلْعَزِيز اَللَّيْثِيِّ عَنْ الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظ " مَا مِنْ مُرَابِطٍ يُرَابِطُ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ فَيَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اَللَّهِ " اَلْحَدِيثَ. وَقَالَ اِبْن دَقِيقِ اَلْعِيدِ: اَلْعُرْفُ اَلْأَكْثَرُ اِسْتِعْمَالُهُ فِي اَلْجِهَادِ فَإِنْ حُمِلَ عَلَيْهِ كَانَتْ اَلْفَضِيلَةُ لِاجْتِمَاع اَلْعِبَادَتَيْنِ قَالَ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِسَبِيلِ اَللَّهِ طَاعَتُه كَيْفَ كَانَتْ وَالْأَوَّل أَقْرَبُ وَلَا يُعَارِضُ ذَلِكَ أَنَّ اَلْفِطْرَ فِي اَلْجِهَادِ أَوْلَى لِأَنَّ اَلصَّائِمَ يَضْعُفُ عَنْ اَللِّقَاء كَمَا تَقَدَّمَ تَقْرِيرُه فِي " بَاب مَنْ اِخْتَارَ اَلْغَزْوَ عَلَى اَلصَّوْمِ " لِأَنَّ اَلْفَضْلَ اَلْمَذْكُورَ مَحْمُول عَلَى مَنْ لَمْ يَخْشَ ضَعْفًا وَلَا سِيَّمَا مَنْ اِعْتَادَ بِهِ فَصَارَ ذَلِكَ مِنْ اَلْأُمُورِ اَلنِّسْبِيَّة فَمَنْ لَمْ يُضْعِفْهُ اَلصَّوْم عَنْ اَلْجِهَاد فَالصَّوْم فِي حَقِّهِ أَفْضَل لِيَجْمَع بَيْنَ اَلْفَضِيلَتَيْنِ
ـ[توبة]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:56 ص]ـ
بارك الله فيكم،ونقلكم هذا يقوي ما ذهب إليه الشيخ العثيمين أي الصوم مع الجهاد في سبيل الله.
نسأل الله من فضله ......
ـ[توبة]ــــــــ[22 - 08 - 07, 02:17 ص]ـ
و لكن هل من تخريج لهذا الحديث
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظ " مَا مِنْ مُرَابِطٍ يُرَابِطُ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ فَيَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اَللَّهِ "
وماذا عن قوله تعالى" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
فقد وجدت في تفسير القرطبي
أيْ جَاهَدُوا الْكُفَّار فِينَا أَيْ فِي طَلَب مَرْضَاتنَا وَقَالَ السُّدِّيّ وَغَيْره: إِنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ قَبْل فَرْض الْقِتَال قَالَ اِبْن عَطِيَّة: فَهِيَ قَبْل الْجِهَاد الْعُرْفِيّ وَإِنَّمَا هُوَ جِهَاد عَامّ فِي دِين اللَّه وَطَلَب مَرْضَاته قَالَ الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن: الْآيَة فِي الْعِبَاد وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَإِبْرَاهِيم بْن أَدْهَم: هِيَ فِي الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ عَلَّمَهُ اللَّه مَا لَمْ يَعْلَم) وَنَزَعَ بَعْض الْعُلَمَاء إِلَى قَوْل: " وَاتَّقُوا اللَّه وَيُعَلِّمكُمْ اللَّه " [الْبَقَرَة: 282] وَقَالَ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز: إِنَّمَا قَصَّرَ بِنَا عَنْ عِلْم مَا جَهِلْنَا تَقْصِيرنَا فِي الْعَمَل بِمَا عَلِمْنَا وَلَوْ عَمِلْنَا بِبَعْضِ مَا عَلِمْنَا لَأَوْرَثَنَا عِلْمًا لَا تَقُوم بِهِ أَبْدَاننَا ; قَالَ اللَّه تَعَالَى: " وَاتَّقُوا اللَّه وَيُعَلِّمكُمْ اللَّه " وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِيّ: لَيْسَ الْجِهَاد فِي الْآيَة قِتَال الْكُفَّار فَقَطْ بَلْ هُوَ نَصْر الدِّين وَالرَّدّ عَلَى الْمُبْطِلِينَ ; وَقَمْع الظَّالِمِينَ ; وَعُظْمه الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر وَمِنْهُ مُجَاهَدَة النُّفُوس فِي طَاعَة اللَّه وَهُوَ الْجِهَاد الْأَكْبَر.
فالأمر فيه سعة ولله الحمد.
¥